غياب الثقافة عن المجتمع المصرى

غياب الثقافة عن المجتمع المصرى

تقرير : إسلام يوسف

 

يشهد المجتمع المصرى حالة من التيه الثقافى مثله مثل المجتمعات العربية الأخرى لعدة أسباب ودوافع جعلت الحصول على الثقافة أمر ليس بالأهمية سواء بارادة الشخص – بسياسة الدولة فى تغييب الثقافة –  النقد الموجه – عدو وأجنداته – لقمة العيش ” تلك أسباب من تراجع الوعى لدى الفرد فى المجتمع العربى والمصرى .

إن أول شىء يلفت الانتباه لخروج المثقف هو العملية التعليمية منذ مرحلة التكوين الشخصيات عند الأطفال فى سن الطفولة المتأخرة والمراهقة من ١٢-٢٠ سنة التعليم بالنسبة للتلاميذ هو نجاح ورسوب وليس من أجل تثبيت معلومة كمية معلومات لا حصر لها ولكن يتم محوها بالخروج من الإمتحان لماذا لأن التلميذ لم يعلمه المدرس أن الإمتحان هو اخر شىء يفكر به .

لماذا لا يعود الطالب على القراءة وعمل ابحاث لأمور ليست موجودة بالمنهج ومناقشة الطلاب فى تلگ الأبحاث ؟ النتيجة تربية روح البحث عند الطالب – خلق الثقة بالنفس عند التحدث امام الحاضرين – تصويب الأخطاء والتمرس فى أداء الطالب ، ولكن للأسف لا يحدث هذا أبدا فى مدارسنا بل التعليم الصم والحفظ من أجل الدرجات ، وعندما جعلت وزارة التربية والتعليم التعليم الكترونى لم تأهل المعلم أو الطالب للاستعداد للجيل والطريقة الجديدة فنتج عن ذلك أن الطلاب يقضون أوقاتهم على التسلية فى الانترنت ومواقع التواصلا الاجتماعى دون أن يستفيدوا من الجهاز التعليمى الذى معهم .

وإن اعداد الطلاب لكى يصبحو مثقفين يحتاج إلى معلمين ذوى كفاءة عالية فى تحميس الطلاب الموهوبين فى المجالات الثقافية وتشجيعهم لتنمو لديهم المهارات الثقافية وهى فى المجالات الأتية ” الكتابة – الخواطر – الغناء – الالقاء – التلاوة – الانشاد ” فى المرحلة الاعدادية .

اما فى الثانوى يصبح الطالب أمام مفرق حياة بالنسبة إليه وهى بسبب ضغط الأسرة عليه للحصول على أعلى مجموع للنجاح ولكن قبل المجموع ماهى المعلومات التى اكتسبها الطالب فى تلك المرحلة ؟ الاجابة لا تكاد تصل إلى 20% من المخرج التعليمى ما لم تكن لديه حب القراءة والاطلاع .

فى الجامعات نبراس الثقافة يتأثر الطلاب بأساتذة الجامعات بحيث يعكس ثقافة أستاذ الجامعى ونقل معلوماته لطلابه وباسلوب الفهم والبحث عن المعلومات عندهم ومشاركتهم فى عملية التنوير لعقولهم وهذا نموذج المنوط به التشجيع لكل أساتذة الجامعات ، على النقيض الأخر الأستاذ الجامعى الذى يقرأ من الكتاب هو يقوم بعملية نقل معرفة دون أن يجدد فكر الطلاب لديه ، فرسالتى إلى طلاب الجامعات انهلوا ما استطعتم من علوم ومعرفة فى السنوات الدراسية بالجامعة لانها فرصتكم التى لن تعود أبدا لانها البيئة التى تجعل منك نموذج من نماذج الثقافية للتأثير على غيرك .

عندنا 500 ألف خريج كل عام ما عدد الذين يلتحقوا بالمجال الثقافى مايقرب من 8-10% من الخرجين والباقى يتوه فى غياهب الدنيا ومدرسة الحياة بحثا عن متع الدنيا الأخرى بين المال والعمل والزواج ويرجع وكأنه لم يتعلم شىء .

غياب نظرة الدولة للثقافة : كانت الثقافة فى عصر الجمهورية الأولى مشروع دولة فى اقامة المشروعات الثقافية والمسرح والمعارض الكتب باسعار رمزية ومدعومة من الدولة ولذلك خرج لنا عباقرة الثقافة من تلك الفترة ، اما الآن بعد حرب اكتوبر والتغيرات والدراسات الثقافية للعدو لنا أصبح الهدف خلق بيئة من عدم وجود مثقفين من المخرج العملية التعليمية وذلك بتخريب التعليم بمختلف الطرق .

الإعلام ودوره الثقافى التوعوى للمجتمع للأسف الشديد البرامج الإعلامية الآن للتغطيات فقط اما الحديث عن التغير المفاهيم والعادات والثقافات لتثقيف الجمهور لايوجد وأصبح هناك فجوة بين الإعلام والشارع والسبب هو لغة الخطاب الإعلامى الذى يتعامل مع الطبقة المثقفة العليا أما العامية فيعيبوا استخدامها وللأسف هى لغة المشاهد الأكبر لتلك البرامج فكيف سيخاطب الإعلامى الجمهور الغريض باللغة الفصحى ولذلك عندنا يأتى مأشر القناة على برنامجه يقلب المشاهد لأنه لا يفهم ما يقوله .

المثقفون واحتكاكم بالمجتمع

للاسف الشديد قلة هى من تأثر فى الوسط المحيط لهم أما الأغلبية فيتحدثون على أنهم ملوك العلم والمعرفة وانا المحاضر والدارس والقارىء لكذا ولكن لم يسأل نفسه سؤال واحد الكتاب الذى ألفته عدد من قرأه كم فرد ؟ المقال الذى كتبته عدد من قرأه كم فرد ؟ هل أنا أعمل بما تعلمته ؟ هل يحاضر ندوات مع الجمهور للتعريف على منچزاته ؟ بالتأكيد لا وعندما يجالس يجالس زملائه من المثقفين وكل يختار الفزكة اللفظية حتى يظهر انه سيد الإجتماع والندوة .

دور النشر المنوط بها اخراج المؤلفات إلى الجمهور أصبح لغة سائدة عندهم هو الربح بدل نشر الثقافة إلا القلة منهم وكوارث النشر الورقى فى مصر فى الأسوأ منها احتكار النشر للدار وهضم حق المؤلف ، عدم توصيل الكتاب بصورة تجعل القراء يقبول عليه بضعف تسويق الكتاب او ركاكة محتوى الكتاب وللأسف الذى تنهمر عليه دور النشر هو الروايات والقصص أما الكتب العلمية والبحثية والثقافية لا تنشر إلا بعد دفع ثمنها من المؤلف ، وأيضا فرض الدولة رسوم دمغات وضرائب على أسعار الأوراق والأحبار الطباعة كل هذا زاد التكلفة المخرج الورقى فادى ذلك لتراجع التأليف والشراء من قبل الكتاب والقراء .

السينما والثقافة

رغم الانتقادات الشديدة للسينما إلا أنها انعكاس للمجتمع والمجتمع يتأثر بها أيضا والسبب التضارب هذا هو غياب دور المحللين للفن وتوضيح طبيعة الأعمال من وجهة نظر الثقافة وليس من وجهة نظر المشهد او الممثل الذى يؤدى الدور الذى أوكل إليه .

فيجب علينا جميعا أن نقف لحظة مع أنفسنا لانقاذ العملية الثقافية وإعادة صياغة مشاريع ثقافية لوعى المجتمع وخروج أجيال تكون على وعى وثقافة ومشاركة فى خدمة الدولة وتغير انفسهم فعلى مراكز الشباب والجمعيات الخيرية والأحزاب السياسية والمؤسسات التربوية والجامعية رعاية الجمهور وتوعيته والحث على طلب التثقيف ولا نكون وسيلة لهروب الجمهور وتخلفه عن تغير نفسه ومجتمعه وتكوين وعيه .