كيف يجمع ساحل الهيكل العظمي حطام السفن والحيوانات ؟؟
يعتبر ساحل الهيكل العظمي إحدى المناطق الساحلية الأكثر خطورة، حيث تشتهر المياه هناك بتيارتها القوية وكثرة الضباب والرمال المتحولة والتي تدور دائمًا بحركات مستمرة، كما يشتهر الساحل بقسوة الظروف المناخية التي تضافرت مع العواصف الرملية القوية مما تسببت في غرق أكثر من 1000 سفينة حيث يمكن مشاهدة العديد من حطام السفن والهياكل العظمية للحيتان الكبيرة والحيوانات التي لاتزال مبعثرة على الشاطئ حتى الآن، ولكن ما وراء تلك الساحل ولماذا أطلق عليه تلك الاسم ؟
أسرار الهيكل العظمي
ساحل عظمي ناميبيا أو كما يطلق عليه اسم السبر المشؤوم أو شاطئ الجحيم أو أرض صنع الله في الغضب وذلك من قبل المستكشفين البرتغاليين والبوشمن، حيث يقع جزء من الساحل على طول الحافة الشمالية لناميبيا جنوب حدود أنغولا مباشرة بين نهري كونين وسواكوب، كما أنه يمتد على الخط الساحلي بطول 976 ميلًا على ساحل المحيط الأطلسي فهو مليء بالهياكل العظمية الحيوانية وأنقاض حطام السفن التي تشبه المقبرة أكثر من الشاطئ.
فتلك الساحل العظمي يتكون من رمال ناعمة إلى حد كبير تقطعها أحيانًا النتوءات الصخرية، حيث يتكون القسم الجنوبي من سهول الحصى في حين يغلب على شمال خليج تيراس المناظر الطبيعية للكثبان الرملية العالية.
فقد أطلق تلك الاسم على الساحل نتيجة لوجود علامات عظام الحيتان التي تملأ الشاطئ حيث يمارس في هذه المنطقة صيد الحيتان، فعلى الرغم من أن الساحل في العصر الحديث إلا أنه يحتوي على بقايا هيكلية لحطام السفن التي تصطادها الصخور أكثر من ألف سفينة من مختلف الأحجام والتي تتناثر على الساحل ومنها سفينة بنغيلا النسر، سفينة أوتافي وسفينة تونغ تاو.
أسباب تكون الساحل
فقد انحصرت العظام الهيكلية وحطام السفن بتلك الشاطئ نتيجة لتيارات المحيط التي تجري من قبل الساحل بشكل مباشر حيث تحمل تيار بنغيلا بمياهه الباردة من كيب بوينت في الجنوب، والذي يصطدم بالهواء الدافئ الواقع قبالة ساحل الصحراء الناميبية، فهذا المزيج الشديد من درجات الحرارة يخلق ضبابًا كثيفًا يغطي الشاطئ والمحيط بأكملة، كما تهب الرياح القوية من البر إلى البحر مما يؤدي إلى موجات غزيرة على طول الشاطئ، فتلك الظروف القاسية لها تأثير كبير على وجود عدد كبير من حطام السفن وجثث الحيوانات على الشاطئ.
فهناك كثير من السفن التي انتهت بحطام ومنها سفينة إدوارد بوهلين التي ركضت إلى الشاطئ في عام 1907، فتلك السفينة من أصل ألماني وتوجهت من سواكوبموند إلى خليج تيبل، فعلى بعد حوالى 160 مترًا من حافة المياه توغلت الرمال ووصلت إليها على مر الزمن مما أدى إلى امتداد الشاطئ على نطاق أوسع وجعله يبدو كما لو كانت السفينة قد تحطمت في وسط الرمال.
كما يوجد حطام سفينة دنيدن ستار، التي اجتاحت في عام 1942، فتلك السفينة كانت تحمل الإمدادات لقوات الحلفاء و 21 لاجئًا فروا من لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن في مسارها اصطدمت بعائق تحت الماء وتقطعت بهم السبل القارب، شحنتها وركابها أكثر من 1000 قدم من الشاطئ، ولكن عندما تم إرسال سفينتين لاسترداد الركاب وإسقاط الإمدادات تحطمت كل من الطائرة الحربية وقارب السحب خلال محاولاتهما، وبالرغم من ذلك فلا يزال من الممكن رؤية بقايا الثلاثة جميعًا حتى اليوم.
الحياة على الساحل
وبالرغم من صعوبة الحياة في ساحل الهيكل إلا أن معدل هطول أمطار سنوي يبلغ 39 بوصة، مما أدى إلى الحفاظ على النباتات التي لا تستطيع البقاء على قيد الحياة هنا من رطوبة الضباب والتي تعتمد عليها الحشرات كذلك المواد النباتية المتحللة التي تهب على المنطقة من الداخل.
كما أعلنت ناميبيا عن تخصيصها لما يزيد عن 16000 كيلومتر مربع لإنشاء منتزه ساحل الهيكل العظمي الوطني ليكون مخصص للحيوانات البرية فهي تضم عدد كبير من الحيوانات مثل الزرافة، الأسد، سبرينغبوك، وحيد القرن والبابون، فتلك الحيوانات قادرة على البقاء بطول النهر الذي يوفر المياه العذبة، الغطاء النباتي ومصدر غذائي موثوق.