التارديغرادا…لايموت و يعيش بعد فناء العالم

التارديغرادا…لايموت و يعيش بعد فناء العالم

التارديغرادا أو دب الماء أو بطيء المِشية ، تلك  الحيوان المجهري ،فلا يتجاوز طوله في غالب الأحيان نصف مليمتر واحد. ولديه ثماني قوائم تنتهي كل واحدة منها بمخالب،فهو يعيش في البر والبحر وفي المناطق المحيطة بالقطبين الشمالي والجنوبي. ويتغذي على أكل الأعشاب أو البكتيريات أو اللحوم.

دراسات علمية

وتؤكد الدراسة الجديدة التي أعدها بشأنه فريق من باحثي جامعتي ( أكسفورد ) البريطانية و( هارفارد) الأمريكية نتائج كثير من الدراسات السابقة حول قدرة هذا الحيوان العجيبة على الثبات أمام درجات الحرارة القصوى والدنيا وأشعة الشمس القاتلة والكوارث الطبيعية والكونية والتكيف معها بهدف البقاء على قيد الحياة.

وتخلص الدراسة الجديدة حول دب الماء أو حيوان (التارديغرادا) المجهري إلى أنه قادر من جهة على تحمل الحرارة إلى درجات تصل إلى مائة وخمسين درجة. واثناء فترات الجفاف الطويلة، يستطيع دب الماء البقاء على قيد الحياة من خلال الاكتفاء بكميات من المياه لا تزيد عن واحد في المائة من تلك التي يحتاج إليها جسمه. بل هو قادر في حال تفاقم فترات الجفاف واستمرارها لمدة طويلة الاكتفاء بنسبة صفر فاصل واحد في المائة من كمية المياه التي يحتاج إليها في الأوقات العادية.

ومن جهة أخرى، يستطيع دب الماء التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة لمدة طويلة. فقد عثر على عينة من هذا الحيوان حية في كتلة من الجليد المتجمد لمدة عشر سنوات في منطقة القارة القطبية الجنوبية. وفي عام 2007 نقلت عينة من أفراده إلى الجو عبر مركبة فضائية روسية. واتضح من التجارب التي أجريت عليها أنها قادرة على البقاء حية والتكاثر في الفضاء بدون أن تكون بحاجة إلى أجهزة تحميها من الأشعة فوق البنفسجية أو الإشعاعات الأخرى القاتلة بالنسبة إلى الحيوانات الأخرى أو الإنسان. وهو أيضا قادر على التأقلم مع درجات الضغط المرتفعة جدا في أعماق المحيطات والبحار أو في أعالي الجبال.

التارديغرادا

لما يعد  التارديغراد الأقوي  بالعالم؟؟

فهذا الكائن الصغير  يعتبر الأقوى على وجه الأرض حتى الآن.. فهو يقاوم أقسى الظروف التي يمكن تخليها.. فعلى الرغم من صغره (أقل من نصف مليمتر) فإنه قادر على تحمل درجة حرارة تصل إلى أكثر من 150 درجة مئوية.. ويستطيع أن يتحمل برودة تقدر ب 272 درجة تحت الصفر، والسبب أن خلايا هذا الكائن مجهزة بأساليب تمكن الكائن من العودة للحياة بعد تجمد خلاياه! بل يتميز هذا الكائن بوجود مادة تشبه مانع التجمد تمنع تشكل بلورات الثلج الكبيرة والتي قد تفجر الخلية. بل يجعل هذه البلورات تتشكل خارج الخلية.

فهو مجهز بإمكانيات مذهلة ينفرد عن غيره من المخلوقات،فإذا ترك دون ماء ومن دون هواء لمدة عشر سنوات فإنه يموت بشكل مؤقت طيلة هذه السنوات العشر ثم يُبعث إلى الحياة من جديد بمجرد توافر الماء والهواء.

كما اثبتت التجارب أن هذا الكائن يتحمل كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويتحمل كميات مفرطة من أشعة غاما القاتلة.. حيث يتحمل ضغوطاً هائلة تصل إلى 6000 ضعف الضغط الجوي.. بل إن دب الماء تمكن من العيش في أعمق نقطة في البحر حيث يبلغ الضغط أكثر من 1000 ضعف الضغط الجوي.. عند هذا الضغط تموت معظم الكائنات الحية، وذلك بسبب تمزق جدار الخلية وتكسر شريط د ن ا وتفتت مكونات الخلية.. ولكن دب الماء يستطيع الدخول في حالة من الموت ومن ثم يعود للحياة.

وتبقي التساؤلات هنا هل  هذا المخلوق قد تطور من مخلوق قبله؟؟ كيف اكتسب مثل هذه الصفات الخارقة؟ لماذا لم يتطور هذا المخلوق ويتحول لمخلوق أكثر قوة على الرغم من مرور 500 مليون عام؟ ؟ كيف يتحدى قوانين التطور المزعومة والتي تقول بأن الطبيعة تختار الأفضل وفق الاصطفاء الطبيعي؟؟ ،لماذا لم يتطور هذا الكائن عبر 500 مليون عام ليصبح أكثر كفاءة وقوة ويتحول إلى مخلوقات أخرى مذهلة.؟؟

التارديغرادا

ماتوصل اليه العلماء

يقول علماء المستحاثات إن دب الماء وجد على الأرض قبل 500 مليون عام، وقد ظهر فجأة بصورة كاملة مع مجموعة كبيرة من الكائنات التي ظهرت في نفس الفترة تقريبًا، وهذا يعني أن دب الماء لم يمر بسلسلة تطور، بل خُلق بشكل كامل وبنفس المواصفات الخارقة.

الحقيقة أن التجارب التى أجريت على مدى قوة هذا المخلوق كانت الأكثر دهشة، ففي عام 2007، وضع العلماء نوعين من دب الماء في حاويات، وأطلقوهما في المدار في فضاء بارد بدون تهوية ملىء بالإشعاع الصادر من الشمس والنجوم.

ويقول راندي ميلر خبير علم القياس في علم الأحياء بجامعة بيكر في كانساس “إذا كنت قد وضعت في نفس الشيء،  فستنفجر”، مضيفا “لكنهم عاشوا وتضاعفوا في وقت لاحق، وما زال ذرية هؤلاء على قيد الحياة”،وهناك ما يصل إلى 1200 نوع من دب الماء، ويعيشون في جميع أنحاء الأرض، من قمم الجبال إلى أعماق المحيطات، ولكن ليس جميعهم لديهم القدرة على الدخول فى خمول كامل عندما يواجهون ظروف قاسية والعودة إلى الحياة مرة أخرى.