الغابة الصخرية..بلا أشجار ولا يمكنك السير أكثر من كيلو واحد

الغابة الصخرية..بلا أشجار ولا يمكنك السير أكثر من كيلو واحد

تعودنا أن الغابات تعني الخضرة والماء والأشجار، كما أن عجائب الطبيعة من حولنا لا تنفد أبدا ، فهي دائمة الإبهار بغرائبها المذهلة، الفريدة من نوعها ،ومن أشهرها الغابة الصخرية أو كما يطلق عليها (جراند تسينجي) والتي تعد أكبر وأغرب الغابات في العالم وأكثرها وعورة فهي تملك صخور مدببة ارتفعت في طولها حتى غطت المساحة الخضراء ويطلق عليها  اسم جراند تسينجي وهي تعني بلغة مدغشقر المكان الذي يصعب المشي فيه لتشكل خطرًا كبيرًا علي من يتواجد بها ولكن كيف ؟؟

ماوراء الغابة

تقع الغابة الصخرية بالمحمية الطبيعية تسينكي بمدغشقر لتمتاز بطبيعة ساحرة ليس لها مثيل على الإطلاق حيث تتكون من سلسلة صخرية مرتفعة ومناظر طبيعية عجيبة غاية في الجمال والسحر ، فالغاب  تنقسم إلى منطقتين هما المنطقة الجنوبية وهي منتزه ” دي بيمارها الوطني” الذي تبلغ مساحته 666كم مربع ، والمنطقة الشمالية وهي الغابة الصخرية وتبلغ مساحتها 853 كيلو متر مربع ، كما تضم المحمية العديد من البحيرات والغابات وأشجار المانجروف ومجموعة نادرة جدًا من الحيوانات والطيور المهددة بالإنقراض.

فقد سميت الغابة الصخرية بجراند تسينجي لتشير إلي  صعوبة الحياة فيها نظرًا لطبيعة تلك الصخور المدببة كالأشواك الخطرة ، والتي تكونت نتيجة ارتفاع معدل الأمطار مما تسبب في نحت تلك الصخور بهذا الشكل بمرور ملايين السنين ، وهي سلسلة من الصخور ذات الطبيعة الصلصلية من حجر الكلس وبالرغم من تلك الطبيعة الوعرة إلا أن الغابة تضم أنواعًا مختلفة من النباتات الشوكية والورقية والحيوانات النادرة

المشي بالغابة الصخرية

ما يميز الصخور

فطبيعة الصخور في الغابة طبيعة صلصالية فهي تتكون من مرتفعات من حجر الكلس المدبب حيث  تمتد على مئات الكيلومترات في الصحراء الجزائرية الشاسعة خاصة في منطقة جانت بالجنوب الشرقي، في شكل غابة الأمازون لكن باللونين الأسود والأصفر بدلا عن الأخضر، وحين تكون على الأرض تستوقفك تفاصيل الأشكال التي نحتتها الطبيعة، من بقايا جبال كانت في زمن ما، شامخة تعانق السماء.حيث ويبلغ ارتفاع بعض الصخور نحو مائة متر أو أكثر متخذة شكل أشجار باسقة أو عمارات شاهقة، وعلى وجه بعضها رسوم ورموز عمرها عشرة آلاف عام، قام الإنسان القديم الذي عمر تلك الأرجاء بتدوينها.

كما أن الغابة صخورها ذات قمم شوكيه خطيرة وعرة ومن خطورتها يخيل لك أنها ليس فيها أي حياة لكن رغم تلك الخطورة إلا أنها تحوي علي بحيرات و أنواع كثيرة من الحيوانات من ضمنها قرود الهوبر والتي يوجد منها 11 نوع  والتي تعيش على أوراق الأشجار صباحا وفي المساء تتخذ من القمم المدببة مأوى لها علاوة على الكثير من الحيوانات مثل الخفافيش والنمس وأكثر من 100 نوع من الطيور النادرة والمهددة  بالإنقراض و25 نوع من الزواحف كل تلك الكائنات تعيش متحدية تلك الصخور المدببة الوعرة بين تلال مضيق على نهر مانمبولو.

المشي بالغابة الصخرية

مغامرة  رغم الخطر

وبالرغم عدم قدرة أحد علي السير في الغابة على مدار اليوم إلا أقل من الكيلو متر من شدة وعورتها وصعوبة التنقل نتيجة قمم الصخور المدببة كما لو كانت سكاكين حادة قاطعة حيث قام المصور ستيفن الفارز  بزيارة الغابة ضمن بعثة قناة ناشونال جيوغرافيك والتقط العديد من الصور المذهلة والرائعة لحياة الحيوانات والنباتات في هذه الغابة الفريدة من نوعها،حيث وجد حيوان الهوبر الذي يتغذى على أوراق الأشجار صباحا وهو يقفز بين القمم حيث يتخذ مأوى له في الليل.فهذه الحيوانات رغم الخطورة التي تواجهها إلا أنها  تستمر في حياتها متحدية الصخور الشوكية العملاقة.