“القلعة التي لم يسكنها صاحبها ومات كل من سكنها وشهدت فتيل اشعال الحرب العالمية الأولى” حكاية قلعة ميرامار

“القلعة التي لم يسكنها صاحبها ومات كل من سكنها وشهدت فتيل اشعال الحرب العالمية الأولى” حكاية قلعة ميرامار

القلعة التي لم يسكنها صاحبها ومات كل من سكنها وشهدت فتيل اشعال الحرب العالمية الأولى.. انها قلعة ميرامار العريقة والتاريخية، الواقعة بالقرب من مدينة تريست في منطقة شمال شرق إيطاليا، أحد أكثر قلاع أوروبا، جمالاً وروعة. ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وقد بناها الإمبراطور فرانز جوزيف النمساوي، ولكنه توفي قبل أن يسكنها.

قلعة ميرامار

وقد بنيت القلعة على طراز معماري نادر، وهي تحتوي على حديقة كبيرة تبلغ مساحتها حوالي أربع وخمسين فدانًا، وبها الكثير من الأشجار الاستوائية والنباتات النادرة، وتم تحويلها إلى متحف يذخر بالعديد من النوادر. ولكننا إذا نظرنا إلى تاريخ هذه القلعة سنجد الكثير من الاحداث الغريبة والمأساوية.

فقد تم اعدام الأرشيدوق ماكسميليان الذي نصب إمبراطورًا للمكسيك وسكن القلعة بعد الانتهاء من بناءها، واصيبت زوجته بالجنون، وسكن القلعة بعد ذلك الإمبراطورة إليزابيث، وابنها الأمير رودلف الثاني، عام 1889م، ليقوم ابنها بقتل عشيقته والانتحار معها داخل القصر، أما الإمبراطورة إليزابيث، فاغتالها شاب إيطالي.

وكانت القلعة شاهدة على حادثة من أكثر الأحداث مأساوية في العالم وهي اندلاع الحرب العالمية الأولى، وذلك عندما تم اغتيال الأرشيدوق فرنسيس فرديناند وزوجته داخل القلعة عام 1914، حيث تم إطلاق النار عليهما من قبل أحد الأشخاص، وكان ذلك بمثابة الفتيل الذي أشعل الحرب العالمية الأولى. فهل توقفت الأحداث المأساوية بذلك؟ كلا فهناك المزيد.

 

لقد اعتقل البريطانيون للساكن الرابع للقلعة وهو الدوق أوستا، وتم قتله قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بفترة صغيرة، كما توفي الساكنين الخامس والسادس، وكانا جنرالين انجليزيين بسكتة قلبية، ولم تنتهي سلسلة هذه مآسي قلعة ميرامار حتى تم تحويلها إلى متحف تاريخ تابع للدولة.

يوجد بالمتحف حاليا مجموعة معروضات أثرية واثاث فاخر وصناديق خزفية وحمامات رخامية، وتوضح هذه النوادر الفجوة الكبيرة التي كانت موجودة بين العائلة المالكة في ايطاليا والشعب، ففي الفترة التي كانت فيها العائلة تنعم بالرفاهية والثراء الفاحش، كان الشعب يتضور جوعًا، وهو ما أدى في النهاية إلى انهيار العائلة المالكة.

ويستطيع زوار القلعة اخذ جولة بين غرف ماكسيميليان وغرف شارلوت  وغرف الضيوف، فلا تزال معظم الغرف تحتفظ بزخارفها ومفروشاتها الأصلية التي ترجع لمنتصف القرن التاسع عشر، كما يوجد غرفة يطلق عليها غرفة المعلومات وتحتوي على تاريخ القلعة والحديقة، هذا بالاضافة إلى غرفة الموسيقى وغرفة العرش التي تم تحديثها لاعادة البريق اليها.