كيف يؤثر الغباء الاجتماعي علي حياتنا؟ آراء وتجارب متنوعة

كيف يؤثر الغباء الاجتماعي علي حياتنا؟ آراء وتجارب متنوعة

الغباء الاجتماعي هو مفهوم يشير إلى نقص في المهارات الاجتماعية والقدرة على التعامل مع الآخرين بفعالية، قد يختلف تأثير هذا النوع من الغباء من شخص لآخر وقد يحمل جوانب إيجابية وسلبية، فالغباء الاجتماعي ليس مجرد سمة سلبية، بل يمكن أن يكون أداة فعّالة في التعامل مع المواقف الصعبة وتحقيق نتائج إيجابية، ومن المهم تطوير المهارات الاجتماعية والتعلم من التجارب المختلفة لتحقيق التوازن بين الصراحة والفعالية في التواصل مع الاخرين، وهذا استطلاع رأي شمل سبعة أشخاص من مختلف الأعمار والوظائف حول آرائهم وتجاربهم مع الغباء الاجتماعي، وكيف ساعدهم أو أضرهم في مواقف حياتية مختلفة.

استطلاع رأي حول الغباء الاجتماعي

بسؤال محمد علي، 28 سنة، موظف في شركة تقنية حول رأيه في مفهوم الغباء الاجتماعي وماهي المواقف التي حدثت معه في هذا السياق يقول: أعتقد أن الغباء الاجتماعي ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، ففي إحدى المرات، كنت في اجتماع عمل مهم ولم أكن أفهم تمامًا سياق المحادثة بسبب بعض التفاصيل الفنية المعقدة، تظاهرت بعدم المعرفة وطلبت من زملائي تفسير الأمور بشكل أبسط، واكتشفت أن هذا جعلني أظهر كأنني شخص صريح ومستعد للتعلم، وحظيت بتقدير زملائي.

وأضافت سارة محمود تبلغ من العمر 35 سنة وتعمل معلمة في أحد المدارس الخاصة:
الغباء الاجتماعي يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين، في مرة من المرات، تعرضت لموقف صعب مع أحد أولياء الأمور الذي كان غاضبًا بسبب نتائج ابنه في الامتحان الشهري، واستخدامي للغباء الاجتماعي وتظاهري بعدم فهم الغضب بشكل كامل ساعدني على تهدئة الموقف وأخذ الوقت الكافي لشرح الأمور بشكل مفصل، واستطعت بهذا الحل البسيط أن أخرج من مشكلة كبيرة كادت أن تتفاقم.

أما أحمد حسن البالغ من العمر 45 سنة ويعمل مهندس مدني فيقول: في رأي الشخصي لا أرى أن الغباء الاجتماعي يمكن أن يكون إيجابيًا، في أحد الاجتماعات المهمة، كنت غير قادر على متابعة المناقشات بسبب استخدام المصطلحات التقنية المعقدة، شعرت بالحرج لأنني لم أستطع المساهمة بشكل فعّال، وكان هذا له تأثير سلبي على ثقتي بنفسي.

وتقول ليلى عبد الله، 22 سنة، طالبة جامعية:
في حياتي الجامعية، كان الغباء الاجتماعي نعمة في بعض الأحيان، مرة، كنت في مجموعة دراسية ولم أفهم تمامًا موضوع المناقشة، وسبب لي هذا سخرية البعض من زميلاتي، ولكني أتمتع بثقة عاليه في النفس فبدلاً من الادعاء بفهمي، اعترفت بأنني لست على دراية كاملة، وهذا شجع الأعضاء الآخرين في المجموعة على مساعدتي وتقديم الدعم.

أما خالد إبراهيم البالغ من العمر 50 سنة ويعمل طبيب بشري فيقول: الغباء الاجتماعي قد يكون له تأثير سلبي في المجال الطبي، وخصوصًا أنك مجبر علي التعامل مع المرضي وأقاربهم بشكل مباشر، مما يضعك في كثير من الأحيان في مواقف صعبة، ففي إحدى الحالات، كنت بحاجة إلى اتخاذ قرار سريع بشأن علاج مريض، وكان التردد أو عدم القدرة على التواصل بشكل فعّال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، لأن الخطأ في مجالنا يساوي حياة إنسان، لذلك، أؤمن بأن المعرفة والمهارات الاجتماعية الجيدة ضرورية في مجالي.

وبسؤال ندى سعيد التي تبلغ من العمر 30 سنة وتعمل محامية عن رأيها في هذا الموضوع فقالت: كمحامية، تعلمت أن الغباء الاجتماعي ليس دائمًا سلبيًا فهو في كثير من الأحيان نعمة كبيرة في حياتنا، ففي إحدى المرات، كنت في مفاوضات صعبة مع أحد الموكلين ولم أكن أملك جميع المعلومات المطلوبة، فتظاهرت بعدم الفهم الكامل لتفاصيل العقد، مما أعطاني الوقت الكافي لجمع المعلومات والتفكير بهدوء قبل الرد.

وأضاف يوسف أحمد، 27 سنة، رجل أعمال حرة فيقول: الغباء الاجتماعي يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان، حيث كنت في لقاء مع مستثمرين محتملين ولم أكن متأكدًا من بعض الأسئلة التي طُرحت في الاجتماع، اعترفت بعدم معرفتي التامة، مما جعل المستثمرين يشعرون بالارتياح والثقة في صدقي، وبالتالي ساعدني ذلك في الحصول على الاستثمار المطلوب.

 تأثير الغباء الاجتماعي على الحياة اليومية

يتضح من تجارب وآراء الأشخاص السبعة أن الغباء الاجتماعي يمكن أن يحمل جوانب إيجابية وسلبية، وفي بعض الحالات، يمكن أن يساعد في تهدئة المواقف الصعبة ويتيح للأفراد وقتًا كافيًا للتفكير واتخاذ القرارات الصحيحة، بينما في حالات أخرى، قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحراج والكثير من المشاكل النفسية، ويعتمد تأثيره بشكل كبير على السياق والطريقة التي يُستخدم بها في المواقف المختلفة.