سينتينل.. وطن الموت

سينتينل.. وطن الموت

تبدو شمال سينتينل من  الأعلى جزيرة هادئة جميلة، بشواطئها الرائعة، وغاباتها الكثيفة، لكن لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها. فالجزيرة جزء من جزر أندامان الهندية، وسط المحيط الهندي، والتي تعد  الأكثر انعزالًا .فكل من يحاول من الزوار أو الصيادين أن يضع قدميه فيها سيُهاجم من القبيلة الغامضة التي تسكنها، والتي ترفض أي شكل من أشكال الإندماج في الحضارة والمدنية الحديثة، ولا ترغب مطلقًا بالإختلاط مع العالم الخارجي.

فجزيرة ” سينتينل”، تُعد إحدى جزر “أندمان”، الهندية، على مساحة 72 كيلومترًا، وتقع في خليج البنغال، وتتبع الهند إداريا،  فالجزيرة مغطاة بالغابات، كما أنها محاطة بالشعاب المرجانية، لكنها تفتقر للمرافئ الطبيعية، ولا يُعرف الكثير عنها، أو عن قاطنيها، فلا يتوافر عنهم سوى القليل من المعلومات المتعلقة بلغتهم، وثقافتهم، ومعتقداتهم، بل إن تعدادهم مجهول حتى الآن.

ممنوع الاقتراب

فالقانون يحمي المواطنين من خطر الإقتراب، من هؤلاء القوم الذي لا يُعرف عنهم شيئا، ولا يمكن التواصل معهم، بسبب إصرارهم على العزلة، لكن الأهم من ذلك، هو ضمان استمرار بقاء قبيلة ما قبل العصر الحجري الحديث في العالم الحالي، فمن المحتمل أن يكون لديهم أي أمراض مشتركة مقاومة مثل الإنفلونزا، أو الحصبة، أو أي أمراض أخرى، وهو ما استدعى من السلطات، أن تحظر زيارتهم، خوفا من جلب أي أوبئة للعالم.

القبيلة القاتلة

فالخطر الذي يهدد هؤلاء القوم، هو بمثابة كارثة أنثروبولوجية، فهؤلاء السينتينليون، يمثلون السلالة المباشرة، الوحيدة الباقية من أول البشر في آسيا، فقد شقوا طريقهم من إفريقيا، إلى الشرق الأوسط، قبل أكثر من 75 ألف عام، واستوطنوا بورما والهند”.

فقد شهدت أحداث سابقة على خطر هذه القبيلة التي تسكن الجزيرة، فقد قتلت صيادين اثنين كانا يصطادان بشكل غير مشروع عام 2006، ويُعرف عنها إطلاق السهام، والحجارة على السفن، والطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة والتي تكون في مهمات استطلاعية.

كما هناك تضارب كبير حول عدد سكان القبيلة، فبعض التقارير تشير إلى أن عددهم لا يتجاوز العشرات، فيما تفيد تقارير أخرى لبضعة مئات. ولم يُعرف ما حل بهم عقب كارثة تسونامي عام 2004، وقد حاولت طائرات تابعة لخفر السواحل الهندية تقديم المساعدة، لكن دون جدوى. وتوصف القبيلة على أنها قبيلة العصر الحجري، فقد استطاعت التكيف مع بيئتها على مر الزمن. وقد تكون القبيلة الأكثر انعزالًا في العالم، وقد اختارت الحكومة الهندية عدم التدخل في شؤونها.

سينتينل... جزيرة وطن الموت

الجزيرة المنعزلة

تعتبر الجزيرة من أكثر الأماكن إنعزالًا  و التي يرفض قاطنوها أي شكل من أشكال الإندماج في الحضارة والمدنية الحديثة، ولا ترغب مطلقًا بالإختلاط مع العالم الخارجي. حيث يواجه سكان الجزيرة الكثير من التهديدات بدأ من الأمراض المعدية التي ليست لدى سكانها المناعة الطبيعية منها، فضلا عن العنف من الغرباء. وهكذا أعلنت الحكومة الهندية الجزيرة بأكملها التي تقترب مساحتها من مساحة مانهاتن، وثلاثة أميال من المياه المحيطة بالجزيرة لتكون منطقة محظورة.

فسكان الجزيرة يسير مجردين من ملابسهم، يعيشون على تناول الأطعمة البحرية. يرجع جزئيًا عداء القبيلة للغرباء لأحداث من الماضي، ففي أوائل 1980 و 1990 قُتل العديد من أفرادها بمعارك مع المنقذين المسلحين الذين عادوا إلى الجزيرة لاسترداد الحديد وغيرها من السلع من حطام سفينة غارقة.

كيف تُهدد الجزيرة السياحة بداخلها ؟؟

فالجزيرة مذهلة بطبيعتها في المحيط الهندي، إلا أن السياح والصيادين لا يجرؤون على الاقتراب منها، نظراً لسمعة سكانها السيئة، ومحاولتهم قتل كل من يقترب من الجزيرة،كما أن الزوار الذين يتجرؤون على دخول جزيرة “نورث سينتينل” في المحيط الهندي يعرضون حياتهم للخطر، فسرعان ما يتعرضون للهجوم من قبل سكان الجزيرة الذين ينتمون لقبيلة غامضة رفض أفرادها جميع مظاهر الحضارة الحديثة وحجبوا أنفسهم عن العالم الخارجي.

فالتواصل مع أفراد قبيلة “سينتيليسي” مع العالم الخارجي  يقتصر على أعمال العنف والقتل، حيث قتل أفرادها اثنين من الصيادين الذين كانوا يصطادون بالقرب من الجزيرة عام 2006، ولم يتردد سكان الجزيرة في مهاجمة الطائرات والمروحيات التي كانت تقوم بمهام استطلاع بالحجارة والأسهم النارية.

محاولات  باتت بالفشل

فقد أجرت الحكومة الهندية عدة محاولات فاشلة للتواصل مع السكان، إلا أنها توقفت عن المحاولة وتركت سكان الجزيرة يعيشون كما يشاؤون في جزيرتهم الغامضة. فهناك الكثير من الأشياء لا أحد يعرفها  عن كيفية عيش الأشخاص على جزيرة نورث سينتينيل. ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن نقولها على وجه اليقين. أولا، عدد السكان في مكان ما بين 50 و 400 فردًا كما أنهم يعيشون نمط حياة الصياد الجامع حيث قد سكنوا في الجزيرة منذ ما قبل اختراع الزراعة.