“للمشتاقين إلى دخولها” هيا معى نطوف في الجنة ونرى النعيم!
الجنة عاقبة الله التي أعدها لعباده المتقين, وللمشتاقين إلى دخولها هيا معى نطوف في الجنة ونرى ثمارها وأنهارها واستقبالها للمؤمنين!
لنرى ما فيها من نعيم أعده الله لعباده الطائعين, وهو وصف مصدره كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
يعيش الإنسان في تلك الحياة الدنيا في مشاغل لا تنتهي, وزينة ومتع ومغريات ربما تفتنه في دينه أو تبعده عن صراط الله المستقيم.
ويظل هكذا في شواغل متناسياً الحكمة من خلقه في هذه الحياة الدنيا, ألا وهي عبادة الله الخالق, مصداقاً لقوله تعالى في كتابه الكريم.
“وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون”.
الحكمة من خلق الإنسان
وقد خلق الله الإنسان وصوره في أحسن تقويم وأجمل صورة, وسخر الكون كله لخدمته, فالأرض تحمله على ظهرها.
والبحر مركب له ينقله أنَّي شاء, ويستخرج منه زينة ولحماً طرياً, وهكذا كل مخلوقات الله طوع الإنسان.
وقد أرسل الله تعالى أنبيائه ورسله من لدن آدم وختاماً بنبي الإسلام محمد لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد.
والتحلي بمكارم الأخلاق, ثم تركهم بعد ذلك ليختاروا طريقهم إما طريقة الهداية أو طريق الغواية فقد قال الله تعالى “وهديناه النجدين”
أي إما طريق الجنة أو طريق النار.
فمن اختار طريقه وعمل لما بعد الموت فقد نجا من عذاب الله ويبشر أثناء خروج روحه بالجنة والنعيم.
فتتنزل عليه ملائكة الرحمة ويرينه مقعده في الجنة, وما أدراكم ما الجنة؟ فهيا بنا نتخيلها ونطوف فيها
ونرى أنهارها وثمارها انطلاقاً من الوصف القرآني والسنة الصحيحة الواردة في وصفها.
وصف الجنة للمشتاقين إلى الجنة هيا معي نطوف بداخلها
الجنة فيها مالا عين رأت ولا أذنت سمعت ولا خطر على قلب بشر, وللمشتاقين إلى دخولها هيا معى نطوف في الجنة
فقد غرس الله الجنة بيده, وجعلها أهلها في مأمن وطمأنينة
لا مرض فيها ولا بلاء, تراب الجنة هو المسك والزعفران, وحيطانها من الذهب, وحصاها اللؤلؤ, بنيت بلبنات من الذهب والفضة.
وجعل الله لأهلها أنهاراً تجري من تحتهم وهم متكئون فيها على الأرائك, أنهار من ماء عذب وصفه النبي بأنه أبيض من اللبن
وأحلى من العسل, وأنهار من عسل مصفي, وأنهار من خمر ليست كخمر الدنيا فلا تسكر ولا تغيب العقل.
فيها لذة ومتعة للشاربين بخلاف خمر الدنيا اللاذعة الحامضة.
وجوه أهل الجنة كالقمر ليلة التمام وحولهم غلمان يطوفون حولهم بأكواب وكؤوس من ذهب, فيها الكواعب الأتراب
وهن نساء طاهرات مطهرات لا حيض ولا نفاس كما كن في الدنيا, وللجنة ثمانية أبواب, لكل باب أهله فمنها باب الريان الذي أعده الله تعالى للصائمين.
والمحافظون على الصلاة يدخلون من باب الصلاة.
رؤية وجه الله الكريم
وأهل الجنة لا يقضون حاجتهم كما في الدنيا, فهم لا يبولون ولا يتغوطون, بل تخرج منهم روائح زكية أطيب من المسك.
ومن أعظم ما ينعم به المؤمنون في الجنة هي ما يتمناه كل البشر بمن فيهم الأنبياء والصالحون وهي رؤية وجه الله الكريم
فتتبدل هيئة أهل الجنة وتصبح لهم قدرات يهبها الله لهم تستوعب أنظارهم رؤية وجه الله الكريم سبحانه.
ورؤية الله هي ما وصفها الله تعالى بقوله” وجه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة”
وقد ذكر المفسرون في تفسير قول الله تعالى الله
“للذين أحسنوا الحسنى وزيادة” ففسروا الحسنى بالجنة, والزيادة هي رؤية وجه الله الكريم.
طعام أهل الجنة
وطعام أهل الجنة لحوم طير مما يشتهون, وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة, وينامون على سرائر من حرير
يأتي إليهم كل ما يشهونه بمجرد الخاطرة, فهنيئاً لمن فاز بالجنة ونعيمها, ليبقى فيها خالداً أبداً لا تعب ولا نصب
ولا موت يغيبهم عن هذا النعيم المقيم
فبعد أن يقضي الله بين العباد ويدخل أهل الجنة الجنة, وأهل النار النار
يؤتى بالموت على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار.
نسأل الله أن يرزقنا الجنة وما يقرب إليها من قول أو عمل, ويبعد وجوهنا عن النار يا رب العالمين.