قبل ضريبة الضحك..ابتسم من فضلك

قبل ضريبة الضحك..ابتسم من فضلك

كثير من هؤلاء المحظوظين الذين يسعون إلى اغتنام الفرص وسط محاولات مهدرة من كثيرين آخرين، ويجمع بين كلا الفريقان عنصر الندم،فالجمع الأول يندم لعدم تحصله على أكثر مما حصل والجمع الثانى يندم كذلك على عدم لحاقه بالفريق الأول،وكلاهما يظل يعتقد أن كلا منهما أخذ حقوق الأخر!!.

ولهذا يجب لا ننظر للحياه من منظور كمى فقط،وإذا طبقت تلك القاعدة عندها ستتحول حياتنا إلى معادلة حسابية من الدرجة الأولى،ولهذا يجب أن نذهب بعيدا عن تلك الخطيئة لأنها سوف تكشف عورة بخلنا أمام بعضنا البعض، فهؤلاء الناس الذين وجهوا قبلتهم نحو أمور أعظم فى الحياه من المال هم من أسقطوا مبدأ الثمن لصالح مبدأ القيمة،ومن ثم وجد المجتمع الإنساني وليس مجتمع المادة فقط.

كوكب الضحك الهيستيرى

أنصحك بزيارة هذا الكوكب الذى يعج بالضحك شرقا وغربا بعد ذلك الزخم من الكأبة التى ألتهمت كوكب الأرص،مما ساهمت فى إقامة لسرادق عزاء للفرح والسعادة ليحل محلها مدعو جديد يدعى “كورونا” ،الذى جاء إلينا وفقا للمثل الذى يقول الفيروسات على أشكالها تقع.
بعد تلك الجهود المبذولة من الدول لاحتواء هذا الفيروس،تستشعر أنه جاء ليلمع من بريق هيبة الكأبة لتتولد داخل نفوسنا من جديد،تلك المعاناة القيصرية التى لم تكن يوما غريزة طبيعية بأهل كوكب الأرض،الذين يبكون عندما يكونون سعداء والذين يسخرون من الأزمات بالضحك.
فعندما ينجح شعب ما فى إن يتجاوز أزماته وفقا لقواعد الفرفشة والضحك عبر تلك النكتة أو ما يعرف بالروشتة الغائبة التى كنا نمتاز بها،من السهل أن تستدل على ذلك بالنهج الجديد الذى ساره خلفه المصريون وهو”الألش” الذى يعد امتداد جديد وسلالة قصيرة من تلك الروشتة الغائبة،فماذا لو كان هناك ضريبة على الضحك ؟

ضريبة الضحك تدخل حيز التنفيذ.

يتمتع المصريون بحس عميق من الفكاهة والمرح مما يجعلها فى المرتبة الأولى من تلك الدول التى تمتلك احتياطى استراتيجي من الضحك ،ويجب أن نفرق هنا بين الضحك والسعادة فأحيانا شر البلية ما يضحك.
فدعونا ننسج خيوط سيناريو خيالى نرى فيه استيقاظنا يوما ما لنجد ضريبة على الضحك،من أجل تقنين تلك الثروة من أجل ابتعاثها وتصديرها للخارج، عندها يمكننى أن أفهم تلك العبارة التى كنا نرددها صغارا”الضحك فى أزايز” ولكن مع دخول التكنولوجيا قد يتطور الأمر إلى شكل آخر خطوط إنتاج مشترك للضحك تمر من تحت الإبط وغيرها.
تخيل لو حدث هذا!! قد نجد عداد للضحك ومحطات إمداد وسعر كذلك للضحكة يختلف من خفة الظل التى يتمتع بها من شخص لأخر،هذا بالنسبة للجزء الذى يقع عليه للدولة المستوردة والمصدرة كذلك،فعندها كل منا سوف يحمل “نوت بوك”حتى لا تتجاوز ضريبته الحد المسموح أو قد تغيب الضحكة كما غابت النكتة من باب ترشيد الاستهلاك.

هل تخيلت يومك بدون ضحكة؟

عندما تستيقظ من نومك على منبه العمل لتهرول سريعا نحو واجباتك الوظيفية التى يملؤها الملل والضجر ،ليس المقصود هنا ضجر بط بالطبع، بعتذر قد نسيت أن ضريبة الضحك دخلت طور التطبيق،ومن المؤكد بعد انتهاء عملك سوف تنزلق قدمك نحو كافيه،لست بحاجة لتخبرنى ماذا ستشرب،لن تنحرف اختياراتك سوى باتجاه القهوة السادة.
وتخيل لو تمت دعوتك لحضور حفل زفاف أحد أقاربك أو أصدقائك،بالتأكيد سوف تدخل فى تمارس هواية الغوص فوق سطح الأرض من خلال الاكتفاء بفن الإشارة وليس الضحك والتهنئة والسعادة،واعتقد كثيرا أن العريس سوف يكون أكثر المستفيدين من تلك الضريبة من زاويتين،فالألاعيب التى يقع لها هذا العريس فريسة من قبل أصدقائه سوف يستطيع الهرب منها وسط حذر من هؤلاء المشاكسين الذين قد يتكبدوا المال مرتين،كضريبة للدولة ومباركة للعروسان صبيحة اليوم التالى.
وأرجو أن يكون هناك استثناء لتلك النوعية من المحافل الاجتماعية فى هذه الليلة،وذلك لأن العريس سوف يطبق عليه قانون النكد عقب دخوله عش الزوجية بلا شك،فالضريبة فى الميت حرام.
ولهذا ابتسم من فضلك واجعله قانون حياتك، فلا أحد يعلم متى سيحل علينا عصر ضرائب الضحك الذى مازال بدفتر خيالى.
نرحب بتعليقات حضراتكم فشاركونا آرائكم.