مخلفات الفضاء..ألغام سابحة تهدد الأقمار الصناعية
الفضاء الخارجي مليئ بالكواكب والنجوم والمجرات وغيرهم وذلك ما يعتقدة كثير من الناس ، لكن الفضاء مليء أيضًا بآلاف الأقمار الاصطناعية والتي تسبح حول الأرض وبالرغم من أهميتها في الإتصالات والاكتشافات إلاأنها تصدر كثير من المخلفات الفضائية الناتجة من المركبات الفضائية مما أثارت قلقًا بين العلماء فهناك كثير من التساؤلات حول نشأة تلك المخلفات وكيف يتم التخلص منها ؟؟ ومدي خطورتها علي الكوكب ؟؟
ماوراء المخلفات
فقدأخذت المخلفات الفضائية تلقى اهتمامًا واسعًا فتلك النفايات الناتجة من مخترعات الإنسان و بقايا الأقمار الصناعية السابحة في مدارات حول كواكب النظام الشمسي ما زالت مخلفاتها في مدار الأرض تسبح حولها، حيث تشمل الأقمار الصناعية المعطلة و أجزاء من الصواريخ الفضائية الخاصة برفع الأقمار وغيرها من البقايا التي يستغني عنها الرواد بالفضاء، فقد تكون هذه المخلفات صغيرة الحجم كبقايا قشرة من الأصباغ التي تطلى بها المركبات الفضائية لكنها تبقي في غاية الخطورة .
فتلك المخلفات الناتجة من الفضاء الخارجي تسبب ضررًا كبيرًا في هيكل المركبات الفضائية والأقمار الصناعية ، نظرًا إلى أن تلك الفضلات تسير بسرعة 8 كم/ثانية (ما يقارب 28800 كم/ساعة) ، فبهذه السرعة يمكن للفضلات وإن كادت صغيرة الحجم أن تخترق هيكل المركبات الفضائية و تشكل خطرًا على حياة رواد الفضاء، فجسم من تلك المخلفات يكون بحجم كرة التنس يسير بهذه السرعة يحمل قدرة تفجيرية توازي 25 إصبع من الديناميت ، كما أن جسم بحجم حبة البازلاء يسير بهذه السرعة فإن قوة اصطدامه تعادل جسم وزنه 181 كيلوجرام (400 رطل) يسير بسرعة 100 كم/ساعة (60 ميل/ساعة).
لذلك هناك ما يقارب 5،5 مليون كيلوجرام من المخلفات الإنسانية بمدار الأرض، منها حوالي مليون جسم أكبر من مليمتر واحد و 300000 جسم أكبر من سنتيمتر واحد، و 13000 جسم أكبر من كرة التنس ، كما تتوقع وكالة ناسا ازدياد أعداد الأجسام الفضائية في مدار الأرض المنخفض بواقع 75% خلال المئتي سنة القادمة في حال عدم اتباع إجراءات التقليل من المخلفات الفضائية.
مخلفات العالم
فالمخلفات لا تقتصر علي الأقمار الصناعية فقط فهناك أيضًا رواد الفضاء ففي مهمة “أبولو 11” قام الرواد بإلقاء القمامة على سطح القمر من خلال كبسولة خاصة بالمخلفات كي لا تتسبب برائحة كريهة بالمركبات الخاصة فتلك النفايات تحتوي على الميكروبات فمن غير المرجح أن تكون الكائنات الحية نجت لفترة طويلة على سطح القمر حيث أنها تتعرض باستمرار للقصف بالأشعة الكونية.
فمن خلال الأبحاث توصلت شركة (آر إس كومبونينت) البريطانية، والمتخصصة بالإلكترونيات إلى أن روسيا تأتي في قائمة الدول المتسببة بفي المخلفات الفضائية وذلك بحوالي 14403 قطعة من المخلفات، بينما تليها الولايات المتحدة بحوالي ـ8734 قطعة، ثم تأتي بعدهما كلاً من الصين (4688) وفرنسا (994) والهند (517).
ولكن ما يثير الإهتمام أنه من قبل عامين فقط كانت الولايات المتحدة هي التي تحتل صدارة القائمة بـحولي 4037 قطعة من الفضلات الفضائية بينما كانت روسيا تأتي في المرتبة الثانية بحوالي 4035 قطعة، ويعود السبب إلى اكتشاف العلماء المزيد من هذه المخلفات في العامين الماضيين ، وبالرغم من ذلك إلا أن هناك بلدان أخرى في القائمة كألمانيا وبريطانيا، ولكن عدد مخلفاتهم الفضائية قليلة جدًا مقارنة بالدول الأخرى.
أهمية النفايات
فقد قامت وكالة ناسا برحلات لسطع القمر من خلال متن مركبات هبوط تمتلكها شركات تجارية بهدف جمع القمامة من القمر حيث تعمل ناسا علي إرسال قمر صناعي تكون مهمته إدخال المخلفات الفضائية إلى المجال الجوي للأرض ، ومن خلال تلك الطريقة يتم التخلص من الجسم الفضائي عن طريق احتراقه من شدة الإحتكاك بالغلاف الجوي ، فتلك الطريقة تعمل من خلال الإبطاء من سرعة الجسم الفضائي باستخدام وسائل للربط الكهروديناميكي ، كما يتم دراسة العديد من الطرق الأخرى لمعرفة التخلص من المخلفات الفضائية كاستعمال أشعة الليزر أو وضع مصدات تعمل على تغيير مسار الأجسام الفضائية الغير مرغوب بها كي تدخل المجال الجوي للأرض.
وبالرغم من خطورة المخلفات علي الأجرام السماوية إلا أنهم وجدوا بعضها له أهمية ويتم استخدامه علي سطح القمر مثل عاكس الليزر الذي تركه طاقم 11 أبولو حيث مكن الباحين علي الأرض من ربط هذا العاكس بالليزر مما سمح لهم بقياس المسافة بين الأرض والقمر ، كما أنهم توصلوا إلى أن القمر يتحرك بعيدًا عن الأرض بنسبة 1.5 بوصة (3.8 سم) سنويًا.