“مارد سيناء”.. الجندي الذي حمى ثمانية من زملائه بأشلاءه

“مارد سيناء”.. الجندي الذي حمى ثمانية من زملائه بأشلاءه

مصر العظيمة، بلد البطولات والأبطال، التي دائماً ماتنجب لنا أبطالاً يدافعون عنها ويحملون رايتها ويرفعون إسمها عالياً خفاقاً في الداخل والخارج ويقاتلون لرفعة إسمها وعلو مكانتها.

منهم من يعيش حياً يرزق علي أرضها ومنهم من أصبح تحت التراب  يستعد لملاقاة وجه ربه الكريم، ولكنهم جميعاً إلتقوا وتقابلوا علي حب هذه البلاد .

بطولات المصريين لاتقتصر علي مجال بعينه في كل مصري يصبح بطلاً ويؤدي بقوة لخدمة بلاده،  ولكن الجيش المصري هو أحد ابرز الأماكن واهم المجالات التي يبدع ويتفنن فيها المصري للدفاع عن بلاده وإثبات شجاعة وقدرة المواطن المصري.

وفى تقرير اليوم نتحدث عن بطلاً من ابطال مصر، ضحى بحياتها للدفاع عنها ولحماية زملاءه من جنود وظباط، وقدم حياته هدية للوطن العظيم.

بطل اليوم هو الشهيد مجند محمد أيمن شويقة المعروف بإسم “مارد سيناء”.. ماهي قصته وماذا فعل ؟

البطل الشهيد مجند محمد أيمن محمد السيد أحد مواليد مركز كفر سعد بدمياط والذي جاء للدنيا في بداية 1995 وتحديداً  في اليوم الأول من العام، أكمل دراسته الثانوية بمدرسة الصنايع بقسم الزخرفه وحصل علي الدبلوم الثانوي ، وبعد ذلك تقدم لخدمة بلاده بصفوف الجيش المصري في أكتوبر 2014 ليلتحق بقوات الصاعقة في سيناء فبراير 2015.

في إحدى المداهمات التابعة لوحدته وأثناء قيام قوة من وحدته بتمشيط إحدى المزارع في سيناء رأى البطل إبن الإبراهيمية مركز كفر سعد، إرهابي يختبيء في عشة بالمكان الذي يتم تفتيشه.

الشهيد البطل شويقة أبصر ذلك الأرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً وبدأت أصابعه تتحسس الحزام إستعداداً لتفجيره، وبقوة وشجاعة الجندي المصري لم يفكر شويقة وركض مسرعاً نحو ذلك الأرهابي الجبان ليرتمى عليه ويحتضنه وينفجر الحزام الناسف فتتناثر أشلاء الشهيد ومعها أشلاء ذلك الخسيس وسط ذهول “أبناء دفعته” ودموعهم التى اختلطت بالدعاء أن يتقبله الله شهيدًا.

شجاعة إبن دمياط لم تكن مجرد أندفاعه من بطل مصري لإحباط إرهابي فقط بل كانت عملية لأنقاذ 8 من زملائه؛ 2 ضباط، و4 جنود، واثنين من السائقين، من الحزام الناسف الذى كان يحمله أحد العناصر التكفيرية الضالة، لتفجير الموقع الذى كانت تتم مداهمته بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش

بعد تلك الحادثة تحدث قائد الكتيبة وقتها قائلاً : “صرخنا فيه أن يعود، لكنه لم ينفذ الأوامر، كان يركض بكل ما أوتى من قوة، يبدو أنه أبصر باب السماء مفتوحًا، فأراد اللحاق به، وأنقذ شركاء العيش والملح، من إخوانه العساكر”.

في وقت تشييع جثمان مارد سيناء، منع رفاق الشهيد من المجندين  إطلاق الصراخ والعويل لدى تشييع جثمانه، وطلبوا من الأهالى استقباله بالزغاريد والهتافات التى تزفه إلى السماء شهيدًا، الأمر الذى أدخل أمه فى حالة من الانهيار اختلطت فيها دموعها بابتساماتها، وأخذت شفتاها تلهجان بعبارات الحمد لله والدعاء لفلذة كبدها أن يرتقى الفردوس الأعلى.

وفي كلمات ممزوجة بفرح شهادة إبنها ودموع حزن على فراقه قالت والدة الشهيد، إنه طالما كان يدعو الله أن يتقبله شهيدًا، ومضت تقول: “مش زعلانة عليه، محمد كان طيب وربنا حقق له أمنيته.. بس الفراق صعب

وأنتجت وزارة الدفاع فيلم تسجيلي، عن مارد سيناء، المجند الشهيد محمد أيمن شويقة، الذى لقى ربه شهيدًا، مضحيًا بنفسه، لإنقاذ زملائه، لدى مداهمة وكر إرهابى بقرية «زارع الخير»، جنوب العريش بشمال سيناء. وقدم الفيلم شهادات والد ووالدة وجيران الشهيد، كما جاء بشهادات مجموعة من أصدقاء الشهيد، حكوا خلالها كيف أنه كان يحتفل بأنه سيستشهد، بعد حلمه بأحد الشهداء؛ مشيرين إلى أنه افتدى زملاءه، بعدما احتضن أحد الإرهابيين، الذى حاول تفجير نفسه بحزام ناسف.

رحم الله شهيدنا وكل شهداء مصر العظماء، ماذا تود أن تقول لأهل مارد سيناء؟