أحمد عبود باشا من أهم رجال الاقتصاد المصري، وأحد أعمدة التمصير في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، وكان له أثر كبير في تاريخ ومسيرة الاقتصاد المصري، وقد بلغ من القوة والنفوذ ما جعله يضرب به المثل.
مكانة أحمد عبود في الادب
كان اسم عبود مقترن بالتعبير عن الثراء والقدرة المالية التي يضرب بها المثل، فيقول الشاعر الكبير بيرم التونسي في قصيدة ساخرة عنوانها “السيارات”:
لو كنت عبود ما اشتريش سيارة
واردم عليها لو تجيني هدية!
ويمثل الاقتصادي الكبير وفقاً لأدب إحسان عبد القدوس نماذج الثراء والنجاح المادي في المجتمع المصري. فكرر الاشارة إلى اسمه في مواضيع عديدة في رواياته وقصصه، فضلاً عن رواية كاملة لا تتضمن اسمه صراحة “شيء في صدري”، لكن الكثير من الدارسين والنقاد يرون أنها صفحات من حياة أحمد عبود. وفي رواية “لا تطفئ الشمس” يمثل أحمد عبود نموذجا للمليونير العصامي الناجح الذي يحتذي به ممدوح أو يحلم باحتذائه. وفي رواية “غابت الشمس ولم يظهر القمر” تفوق رفعت بيومي على أستاذه أحمد عبود وهو الذي كان يحلم فقط بأن يكون مثله. وفي رواية “لم يكن أبداً لها” تفوق إبراهيم العباسي -الموظف الذي كان يعمل في شركات أحمد عبود- على أستاذه ورئيسه. ويتسع عالم إحسان عبد القدوس أيضا للحديث عما يقال عن فساده وانحرافه وتحكمه بأمواله الطائلة في إدارة وتوجيه وصناعة القرار السياسي؛ فيقول مدحت نور في قصة “حتى لا يطير الدخان”: “عبود باشا بيشترى الوزارات.. دفع للملك خمسة ملايين علشان يسقط وزارة ويجيب وزارة… طيب، نجيب عبود نفسه…أنا سأقترح على بابا الباشا أن يطالب بتعيين عبود باشا رئيساً للوزراء…ده الحل الوحيد.. محدش يقدر يحكم مصر إلا مليونير”. كما كان لعبود مكانه أيضاً في أدب الروائي السعودي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي.
أقوال أحمد عبود باشا
حينما سئل أحمد عبود عن عظماء الشرق قال: الملك فؤاد وسعد زغلول والملك فاروق وغاندي ونهرو، فيقول عن الملك أحمد فؤاد أنه “خالق نهضة مصر الذي قفز بها مائة سنة إلى الأمام”، أما الملك فاروق فهو “العاهل الذي حقق لبلاده كثيراً من الأماني”. ويقول عن سعد زغلول أنه “زعيم الحركة الوطنية وقائدها، غذاها بوطنيته وجهاده”. ولم يكن عبود كاتباً أو مفكراً، لكنه نشر مقالاً عميقاً ممتعاً قرب نهاية الأربعينات، يحمل عنوان “كيف تصبح مليونير؟”، وفيه يقدم نصائحه وخلاصة تجربته.
التعليقات