جهنم…استجمام رغم الجحيم

جهنم…استجمام رغم الجحيم

باب جهنم أو حفرة الجحيم . فرغم أننا نسمع كل يوم عن اندلاع حرائق في منازل ومناطق متعددة، ولكن هناك حرائق الغابات التي تستمر لأكثر من شهر في بعض الأحيان حتى تخمد، لكن لم نسمع عن حفرة اندلعت بها النيران منذ نصف قرن من الزمان، فهذا هو الغريب والمثير للتساؤلات ؟؟

لما باب جهنم؟؟

تلك التسمية التي تطلق على حفرة مشتعلة بالنيران بدون توقف منذ عام 1971 في قرية ديرويز التي تبعد 250 كم من العاصمة التركمنستانية عشق آباد.فيمكن رؤية هذه الحفرة من على مسافة بضعة كيلومترات، ويبدو انها لن تنطفئ أبدًا. فالحفرة يبلغ قطرها 70 متراً وعرضها 60 متراً وعمقها نحو 20 متراً .

فقد أطلق علي الموقع باب جهنم، نسبة لما أطلقه السكان المجاورون، لأن الحفرة مليئة بالنار والطين المغلي واللهب البرتقالي الضخم.ويبلغ قطر الحفرة الغازية درافازا، التي تعد أحد أكثر الأماكن غرابة على الأرض.

ماوراء الإشتعال

فقد تكونت حفرة الجحيم إثر سقوط حفارة الغاز الطبيعي نتيجة بعض الحسابات الخاطئة خلال عملها عام 1971 في عهد الاتحاد السوفييتي سابقاً. فقد تدفق الغاز في الجو، ما جعل العديد من القرى المجاورة تهجر هذه المنطقة لصعوبة العيش بالقرب منها. ولمنع تسرب غاز الميثان من الحفرة والإضرار بالبيئة والكائنات الحية قرر العلماء إشعال النار بها على أمل أن تستهلك النار الغاز خلال عدة أيام، ولكن النيران لن  تنقطع عنها أكثر من 40 عامًا.

كيف الاستجمام بحفرة الجحيم؟؟

بالرغم من أن حفرة الجحيم لا تعد ظاهرة طبيعية بل كارثة بشرية، أصبح باب جهنم مشهور بالسياحة خاصًا المغامرين وعاشقي رؤية النيران المشتعلة لحافة بركان. فيمكن رؤية فوهة الجحيم المتوهجة من بعد أميال. حيث تنتشر منها رائحة الكبريت في المناطق المحيطة وعلى مسافات بعيدة.

فقد قام المستكشف الكندي جورج كورونيس عام 2014 بالمخاطرة والنزول إلى حفرة الجحيم من أجل استكشافها ومعرفة خصائصها والغازات المكونة لها ودرجة حرارتها. فهو يعد  أول شخص ينزل في الحفرة . فقد استغرق التخطيط لهذه المغامرة العلمية 18 شهرًا تحت إشراف فريق متخصص ومحترف. حيث رُبط كورونيس بحبل سميك وأُنزل إلى باب جهنم، مرتديًا زيًّا مصنوعًا من عدة طبقات من مادة الكيفلار لحمايته من الحرارة، ووضع له جهاز خاص للتنفس.

وبتحليل عينات من تربة حفرة الجحيم، اكتشف نوع من البكتيريا  القشرية المتطرفة والتي تعيش في قاع الحفرة. فمن المثير في الأمر أن هذه البكتيريا تعيش بسهولة في درجات الحرارة العالية، وليس لها أي أثر في التربة المحيطة بالحفرة؛ الأمر الذي يهدد البشرية بوجود سلالة بكتيرية جديدة ومتطورة تستطيع النجاة ومقاومة درجات الحرارة العالية المماثلة.

فبالرغم من أن الرئيس التركماني قربانقلي بردي  أمر بغلق حفرة الجحيم خلال زيارته إلى منطقة ديرويز في إبريل 2010، خوفًا من تأثيرها في حقول الغاز الطبيعي الأخرى الموجودة في المنطقة، فما زال باب جهنم مفتوحًا بل يُعد الأكثر  شهرة في العالم , إذ أصبحت نيرانًا أبدية في قلب تركمانستان يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، من أجل الاستمتاع برؤية النيران المتوهجة في ليالي صحراء آرال كاراكوم المظلمة.