الرائحة التي سأل عنها رسول الله – ماشطة بنت فرعون

الرائحة التي سأل عنها رسول الله – ماشطة بنت فرعون

لم يختص الله الأنبياء فقط بالمعجزات، فلدينا الآن قصة ماشطة بنت فرعون ومعجزة رضيعها.

 

فرعون

فرعون هو أحد ملوك مصر القديمة، يسمى رمسيس الثاني. حكم فرعون مصر لمدة يقال أنها تصل إلى ٦٧ عامٍ. كان جبارًا وطاغية في الأرض حيث كان يعتبر نفسه الإله المطلق ولا يوجد غيره. كان يرفض الإيمان بالله تعالى ويعارض من يؤمن بالله ويعذبه. وكما إنه لم يكن عادلًا بل كان ظالمًا أقسى الظلم في حكمه. وهو الذي قتل كل الأطفال لبني إسرائيل لنظرية تقول إن هلاكه سيكون على يد طفل منهم سيكون نبيًا وهو سيدنا موسى الذي تربى عند فرعون.

حادثة مشط ماشطة بنت فرعون

كان هناك عائلة من سبع أفراد كانت المرأة تعمل كمربية لبنات فرعون، والزوج مقرب من فرعون ويعمل لديه ولديهم خمسة أطفال بينهم رضيع. من الله على تلك العائلة بالإيمان بالله وعندما علم فرعون يأمر إيمان الرجل المقرب منه لم يتردد في قتله. صبرت زوجته وأحتسبت أجرها عند الله وعملت كماشطة لبنات فرعون لتطعم صغارها الخمسة فلم يكن هناك حلًا آخر. وفي يومًا من الأيام بينما تمشط شعر بنت فرعون سقط المشط، فإذا بها تقول وهي تلتقطه من الأرض “بسم اللَّٰه”. لتقول بنت فرعون “الله أبي؟” لتجيب الماشطة “كلا الله ربي وربك ورب أبيكِ”. كانت بنت فرعون مندهشة من وجود أحدٍ يعبد غير أباها فذهبت لتخبره.

محاولات لرد ماشطة بنت فرعون عن إيمانها

غصب فرعون وطلب منها عبادته وترك إمانها بالله ولكنها رفضت ونتيجة لذلك عذبها وأمرهم بحبسها وضربها فلم يؤثر ذلك بإمانها شيئًا. ليأمرهم بإحضار قدر من النحاس ثم يملؤنه بالزيت ليحمي حتى الغليان فلم يتغير تفكيرها شيئًا ليقرر فرعون أنه لن يقتلها بل سيقتل أمامها أحب وأقرب الأشخاص لديها حتى تعود عن فكرها. فأحضر فرعون أولادها الخمسة، عندما رأوا الأولاد والدتهم تشبثوا بها لتحتضنهم وتقبلهم وتضمهم وترضع صغيرها الرضيع. بينما كان فرعون يراقب هذا المشهد أمرهم بإلقاء كبيرهم في القدر. ليصيح الفتى ويتوسل أمه والجنود وفرعون ويحاول منعهم ويبكي متوسلًا ناظرًا لأخوته الذين اغلقوا عينهم من هول المنظر باكين غير مصدقين لما يحدث لتنظر له أمه وهي مؤمنة بربها وتزداد إيمانًا محتسبة كل هذا الأبتلاء عند ربها الله، لتودعه ويلقى في القدر حتى ينصهر. ثم يطلب منها فرعون الرجوع عن الإيمان بالله فترفض وتظل ثابته ليكرر ذلك في أطفالها الثلاثة الباقين ليملأ المكان بصريخهم وبكاءهم وبكاء والدتهم وذلك لم يضعف إيمانها بالله ولا صبرها. ولكن كل هذا أختلف حين جاء دور رضيعها.

 

معجزة رضيع ماشطة بنت فرعون

ليبكي صغيرها ويصرخ وتبكي هي أيضًا. كانت قد إهتز قلبها على صغيرها لثوانٍ حتى إنها كادت أن تطيع فرعون إلا أن معجزة الله قد حدثت. نتيجة لذلك تكلم الصبي في المهد وقال “يا أماه اصبري فإنك على حق” لتصبر ويزيد إيمانها برب العالمين.

لم يبق أحد إلا هي صامدة صابرة لإنها تعلم أنها ستكون معهم قريبًا. حتى أقبل عليها جنود فرعون ليرموها في القدر ولكنها قبل أن تقذف نظرت لعظام أولادها التي تطفو أعلى القدر لتقول لفرعون: “لي إليك حاجة” ليسألها “ما حاجتك؟” لتطلب منه تجميع عظامها وعظام أولادها في قبر واحد، واقف فرعون على طلبها لتموت وهي مستشهدة صابرة.

وفي يوم الإسراء والمعراج سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الرائحة الطيبة ليجيبه جبريل أنها رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها.