كولومبوس..من خطأ إلى استكشاف

كولومبوس..من خطأ إلى استكشاف

(كريستوف كولومبوس) والذي أُشتهر (بكريستوف)،ولد عام 1451، ودرس في جامعة بافيا للعلوم الطبيعية والرياضيات,فقد جاءت فكرة الرحلة الاستكشافية في مُخيمه الرحالة كولومبوس لتحقيق الشُهرة.فقد اقترن اسم (كريستوفر كولومبوس) باسم أمريكا ذلك الفضل الذي يعود له باكتشافها خلال رحلته الشهيرة  عام 1492 ، لتكون رحلة الأولي إلى جُزر الكاريبية .أما رحلتة الثانية كانت بعد مرور ست سنوات من  الأولى، عام 1498، ليكون  الاكتشاف الجديد للقارة الأمريكية، لكن تُشير بعض الدلالات إلى أنّ هُناك ارتباط واتصال بين القارتين الأوروبية والأمريكية قبل أن يتمكن كولومبوس من اكتشافها  من خلال خطأ ولكن بوقت طويل الأمد.

فبعد مُشاركته في العديد من البعثات الأخرى إلى أفريقيا، واكتسب من خلالها معرفة تيارات المُحيط الأطلسي الذي يتدفق من الشرق والغرب ومن جُزر الكناري ,لتُدفعه روح المغامرة لخوض تجرُبة نظرية عُلماء عصره, حيث أكدوا أن بُحكم شكل الأرض الكروي  فالوصول إلى قارة آسيا وشبه القارة الهندية لا يقتصر فقط على الرحلات القاصدة للجهة الشرقية بل إنه من الممكن الاتجاه غربَا للوصول إلى هذه القارات، الذي يعتمد علي أحدث خارطة في ذلك العصر وهم : خارطتين للعالمين (باولو توسكانيلي)، والألماني (مارتين بيكهام).

كيف كانت الاستعدادات ؟؟

فقد خاطب (كولومبوس) مُستشار الملك البُرتغالي برسالة  ليُخبره عن تمكُنه من بُرهان كروية الأرض، وأنه يُريد افتتاح طريق بحري جديد يمُر بميناء وجُزر برتغاليا مرفقًا الخريطة الخاصة به، موضحًا عليها الطريق البحري المتُجه نحو الغرب، إضافًا إلى الأماكن التي سيتم اكتشافها لاحقًا على يده، وفي أواخر شهر أبريل من سنة 1492 اتفق ( كريستوفر)  مع ملوك الكاثوليك الأسبان، للاعتراف بأن (كولومبوس) مُكتشف للجزر والقارات في البحر والمُحيط، ومنح ( كريستوفر ) وفقًا لقراًر ملكي رُتبة أمير البحار والمُحيطات.

أهم الاكتشافات 

فقد اكتشف (كريستوفر) 12 أكُتوبر جُزر (البهاماس)، والتي يُطلق عليها اسم (سيلفادور)، وفي  28 أكتوبر وصل إلى (كوبا). لكن استغرقت رحلة اكتشاف أميركا ثلاثة شهور، وعادت سفنتا (بينتا ونينا) إلى أسبانيا ، وتُعتبر هذه الرحلة أول رحلة تُستغرق هذه المدة  خلال تلك الفترة.كما اكتشف جزرًا جديدة، مثل جُزر الأنتيل، وجُزر البحر الكاريبي، فقد واصل الاكتشاف لمناطق في الهند. ليصل إلى (جامايك)ا في شهر مايو  عام 1494، بالإضافة إلى مجموعة من الجُزر التي تقع في الجهة الشرقيّة من قارة أمريكا.

من خطأ إلي اكتشاف قارة

أسباب الرحلة

فدائمًا يؤمن (كولومبس) بفكرة كروية الأرض،فبعد أن بذل جهودًا كبيرة في إعداد دراسات بحرية وعلمية، فتعصُبه لكاثوليكيّته، جعلته يبحث عن طريق غير الذي يمُر ببلاد المُحمديين وفقًا لما عبر في مدوناته البحرية ,لذلك كان يُريد أن يُثبت للعالم أنه يستطيع الوصول إلى قارة الهند، و آسيا من جهة الغرب، وأن جهة الشرق ليست الطريق الوحيد إليهما. فخبرته في الملاحة البحرية، ومعلوماته الجغرافية، شجعتُه على خوض الرحلة. مع توافُر الخرائط الحديثة في زمنه، حيثُ اعتمد عليهما بشكل كبير في رحلته. ليبقي العائق الوحيد أمامة ضخامة المبلغ حتى أكمله.

حقيقة استكشاف القارة

تُعد قصة رحلة الرحالة الإسباني (كريستوفر) إلى القارة الأمريكيّة من أغرب القصص وأدهشها على الإطلاق، فما يُدهش فيها أنها نتيجةً خطأ في حساب الاتجاه، لتُحيد السُفن عن مسارها الصحيح، وتقف مراسيها في عالم جديد كان ينتظر أن يُكتشف. فدوافع رحلة (كولومبس) تعود إلى عام ألف وأربعمئة واثنين وتسعين للميلاد؛ حيثُ لم تكُن تُعرف الثلاجات بعد، ولا طريقة حفظ اللحوم عن طريق التجميد، ولذلك كان يُستعمل (البهار) لحفظها لأيامً طويلة، نظرًا لأن مصدر البهار هو بلاد الهند، فإن الرحلات التُجارية كانت تستغرق وقتًا طويًلا، عبر البحار، فمن البحر الأبيض المتوسط عابرًا إلى البحر الأحمر، ومن ثم متجهًا إلى بلاد الهند عبر المحيط الهندي، ، ليجد (كريستوفر) الطريق يستغرق الكثير من الزمن. حتي أُقنع (كولومبس) الملك الأسباني (فرناندو) و الملكة (إيزابيلا) زوجته بأنه سوف ينجح في الوصول إلى الهند بالإبحار عبر المحيط الأطلسي، مارًا من رأس الرجاء الصالح؛ حيث يدور إلى أسفل القارة الأفريقية ، لتكون المرة الأولي لخوض المحيط.

وفي عام ألف وأربعمئة واثنين وتسعين للميلاد، من البلدة الإسبانية بالوس، انطلقت السفن الثلاثة الإسبانية التي يقودها (كولومبس)، لتصل إلى القارة الأميركية، وتحديدًا إلى جُزر (الأنتيل) الواقعة في أميركا الوسطى، ظنًا أنه  وصل للجُزر الآسيوية، التي على مقربة من دولة الهند، فما كان منه إلاَ أن أطلق على هذه الجُزر اسم (الهند الغربية) . وتمضي الأيام والسنين وبعدها يُبحر إلى هذه المنطقة من العالم (أمريكوفسبوشي)؛ ليُعلن لأوروبا بأن كريستوفر كولومبس قد أخطأ في وجهته التي أرادها، وأنه  اكتشف عالمًا جديدًا مختلفًا، و أطلق (أمريكو) على هذا العالم الجديد اسم أمريكا تيمنًا باسمه، وكان ذلك في عام ألفٍ وخمسمئة وسبعة للميلاد. فما يؤلم حقًا أن مُكتشف القارة الأمريكية (كريستوفر كولومبس ) الذي تُوفي قبل أن يعرف بأنه  أول  أوربي  اكتشفها.

من خطأ إلي اكتشاف قارة

حقائق كولومبوس

لم يُثبت كولومبوس أن الأرض كانت كروية.كما رفضت ثلاثة بلدان تمويل رحلات كولومبوس على مدى عشرة أعوام، وقال خبراء أن حسابات كولومبوس كانت خاطئة وان الرحلة ستستغرق وقتًا أطول بكثير مما كان يعتقد. كما أن (نينا وبينتا) لم يكونا اسمي سفينتين من سفن كولومبوس الثلاث كما هو معروف.فسانتا ماريا دُمرت في رحلة كولومبوس التاريخية على الشعاب المرجانية في ليلة الميلاد 1492.

كما قام كولومبوس بأربع رحلات إلى ما عرف بأنه العالم الجديد ولكن لم تشتهر سوى رحلةٌ واحدة منها.بينما الكسوف القمري قد أنقذ كولومبوس عام 1504، فبعد أن قطع السكان الأصليين عنه الطعام، أخبرهم أن إله غضب من ذلك وسوف يختفي القمر غضبًا مما جعلهم يشعرون بالرعب.واستمرت القضايا التي رفعها ورثة كولومبوس في سبيل استرداد بعض ثرواته قائمةً حتى الذكرى 300 لرحلته العظيمة.

أشهر أقواله

قيمة الفكرة تظهر عند اكتشافها وبعد قليل تصبح عادية لدى كثيرين.

لن تعبر المحيط ما لم تتحل بالشجاعة لتترك الشاطئ يغيب عن ناظريك.

قيمة الفكرة تُظهر عند اكتشافها وبعد قليل تصبح عادية لدى كثيرين.

من خلال تتبع ضوء الشمس، تركنا العالم القديم.

لا ينبغي أن نألوا جهدًا باسم الرب، طالما النية الخالصة هي خدمته.

وفاة كولومبوس

في السنتين المتبقيتين من حياته بعد رحلته الأخيرة إلى الأمريكتين، كافح كولومبوس لاستعادة ألقابه التي فقدها،فبالرغم من أنه استعاد بعض ثروته  عام 1505، لكنه لم يسترجع أيًا من ألقابه أبدًا..

وتوفّي في عشرين مايو من عام 1506م في إسبانيا معتقدًا أنه اكتشف طريقًا أقصر إلى آسيا .وبعد تعرضه لوعكة صحيّة وتدهور حالته الصحية,وتمّ دفنه دون أيّ مراسم للجنازات التي كانت سائدةً في ذلك العصر، وتمّ تحويل بيته في فايادوليد الذي توفّي به إلى متحف.