هاربين..جمجمة تُعيد النظر للتطور البشري

هاربين..جمجمة تُعيد النظر للتطور البشري

العالم مليئ بالاكتشافات التي تجعل العالم يقف في ذهول تام بعضها يقع في الفضاء الخارجي والأخر في الأرض ، ولكن تلك الاكتشافات تحتاج إلى البحث عنها ،  فمن ضمن تلك الاكتشافات جمجة أطلق عليها اسم ( جمجمة هاربين) أو (رجل التنين) والتي تعيد من خلالها قصة  التطور البشري من جديد.

غرائب الجمجمة

فقد تم العثور علي جمجمة من قبل 90 عامًا خلال الإحتلال الياباني، حيث يبلغ طولها 23 سم وعرضها أكثر من 15 سم ، فهي تعد أكبر من جمجمة الإنسان الحديث بنحو 7٪، ولها مساحة داخلية واسعة تبلغ 1420 ملليمترًا، فهي طويلة ومنخفضة نسبيًا وتفتقر إلى كروية الدماغ البشري الحديث، خداه مسطحان، وفمه عريض، كما أن جبهته منحسرة قليلًا، أما عظم الحاجب فأكبر نسبيًا منه عند الإنسان العاقل، وحواف الجبين سميكة للغاية وأسنان كبيرة الحجم.

 دراسات العلماء

فقد اعتقد العلماء أن تلك الجمجمة تخص رجلًا يبلغ من العمر حوالي 50 عامًا، عاش في بيئة مليئة بالغابات والسهول الفيضية كجزء من مجتمع صغير ، حيث كان يعتمد علي صيد  الثدييات والطيور وربما صيد الأسماك  وذلك بجانب جمع الفواكة والخضراوات، ولكن بالنظر إلى رجل التنين كان على الأرجح كبيرًا جدًا في الحجم بالإضافة إلى الموقع الذي عثر فيه على الجمجمة، يقترح الباحثون أنه تكيف مع البيئات القاسية، مما سمح لنوعه بالإنتشار في جميع أنحاء آسيا.

و يقول بعض العلماء أن تلك الجمجة لديها القدرة علي إعادة  فهم تطور جنس الإنسان وأصل الإنسان العاقل حيث حافظت علي العديد من التفاصيل المورفولوجية لفهم تلك التطور فمن خلال استخدام مجموعة من التحليلات الجيوكيميائية، وجد العلماء إنها تعود إلي العصر الجليدي الأوسط،  تلك العصر الديناميكي والذي نشطت فيه هجرات جميع الأنواع البشرية.

كما توصل الباحثون إلى أن رجل التنين والإنسان العاقل كان من الممكن أن يلتقيا خلال هذه الحقبة، وربما تفاعلا معًا فقد اكتشفوا أنه أحد أقرب أقربائنا من أشباه البشر،وذلك يرجع إلى  إعادة بناء شجرة الحياة البشرية أيضًا إلى أن السلف المشترك الذي نتشاركة مع إنسان بدائي  كان موجودًا في زمن بعيد.

البحث عن الجماجم

تشريح الجمجمة

فبعد أن أجرى العلماء دراسة شاملة للشكل الخارجي لجمجمة  (هاربين) باستخدام أكثر من 600 سمة تشريحية، وبعد أن استخدموا جهاز كمبيوتر قويًا للغاية مزودًا ببرنامج لبناء شجرة أنساب تفحص الصلة بين الجمجمة والحفريات الأخرى، وبعد عدة ملايين من عمليات بناء تلك الشجرة، تمكن العلماء من التأكد من أن (جمجمة هاربين) وبعض الحفريات الأخرى من الصين تشكل سلالة ثالثة من البشر اللاحقين الذين عاشوا جنبًا إلى جنب مع الإنسان البدائي والإنسان العاقل.

ونظرًا لأهمية تلك الجمجمة فتم وضع هاربين داخل متحف علوم الأرض بجامعة (هيبي جيو) الصينية , كما أن اكتمال جمجمة رجل التنين حدث استثنائي حيث  مكن الباحثين من إجراء فحوصات عالية الدقة وموثقة  لاكتمال أسرار تلك الحفرية , فهي مازالت  غير مشوهة وسليمة تقريبًا باستثناء كسر في قاعدة واحدة من الأسنان، فتلك الحفرية يمكن أن نعيش عمرنا بأكمله ولا نجد مثلها في العالم.