كيف تواجه الشخصية المستفزة وتتعامل معها
جميعنا نقابل شخصياتٍ لا تروق لنا في الحياة، فعندما نقابل من يثير أعصابنا ويعكر مزاجنا فإننا نبدأ في رصد أفكارٍ للتعامل مع هذه الشخصية المستفزة حتى لا تؤثر علينا فيما بعد أو تفسد حياتنا.
والشخصية المستفزة هي التي يهدف صاحبها إلى إثارة شيءٍ ما في نفس الطرف الآخر قولًا أو فعلًا، وتتفاقم المشكلة لو أنها شخصية قريبة أخ أو زوج أو شريك.
كيف أتعامل مع الشخصية المستفزة
ينبغي أن أقتنع أولًا أن المشكلة ليست بداخلي أنا وإنما العيب في أداء المستفز، ويحدث الخطأ عند الاستجابة لأفعاله والتركيز مع أفعاله فأبدو وكأني أدور في فلك المستفز. ولكي أقلل من تأثيره على صحتي النفسية فلابد من تعلم عدد من الخطوات:
- لا أتفاعل مع كلامه فأقع في فخ تصرفاته، فأتصرف بعصبية، فيستمتع هو بغضبي ويتظاهر بالهدوء والبراءة.
- لا بد أن نقتنع أن الشخص المستفز هو شخصية غير سوية ونواياه غير سليمة وأن رأيه خالي من النصيحة.
- إذا كنت تتعامل مع مثل هذه الشخصية فيجب أن تتحدث بهدوء وتفكر في الرد، وتنظر لعينيه نظرةً ثابتة، كما ينبغي أن تجعل سلامك واثقًا وغير مهزوز.
- ينبغي التفاعل مع أفعال هذه الشخصية بنوعٍ من التقدير، كما يتوجب عدم التبسم حتى لا يترجم الابتسامة على أنها نوع من السخرية. وفي حال صدور موقف غير لائق منه فنترك له برهة للهدوء ثم نسأله عن سبب هذا التصرف.
- التجاهل: فلا تبدي اهتمامًا يستدعي غضبك لأن ذلك هو المطلوب، ولا تناقش أو تبرر..فقط اكتفي بابتسامة هادئة.
- لو كان الشخص المستفز شخص يهمك أمره فعليك أن تغير الموضوع أو قلل معخ الحديث والمناقشات، وتعامل معه بمنطق الهدوء. وفي كل الأحوال لا تستسلم لكلماته وتتلقى لكماته.
- لو كانت الشخصية المستفزة هي مديرك في العمل وحاول إيذاءك بكلماتٍ سخيفة بمعرفة نقاط ضعفك فلا تتوتر وتنسحب لأن ذلك سيفقدك ثقتك في نفسك. وبدلًا من أن تنزعج أو تتلعثم وتغضب، اعكس الأمور لصالحك أو كما يقال (قلب الطاولة). ولو واجهك بمقولة حقيقية ولكن بطريقة جارحة فعليك أن تسمع لكلامه بدون إعطائه فرصة لاستثارة أعصابك. وفي جميع الأحوال لا تكن ضحية بدون إبداء أي مقاومة.
- لو كان الشخص المستفز شخصًا غريبًا فعليك بالرد بحسم وإظهار عدم التقبل إذ أن صمتك في تلك الحالة يكون فرصة له للعبور لإيذائك.
- طلب المساعدة من صديق مقرب أو من مختص في كيفية التعامل مع هذا الشخص.
الشخصية المستفزة في علم النفس
يحتاج الشخص المستفز إلى برنامج علاجي متكامل، فتصرفاته ليست مجرد موقف بل سلوك كامل. والاستفزاز هو انحراف في السلوك الإنساني يحاول فيه إظهار قوته في حين أنه يفتقدها.
ويعمد المستفز دائمًا إلى إزعاج المحيطين به، وغالبًا ما تظهر حالة من عدم الارتياح عن تواجده، وصعوبة في التعامل معه. فهو يتعمد دائمًا مقاطعة حديث الآخرين، أو عدم الاهتمام بحديثهم. كما أنه يتعمد عدم إظهار الامتنان، ويبالغ في الحديث عن نفسه.