علية تستغيث: عملية زرع نخاع ستعيد الأمل لحياتي

علية تستغيث: عملية زرع نخاع ستعيد الأمل لحياتي

كتبت : ياسمين عزت

أستغاثة مواطنة فى وسط المجتمع الذي ينتشر به الفقر والمرض والعجز، تكالبوا عليها جميعا، فزادوا ضَعفها ضِعفًا، مات زوجها لتبقى وحيدة تعاني وحدها بلا ونيس أو عائل، تزوجت فتاتيها والتحق نجلها الأكبر بخدمة الوطن (الجيش)، ليبقى طفلها الصغير عاجزا عن خدمتها، فكل ما يستطيع فعله إطفاء ظمئها بكوب من الماء، أو الاستعانة بجيرانها لحملها لدورة المياه أو غرفتها التي تشهد مأساتها اليومية منذ 6 سنوات مضت، وهي تتألم من قرح الفراش وآلام عمودها الفقري.

“علية” امرأة تخطت الأربعين من العمر بخمس سنوات، تقيم بعزبة التونسي التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، تروي مأساتها وتقول :”منذ 6 سنوات تعرضت لحادث سقوط من أعلى سطح منزلي ذو الطابق الواحد المرتفع نحو 4 أمتار، وشخَص الأطباء حالتي بكسر في فقرات العمود الفقري وكذا كدمات بالنخاع الشوكي، أدت إلى شلل نصفي”.

وتابعت بقولها :”أجريت جراحة بمستشفى الأحرار العام، لتثبيت الفقرات وغادرت المستشفى وأنا قعيدة عاجزة، لكن لم يتركني زوجي الرجل البسيط، ذو الأجر الزهيد، وأنفق أخر جنيها معه، حصيلة راتبه من عمله بالأجر اليومي، حتى أنه سافر بي للقاهرة، لأحد الأطباء المهرة والمشهورين هناك، والذي بدوره أعطاني الأمل من جديد، بأنني سأقف على قدماي وأرى الشارع وأستطيع المشي مرة أخرى، وذلك من خلال زرع “الخلايا الجزعية”.

وتستكمل حديثها بصوت منكسر وعيون منهمرة بالدموع قائلة :”كنت بحاجة لفحوصات تكلفتها نحو 3 ألف جنيه، فقررنا التوقف لأننا لا نملك هذا المبلغ القليل، علما بأننا تفاجئنا بأن تكلفة العلاج ستتخطى نحو 80 ألف جنيها، هذا بالإضافة للمتابعة بعد “زرع الخلايا الجزعية”، مع أخصائي علاج طبيعي، لعمل جلسات علاج للساقين، انكسر قلبي وكتم زوجي ألم عجزه في قلبه، ولم نستكمل رحلة العلاج التي انتهت قبل بدئها”.

وتضيف “علية” قائلة :”تهاجمني كل المشاعر السلبية، من ذل وعجز وامتهان، ولم أعد أقوى على الصبر، فأنا عاجزة عن الحركة، كما أنني أعاني من شلل نصفي أفقدني الإحساس بالجزء السفلي، لذا أتعايش بالقسطرة للتبول، وأدعو جيراني بإرسال طفلي لهم، للإستعانة بهم لمساعدتي، كما لم أملك كرسيا متحركا، يساعدني على التنقل، فأظل منتظرة بالساعات لحين قدوم طفلي ليجلب لي كوب الماء”.

وبقلب متمزق ويدين متضرعتين لله، تقول “علية” :”ابنتي المتزوجة تزورني يوم في الأسبوع لتقوم بخدمتي، وهي تعيش مع زوجها وسط عائلته ولا أود أن أفسد حياتها، كما أن لي علاج تكلفته 1000 جنيه، يتكفل به أهلي وأقاربي، وأشعر بالألم لأنني أحملهم فوق طاقتهم في ظل الظروف التي يعانيها الجميع”.

وتضيف “علية” :”أناشد رئيس الدولة الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، وأقول له “العجز والمرض والفقر ذلوني، كن سبب في شفائي”، كما ناشدت كل المسؤولين بندائها :”أود أن يساعدني كل من يستطيع لإجراء زرع الخلايا الجزعية، وتوفير كرسي متحرك كهربائي، لأني هزيلة لا أقوى على تحريك الكرسي اليدوي، وفي انتظار فرج الله قريبا، لأن سنوات صبري طالت، وما زلت لم أفقد الأمل، بأن أسير على قدمي لأخدم نفسي وأجنب الناس أعبائي”.