فضل يوم عرفة، وأحب الأعمال إلى الله في هذا اليوم

فضل يوم عرفة، وأحب الأعمال إلى الله في هذا اليوم

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وفضل يوم عرفة، وأحب الأعمال إلى الله في هذا اليوم،  لا يكفي لذكرها مقال واحد.، لذا سنذكر بعضها فقط.

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم:

ذكر أهل العلم عدة احتمالات عن السر في تسمية يوم عرفة بهذا الاسم ومنها:

  1. أن الله أوحى فيه لإبراهيم عليه السلام مناسك الحج.
  2. أن الناس يقرُّون بخطاياهم في هذا اليوم، وهم وقوف على جبل عرفات.
  3. يتعارف الحجيج الذين أتوا من كل فج عميق في هذا اليوم.
  4. أعتقد أن التسمية مستوحاة مما يفعله الحجيج في هذا اليوم المعظم.
  • المسلمون في يوم عرفة إما حجاج وإما غير ذلك.
  • الحاج يذهب لعرفات لأداء ركن الحج الأكبر، وهو الوقوف بعرفة.
  • وهناك يجلسون يكبرون، ويمجدون الله، ويستغفرون، ويهللون، في مكان لا يعرفهم فيه أحد، وهم متجردون من كل متع الدنيا.
  • وبذلك يتعرفون على أنفسهم أكثر، ويعثرون على مناطق الضعف فيها، ويأخذون على أنفسهم الوعود والمواثيق، أن يصلحوا أنفسهم.
  • كما يقتربون من ربهم، برؤية نعمه وآلائه.
  • فالبعد عن مدننا، والمكوث لبعض الوقت في الصحراء، يلفت أنظارنا لكثير من مخلوقات الله، الدالة على عظمته وحكمته، والتي نمر عليها صمًا وعميانًا.

فضل يوم عرفة والعشر من ذي الحجة:

ورد في كتاب الله  والسنة المطهرة ما يدل على عظيم فضل أيام ذي الحجة.
  • فمن القرآن:

قول ربنا سبحانه وتعالى:”إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ”.
والأشهر الحرم هي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب.
وأشهر الحج هي: شوال وذو القعدة وذو الحجة وهي المقصودة في قوله: “الحج أشهر معلومات”.
  • ومن السنة المشرفة:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما مِن أيَّامٍ أعظم عندَ اللَّهِ، ولا أحِبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ، من أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ…”.
فأيام ذي الحجة لها فضل عام. لأنها في الأشهر الحرم،وفضل خاص لكونها في موسم الحج.

فضل يوم عرفة:

  • التفاضل والاختلاف بين الأشياء قانون رباني.
  • لذا نجد أن الله فضل بعض الأماكن عل بعض، كما فضة مكة والمدينة والقدس على غيرها.
  • وفضل بعض الأزمان على بعض، ففضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها.
  • كما فضل ليالي العشر الأخير من رمضان على غيرها.
  • مما يدل على فضل يوم عرفه قوله عليه الصلاة والسلام: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة”.

ومن فضائل يوم عرفة:

  1. أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين بتمام الدين وتمام تشريعاته:

  • حيث نزل قوله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا” يوم عرفة، والوقت الذي تتم فيه الأشياء هو أفضلها.
  • وهذه الآية لها قصة فقد روى البخاري بسنده: قالت اليهود لعمر بن الخطاب  إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: نزلت يوم عرفة إنا والله بعرفة قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا”.

2. بالإضافة إلى أن يوم عرفة هو أكثر أيام العام التي يغفر الله فيها الذنوب والسيئات:

  • فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة…”.

3. يوم عرفة أحد أعياد المسلمين:

  • فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام”.
  • فيوم عرفة يعتبر عيدًا للحجيج الذين أدوا أهم أركان الحج وهو الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة.
  • فكما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم” الحج عرفة” فهو عيد للحجيج لأنه يوم مغفرة.
  • كذلك هو يوم عيد لغير الحاج، الذي اجتهد فيه بالعمل الصالح، فيكفر الله عنه ذنوب سنتين، ويوم المغفرة هو يوم عيد للمسلم.

أفضل الأعمال الصالحة في يوم عرفة:

  • الأعمال الصالحة بالنسبة للمسلم هي حياته الدائمة.
  • ولكن لأن الله عز وجل فضل بعض الزمان على بعض ويضاعف الحسنات في بعض الأوقات كما لا يضاعف في غيرها فالأولى بالمسلم أن يجتهد في يوم عرفة في الخير والأعمال النافعة ومنها:
  1. صيام يوم عرفة.

  • حكم صيام يوم عرفة للحاج،  وغير الحاج:
  • صيام يوم عرفة لغير الحاج: سنة مؤكدة.
  • صوم يوم عرفة للحاج:
  • ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة صوم يوم عرفة للحاج، ولو كان قويًا.
  • الدليل: لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ».
  •  وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ “أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ”.
  • وذهب الحنفية، إلى أن كراهة صيامه للحاج، إذا أضعفه عن أداء مناسك الحج.
  •  وفضل صيامه عظيم، حيث  أنه يكفر ذنوب سنة ماضية، وذنوب السنة القادمة.
  • يدل على ما سبق أحاديث كثيرة ومنها قول نبينا محمد صلى الله عليه وَسَلَّمَ «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

2.كذلك ويستحب الإكثار من الاستغفار:

  •  فيوم عرفة هو أكثر يوم يعتق الله فيه الرقاب من النار.
  • ويدل لذلك الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله:  “مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ”.

3.كما يستحب ذكر الله تعالى فهو كنز خفيف الوزن غالي الثمن.

  • قال الله تعالى” واذكروا الله في أيام معدودات” و “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله”

4.ولأن يوم عرفة من الأيام الفاضلة فإن الدعاء يوم عرفة من أفضل القربات في هذا اليوم:

  • ففي الحديث الشريف ” أفضلُ الدعاء دعاء يوم عرفة”.
  • وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم صيغ للدعاء خاصة ليوم عرفة، ولكن أفضلها كما جاء أيضًا في الحديث: ” خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيءٍ قدير».
  • فيجب على المسلم أن يكثر من هذا الدعاء وغيره من الأدعية التي يسأل المسلم فيها ربه خير الدنيا له وللمسلمين أجميعن.

5.للتقرب إلى الله في هذا اليوم أيضًا يسن الإكثار من التكبير في أيام العشر كلها ويوم النحر وكذلك أيام التشريق الثلاثة:

  • التكبير يكون مقيدا أو مطلقًا.
  • فالتكبير المطلق: هو غير المخصص بوقت.
  • والمقيد: هو ما يكون من شروق شمس يوم عرفة، وحتى عصر يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق الثلاثة (11و12و13 ذي الحجة).
  • قال الحافظ بن حجر _الذي شرح صحيح البخاري_ عن قت التكبير المقيد:

“ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي و ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى”.

ومما يدل على التكبير المطلق:

 أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا  يخرجان إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) أي يذكرون الناس بالتكبير وليس المقصود أن يكبر الناس جميعًا في وقت واحد”.

أخيرا أدعو الله أن يجعلني وإياكم من أصحاب العمل الصالح المقبول في هذا اليوم.

وأن يعتق رقابنا، ورقاب آبائنا وأمهاتنا، وكل من له حق علينا، من النار.

إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبنا، فنعم المولى، ونعم النصير.