ملك القطن.. ما لا تعرفه عن فرغلي باشا

ملك القطن.. ما لا تعرفه عن فرغلي باشا

ينتمي محمد أحمد فرغلي “ملك القطن” إلى أسرة ذات أصول صعيدية من مدينة “أبو تيج”، وقد انتقلت الأسرة إلى الاسكندرية واستقرت بها. ولم تكن أسرة فرغلي فقيرة أو متوسطة الحال، فهي محسوبة من الصفوة، حيث الثراء المادي والنشاط الاقتصادي. وكان الشارع الذي ولد فيه الاقتصادي الكبير يحمل اسم أسرته “شارع فرغلي”، وفي طفولته المبكرة تنقل بين المنشية والجمرك، واستمع إلى حكايات وذكريات الصعيد.

فرغلي باشا

وكانت أسرته تتوارث العمل التجاري وتتقنه، فالجد والابن من بعده يعدان من كبار تجار الحبوب، أما عن تجارتهما في القطن فتقتصر على الجانب المحلي وحده، ولا تصل إلى مرحلة التصدير واقتحام الأسواق خارج حدود الوطن.

ومحمد فرغلي هو الابن الأوسط في ترتيب إخوته وأخواته السبع، فثلاثة منهم يكبرونه وثلاثة يصغرونه، ولقد لعب الأب دوراً جوهرياً مؤثراً في حياة ابنه، ذلك أنه كان الأب والمعلم والأستاذ، كما أنه كان شديد الإيمان بأهمية وضرورة التعليم العصري. بث في نفس محمد قيم الشجاعة والجسارة والثقة بالنفس، وشجعه على المغامرة التجارية دون خوف من الخسائر والنكسات، فلا نجاح عنده إلا بعد خوض تجارب فاشلة، تعلم وتعظ، دون إحباط هدام.

وتلقى محمد فرغلي تعليمه الأولى في مدرسة “الجيزويت” الفرنسية، وفيها أجاد الحديث باللغة الفرنسية، وهي المدرسة نفسها التي تخرج فيها، قبل سنوات، رئيس وزراء مصر أحمد زيور باشا. والتحق بعد ذلك بكلية “فيكتوريا”، ويشير الاقتصادي الكبير إلى أن فترة دراسته فيها تعد من أمتع فترات حياته. وتعرف خلال سنوات الدراسة على أحد أصدقاء عمره، أمين عثمان. وبعد أن أنهى دراسته في فيكتوريا سافر إلى انجلترا لاستكمال الدراسة في مدرسة لندن للدراسات الاقتصادية.

حقق أحمد فرغلي باشا العديد من الانجازات في حياته العملية، فامتلك أكبر وأنجح شركات القطن في تاريخ مصر، ويعد من كبار رجال الأعمال في مصر قبل ثورة 1952.

تلقى محمد أحمد فرغلي بعد ثورة 1952 عرضاً للعمل كمستشار في أحد البنوك الإنجليزية الشهيرة في لندن، بمرتب يصل إلى خمسة وعشرين ألف جنيه، بالاضافة إلى المسكن والسيارة والسائق، ولكنه رفض أن يعمل خارج مصر، وتمنى أن يستفيد وطنه من خبرته. وقبل “ملك القطن” أن يعمل مستشاراً لمؤسسة القطن في مصر، بمرتب يعادل مرتب رئيس مجلس الإدارة، لكن المجلس في اجتماعه للموافقة على التعيين، رفض المرتب المقترح، وقرر ألا يزيد عن مائة جنيه.

أصدر فرغلي كتاب بعنوان “عشت حياتي بين هؤلاء”، يتضمن بعض تجاربه وذكرياته، وأقام في مصر حتى وفاته.