ظاهرة التسول في المنصورة.. آراء ومواقف السكان حولها
تُعد ظاهرة التسول في المنصورة من الظواهر الاجتماعية البارزة التي تثير الكثير من التساؤلات داخل مدينة المنصورة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من الأسر، ازدادت أعداد المتسولين في الشوارع بشكل ملحوظ، وظاهرة التسول تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والجمعيات الخيرية للحد منها، وذلك من خلال تبني استراتيجيات فعالة وتوفير الدعم اللازم للأسر المحتاجة، حيث يمكننا أن نخطو خطوات كبيرة نحو تقليل هذة الظاهرة والعيش في مجتمع ينعم بالعدالة والمساواة، ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة ومعرفة آراء السكان حولها، قمنا بإجراء استطلاع رأي شمل مجموعة من الأشخاص ذوي أعمار ومهن مختلفة.
انتشار ظاهرة الشحاتة في شوارع المنصورة
بسؤال “محمد السيد” البالغ من العمر 45 سنة، ويعمل مدرس في أحد المدارس الحكومية يقول: أحياناً أشعر بالعجز عند رؤية الأطفال والنساء يتسولون في الشوارع، فالمرأة كرمها الإسلام وشدد علي رعايتها وتقديرها، فما أراه في الشوارع هو مذلة لها ولأطفالها، حيث انها ظاهرة مزعجة تتطلب تدخل الجهات المختصة لتوفير حلول جذرية للفقراء والمحتاجين.
أما هالة محمود التي تبلغ من العمر 30 سنة وتعمل موظفة في أحد الشركات الخاصة
تقول: تعرضت لموقف غير مريح مع أحد المتسولين كنت في طريقي إلى العمل عندما تعرضت لموقف مخيف مع متسول أصر على طلب المال، وعندما أعتذرت منه بحجة أنني ليس لدي ما يكفي لإعطائه، قام بمطاردتي واختلاق الشجار معي، أشعر بالحزن والقلق من هؤلاء الناس، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تكون هناك رقابة لمنع التجاوزات.
أضاف أحمد علي، 19 سنة، طالب جامعي
في جامعة المنصورة: أري أن ظاهرة التسول في المنصورة تعكس جزءاً من الفقر والبطالة التي يعاني منها المجتمع، كما أعتقد أن هناك حاجة إلى برامج توعية ومشروعات صغيرة تدعم الأسر الفقيرة بدلاً من تركهم يلجأون إلى التسول، فالتعليم والعمل هما الحل الأنسب لمحاربة ظاهرة التسول بشكل عام.
وتقول فاطمة جابر، 60 سنة، ربة منزل: كلما رأيت طفلاً يتسول أشعر بالأسى، فهذا ليس مكانهم، فالاطفال يجب أن يحصلوا علي الرعاية الازمة، ويتمتعوا بحقهم في التعليم، فيجب توفير فرص تعليمية ودعم مادي للأسر بدلاً من رؤية أطفالهم في الشوارع.
وبسؤال علي حسن، 35 سنة، رجل أعمال عن رأية حول انتشار ظاهرة التسول في شوارع مدينة المنصورة قال: لاحظت أن بعض المتسولين يستغلون عواطف الناس لتحقيق أرباح مالية، فمنهم من يمتهن مهنة التسول، فهو لا يلجأ لها لظروف أقتصادية لسد حاجته الحياتية، ولكن هي مهنته الذي يمتهنها منذ القدم وهي مصدر دخله الوحيد، لذا يجب أن تكون هناك قوانين تحظر التسول وتحد من ظاهرة التسول في المنصورة وتنظم تقديم المساعدات عبر جمعيات معتمدة.
وأضافت خديجة إبراهيم، 27 سنة، ممرضة في مستشفي خاصة، حيث أنها تعرضت لمواقف متعددة مع المتسولين أثناء عودتها من العمل فتقول: أحياناً أتعاطف مع المتسولين وأعطيهم المال، ولكن في مرات أخرى أشعر بالخوف والقلق من أن يكون البعض منهم جزءاً من عصابات تستغل المساعدة الإنسانية.
آراء متنوعة ومواقف متعددة حول ظاهرة التسول في المنصورة
تشير آراء المشاركين في الاستطلاع إلى أن ظاهرة التسول في المنصورة تثير مشاعر مختلطة من الحزن والغضب والخوف، كما تؤكد تجاربهم الشخصية الحاجة الماسة إلى تدخل حكومي ومنظمات مجتمع مدني لتقديم حلول فعالة لهذه المشكلة الاجتماعية، ومن المهم أن نعمل جميعاً، سواء كأفراد أو كجهات مسؤولة، على تقديم الدعم اللازم للأسر الفقيرة وتوفير فرص العمل والتعليم لهم، حتى نتمكن من الحد من هذه الظاهرة السيئة، التي تعتبر آفة العصر الحالي.
الأسباب الكامنة وراء ظاهرة التسول
1. الفقر والبطالة: تعتبر الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأفراد للجوء إلى التسول.
2. التفكك الأسري: يمكن أن يؤدي الانفصال الأسري أو وفاة المعيل الوحيد للأسرة إلى دفع الأطفال والنساء للتسول كوسيلة للبقاء.
3. الإدمان: بعض المتسولين قد يعانون من مشاكل إدمان تجعلهم غير قادرين على العمل، وبالتالي يلجؤون للتسول لتأمين احتياجاتهم.
4. نقص التعليم: عدم توفر الفرص التعليمية يمكن أن يجعل الأفراد غير قادرين على الحصول على وظائف جيدة، مما يدفعهم للتسول كوسيلة للبقاء.
تأثير ظاهرة التسول على المجتمع
- الأمن الاجتماعي: يمكن أن يؤدي انتشار التسول إلى زيادة معدلات الجريمة وعدم الأمان في المجتمع، حيث قد يلجأ البعض إلى السرقة أو الاعتداء لتلبية احتياجاتهم.
- الصورة العامة للمدينة: تشوه المناظر العامة بوجود المتسولين في كل مكان يمكن أن يؤثر سلباً على السياحة والاستثمار في المدينة.
- التأثير على الأطفال: الأطفال الذين يتسولون بدلاً من الذهاب إلى المدرسة يفتقدون الفرص التعليمية والتنشئة الاجتماعية الصحية، مما يؤثر سلباً على مستقبلهم.
الحلول الممكنة لمكافحة هذة الظاهرة
لمعالجة ظاهرة التسول في المنصورة يجب تبني استراتيجية شاملة تشمل:
- التعليم والتدريب المهني: توفير برامج تدريبية وتعليمية للأسر الفقيرة لتمكينهم من الحصول على وظائف ثابتة.
- الدعم المالي والمساعدات الاجتماعية: تقديم دعم مالي للأسر المحتاجة لضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.
- الخدمات الصحية والنفسية: توفير خدمات علاجية للأفراد الذين يعانون من الإدمان أو الأمراض النفسية.
- التوعية المجتمعية: نشر الوعي حول مخاطر التسول وأهمية التكافل الاجتماعي.
كما يمكن للجمعيات الخيرية أن تلعب دوراً كبيراً في مكافحة ظاهرة التسول في المنصورة من خلال:
- جمع التبرعات: تنظيم حملات لجمع التبرعات لدعم الأسر الفقيرة.
- تقديم المساعدات: توزيع المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الأساسية للأسر المحتاجة.
- التعليم والتدريب: تنظيم دورات تدريبية لتعليم المهارات الحياتية والمهنية.