أحمد قرني: خطوة كامل كيلاني نحو أدب الطفل بألف ميل
تحتفي مصر هذا العام في الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب برائد أدب الطفل في الوطن العربي كامل كيلاني التي استقرت اللجنة العليا للمعرض برئاسة د.نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة على اختياره شخصية هذا العام.
من هو كامل كيلاني؟
كامل كيلاني هو أحد رواد أدب الطفل في الشرق الأوسط فهو كاتب وأديب كبير اشتهر بأعماله الموجهة للأطفال وتمت ترجمة قصصه إلى العديد من اللغات الأجنبية منها الإنجليزية والروسية ولغات أخرى.
ولد كامل الكيلاني في العشرين من أكتوبر عام 1897 بحي القلعة بالقاهرة في منزل من تلك التي تطل على جبل المقطم وكان والده أحد أشهر المهندسين في هذا الوقت.
وقد عمل على حفظ القرأن الكريم في الكتاب ثم التحق بمدرسة تدعى أم عباس عام 1907 وانتقل منها إلى مدرسة القاهرة الثانوية وبعد أن انتهى من دراسته في المرحلة الثانوية التحق بالجامعة حيث قام بدراسة الأدب الإنجليزي والفرنسي كما أتقن دراسة علوم الصرف والنحو بسبب انتظامه في حضور محاضراتها في الأزهر الشريف.
بداياته الأدبية
بدأ كامل كيلاني التدريس والصحافة والأدب وخاصة بدأ بالعمل في مجال النقد الأدبي والترجمة وتحقيق الأعمال الأدبية الكبرى فقام بكتابة العديد من المؤلفات في مجال النقد الأدبي وكتب في أدب الرحلات حيث من أشهر مؤلفاته في هذا المجال (ذكريات الأمطار الشقيقة) والتي يروي فيها تفاصيل الرحلات التي قام بها في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.
ولكن في عام 1922 بدأ في توجيه كتاباته واهتماماته لأدب الطفل وكانت أول قصص الأطفال التي ألفها هي (السندباد البحري) ثم تابع بعد ذلك بالعديد من المؤلفات المشهورة في مجال أدب الطفل حيث كان يتمنى إقامة مكتبة كبيرة مخصصة للأطفال منذ بداياتهم في القراءة حتى الدراسة الجامعية بما يتناسب مع أعمار كل فئة.
قالوا عن كامل كيلاني
وعلى هامش ملتقى كامل كيلاني الأول للطفل والذي أقيم في مقر المجلس الأعلى للصحافة الشهر الماضي أقيمت ندوة تحدث فيها عدد كبير من المثقفين والكتاب حول مسيرة الأديب الراحل حيث بدأت الجلسة بكلمة الروائي الكبير أحمد قرني الذي وصف خطوة الأديب الكبير نحو أدب الطفل أنها خطوة بألف ميل وهي الخطوة الأصعب في رحلة الإبداع الإنساني.
وأضاف قرني أن الكتابة للأطفال تعرف بأنها كتابة إبداعية موجهة لسن الطفولة وأنه اختار أمر في غاية الصعوبة ليعارض التيار السائد ويكتب إبداعات للأطفال تتجاوز مئات القصص وهذا من أصعب الأمور ثم جاءت كلمة الروائي أحمد طوسون والتي حملت عنوان (كامل كيلاني- الرائد الأول) حيث بدأ بالحديث عن بدايات أدب الطفل العربي والتي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر من خلال الترجمة
وعن مسيرة كيلاني قال أنه أول من كتب قصصًا للأطفال بعيدة كل البعد عن الكتب المدرسية فقضى حياته في أدب الطفل ما بين الكتابة والترجمة.
وقد اختتمت الجلسة بكلمات الدكتورة إنجي مدثر مكاوي حيث قالت عن كامل كيلاني إنه من قام بتمهيد الطريق لفن جديد من فنون الأدب العربي وقد أدرك بفطنته وذكائه حاجة الطفل العربي إلى أدب جديد يحببه في لغته العربية ويتدرج به وفقًا لعمره ويساعده في تنمية مواهبه وحبه للقراءة في نهاية المطاف.
وأضافت أن هناك سببين للإقبال على قصص كيلاني وهما أنه يقوم باختيار موضوعات قصصه من وحي واقع الطفل في المراحل العمرية التي يمر بها والسبب الآخر هو تنوع مضمون تلك القصص ما بين اجتماعية ووطنية ودينية وغيرها من المواضيع.
كما تحدث الشعراء عن الأديب الراحل حيث قال أمير الشعراء أحمد شوقي عنه أنه كعقرب الثواني القصير ولكنه سريع الخطى يأتي بدقائق الأمور أما الشاعر ابراهيم عبد القادر المازني وصف كتاباته التي تمتاز في رأيه ببساطة التعبير والصحة في الألفاظ والسلاسة والسهولة التي توحي بالتدرج حسب أعمار الطفل المختلفة.
كامل كيلاني وأدب الكبار
لم تقتصر أعمال كيلاني على الكتابة للأطفال فقط فحسب ولكن له باع كبير في الكتابة للكبار حيث كتب العديد من المؤلفات في مجالات النقد الأدبي كما قام بتأديب التاريخ والترجمة ومن أهم أعماله للكبار مصارع الخلفاء ومصارع الأعيان وشرح ديوان ابن الرومي وترجمة الأدب الأندلسي.
ولم تقف ريادة كامل كيلاني في أدب الطفل على مصر أو الوطن العربي فقط بل وصل صيته في عالم أدب الأطفال إلى العالم الغربي وصار من أهم الكتاب في هذا اللون الأدبي عن طريق ترجمة العديد من أعماله للعديد من اللغات الأجنبية وقد ألهمت مؤلفاته عدد كبير من كتاب أدب الطفل حول العالم.
حيث قام بكتابة وترجمة ما يقرب من 1000 عمل طبع منها مائتي قصة في حياته وأكثر من خمسين قصة بعد رحيله حيث رحل في التاسع من أكتوبر عام 1959 وقد أطلق عليه النقاد رائد أدب الطفل في العالم العربي.