عمارة المسجد.. الفن والعمارة في الأندلس

عمارة المسجد.. الفن والعمارة في الأندلس

ترك المسلمون خلفهم الكثير من آثار الفن والعمارة في جميع أنحاء اسبانيا بعد سقوط الحضارة الاندلسية 1492، والتي امتدت لمدة ثمانية قرون، ويعتبر الجامع أو المسجد أحد المعالم الأثرية المميزة في الأندلس، فهناك جامع قرطبة بالإضافة إلى قصر الحمراء وقصر العريف في غرناطة.

عمارة المسجد

كان الفن الإسلامي في الأندلس يجمع بين زخارف من الفن اليوناني والروماني، ولكن كان له طابعه الخاص واسلوبه المميز، ويظهر ذلك بوضوح في الزخارف والنقوش في عمارة المسجد.

يمثل المسجد أكثر أنواع المباني المعمارية للطابع الإسلامي، وكانت المواد المفضلة لبنائه الطوب اللبن العربي والرخام والجبس الذي كان يستخدم في أعمال الزخرفة. ويبدو أن طريقة البدائية لبناء المساجد مستوحاة من طريقة بناء مسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتكون من جزأين إحداهما مسقوف والآخر غير مسقوف أي مفتوح إلى السماء. وقد تطور هذا النظام البسيط تدريجيا حتى تحول إلى مسجد جامع كبير ملائم لعقد صلاة الجمعه وإدارة بعض شئون الناس.

تشيد جميع المساجد باتجاه القبلة أي باتجاه مكة المكرمة، حيث يتم إنشاء المحراب في جدار المسجد المتجه للقبلة وفيه يؤم الإمام الصلاة بالمسلمين. وكان يتم إنشاء مئذنة ملحقة بالمسجد، يصعد عليها المؤذن خمس مرات في اليوم ليؤذن للصلاة. بالإضافة إلى عنصر أخر مميز وهو الفناء أو الصحن حيث يحتوي على مكان الوضوء.

ويسمي الجزء المغطى من المسجد بالحرم وعادة ما يتم إنشائه مثل صالة كبيرة واسعة ذات أروقة عمودية متجهة نحو القبلة. وهذه الأروقة طويلة للغاية وأحيانا تمتد إلى الفناء. ويعتبر أبرز المساجد الأندلسية مسجد قرطبة الجامع، بينما أصغرها هو مسجد ألمونستير.

يبهر مسجد قرطبة الزائرين بأعمدة وأقواسه البالغة 500 عمود، وبدأ تشييده في عهد الخليفة عبد الرحمن الأول ثم عبد الرحمن الثاني فعبد الحكيم الثاني وأخير الخليفة المنصور عام 987م. ويعتبر هذا المسجد معلما حضاريا لا مثيل له ويعبر عن براعة فن العمارة في عهد خلفاء الأندلس، فهو يبدو كغابة رائعة ذات أعمدة وأقواس من الداخل وهو بحق من أجمل وافخر دور العبادة التي شيدت، وقد وجد أن محراب هذا المسجد يميل قليلا عن مكة، وهو ما يبدو أمر مثيرًا.