فوهة الموت..استجمام رغم الخطر

فوهة الموت..استجمام رغم الخطر

فوهة الموت أو كما يسمي (يئر يعقوب ) بولاية تكساس الأمريكية قبينما أنت واقفًا على صخرة مرتفعة هناك يرقد ثقب أسود فاغ الفم بالأسفل ؛ قد لا تجد الشجاعة  لمجرد النظر إلى الهوة المريعة يلا قاع تحتك فضلًا عن القفز إليه ! فقط هم سكان ولاية تكساس والسائحون القادمون إليها هم من قد يفعلون هذا طيلة الصيف كطقس محبب للتخفيف من قيظ النهار الذي لا يحتمل.

استجمام رغم الخطر

يُعد بئر الموت  من أشهر المعالم السياحية  مقصداً للاستجمام والراحة والاستمتاع بالمياه الباردة الصافية، لكنه واحد من أخطر أماكن الغوص على وجه الأرض، فقد أودى بحياة أكثر من ثمانية غواصين ،وبالرغم من ذلك  لم يمنع الباحثين من محاولاتهم المستميتة لاكتشاف هذه البقعة المثيرة للاهتمام.

فهذا المكان قد يبدو لك مثل فوهة البركان، أو مجرد حفرة عميقة خالية، لكنها في الحقيقة  بئر ملئ بالمياه الصافية النقية والشفافة يقصدها الكثير لشكلها البديع، ومكانها المميز حيث تقع وسط منطقة كثيفة من الأشجار.

مقصد السياح رغم الموت

فهذه الفوهة الذي تزدهر في الربيع في شمال غرب تكساس لا تزال مقصد سياحى بمرور السنوات، في أي يوم صيفي عادى، ستجد هناك العشرات من الأشخاص، يستظلون على ضفاف البئر من شمس تكساس الساخنة تحت الأشجار، ممن يريدون الاستمتاع بالمسبح الذي خلقته الطبيعة الساحرة هناك، أو ممن يرغبون في مشاهدة الناس الذين يقررون اتخاذ قفزة كبيرة في البئر ولم تكتمل شجاعتهم حتى الآن للقيام بها بأنفسهم.

فقد بلغ حجم الفوهة أربعة أمتار مع عمق المياه الذي يصل إلى عشرة أمتار، وزواياه السفلية تجعله أكبر الكهوف تحت الماء بولاية تكساس حيث يبلغ عمق أربعين مترا، ويعتبر Jacob’s Well واحدًا من أكثر مواقع الغوص شهرة في أمريكا، التي تستقطب الآلاف من السياح كل عام.

ورغم متعة المكان إلا أن البعض  يخشى البغمس قدميه داخل الفوهة، ، أو الغوص لاستكشاف عمقها البالغ 37 متر، بعرض 3.7 متر، فالغوص إلى قاع بئر يعقوب يمكن أن يستغرق أكثر من خمس ساعات، وللمس أرضه، يضطر الغواصين إلى السباحة من خلال عدد من الممرات الضيقة.

فوهالموت..استجمام رغم الخطر

الهروب إلي  فوهة الموت

فالسكان يهرعون  إلى شواطيء المحيط الأطلسي أو إلى العيون والجداول المائية العذبة هربًا من الحر؛ وبئر يعقوب أحد المقاصد المميزة مع مياهه العذبة اللطيفة التي تصل درجة حرارتها إلى 20 درجة سيلزية فقط أثناء الصيف، ومع درجة الصفاء والنقاوة الفائقة للمياه نفسها.حيث يبلغ قطر الينبوع الظاهري على السطح حوالي 4 أمتار، ويهبط عموديًا لحوالي 10 أمتار، ثم يواصل الهبوط بشكل مائل عبر سلسلة من الغرف المترابطة التي تعد مدخلًا لأطول ثاني كهف مغمور بالمياة في تكساس بعمق يصل إلى 37 مترًا وأكثر كما سنرى لاحقًا. ويحصل بئر يعقوب على مياهه العذبة في الأصل من خزان ماء الجوفي المهول الذي تفيض مياهه عبر الكهف المغمور إلى السطح عبر البئر وتنطلق لتغذية جدول القريب.

أسباب الموت

على الرغم من أن العمق الذي يصل له البئر نفسه كبير بما يكفي لتعريض حياة الزائرين للخطر، إلا أن السبب الحقيقي للوفيات التسع المسجلة حتى الآن تعود إلى نفاذ أسطوانات الأكسجين الخاصة بالغواصين المدربين والاختناق حتى الموت! قد يبدو هذا غريبًا للوهلة الأولى خاصة مع احترافية وتدريب من يغوص إلى الكهف الرابض بالأسفل . فالعمق ليس بالكبير في عالم الغوص المجهز بالأدوات. لكن الحال يختلف مع كهوف البئر المميتة!

لغز فوهة الموت

لحل لغز كهوف بئر يعقوب المتداخلة والمتشابكة، تم إطلاق حملة استكشاف بقيادة مجموعة مدربة من الغواصين المحترفين في عام 2000 فيما عرف بمشروع استكشاف بئر يعقوب وبعد 7 سنوات كاملة في عام 2007 استطاع الباحثون رسم خريطة كاملة ودقيقة لشبكة كهوف بئر يعقوب.

فقد تم توثيق ما يقارب 2 كيلومتر من الممرات والكهوف الممتدة تحت الماء! لا عجب أن ضل البعض طريقه في تلك الكهوف عند استكشافها دون حذر، لينتهي به الأمر تائهًا وسط الظلام والبرودة إلى أن لاقى مصيره المؤلم والمحتوم.

فمن جربوا الغوص في كهوف بئر يعقوب يقولون أنه لا مشكلة بأول كهفين في ممر الكهوف الطويل والمتشابك، فقط بعدها تصبح الأمور أكثر خطورة، حيث تثير أي خطوة زوابع صغيرة من التراب والطمي الذي يجعل الرؤية مستحيلة مما يثير الذعر لدى الكثيرين.

فوهه الموت..استجمام رغم الخطر

متاهة  بئر الموت

لا يمكنك تمييز أي اتجاه داخر البئر ، فلا تعلم أين الأعلى من الأسفل، أو أين اليمين من اليسار بينما تزحف على القاع الموحل وترتطم أسطوانة الأكسجين على ظهرك بالسقف المنخفض الذي يضغط على عالمك! فلا يوجد ما يمكنه إنقاذك إلا تدريبك ومدى احترافك؛ لتخرج من ذلك الجحيم المائي بالأسفل.

ضحايا ومغامرين  بئر الموت

فأحد الغواصين الذين شاركوا في عملية انتشال جثة أحد الضحايا الغارقين في أحد كهوف بئر يعقوب المنسية عام 2000،  والذي يصف  القصص المقبضة لمهام الغواصين في 5 كهوف أسفل البئر بفتحات ضيقة للغاية حيث اضطر الغواصين إلى انتزاع اسطوانة التنفس مؤقتًا لعبورها.

بينما  على سطح فوهة البئر الخلابة، لا يخلو الأمر من المخاطر التي لا يحمد عقباها حيث يحلو للجميع القفز إلى قلب فوهة البئر المفتوحة من قمة الصخور المرتفعة التي تطل على البئر، ويتسابقون كذلك للقيام بحركات أكروباتية في الهواء قبل الارتطام بمياه التيار الصاعد عبر البئر.، ليظل ينبوع بئر يعقوب بولاية تكساس أعجوبة مدهشة تجمع بين الجمال والموت في آن واحد!