كيف تكشف الخنافس المضيئة بوجود حياة على الكواكب الأخرى ؟؟

كيف تكشف الخنافس المضيئة بوجود حياة على الكواكب الأخرى ؟؟

نشاهد دائمًا عظمة الخالق تتجلي في الكون ومنها تتمثل في أنواع مختلفة من الخنافس الأرضية والتي تقوم بالإضائة ويطلق عليها الخنافس المضيئة أو الحباحب، فهي توجد بجميع أنحاء العالم بحوالي 300.000 نوع ، تلك الحشرة التي تتبع أسرة الخنافس غمدية الأجنحة والتي تتمتع بالضوء  البارد، ويطلق عليها أيضًا اسمًا علمي (Fireflies)، ويوجد منها قرابة ألف نوع منتشر حول العالم , لتترك العديد من التساؤلات ما لون الضوء المنبعث من الخنافس؟؟  كيف تحدث تلك الظاهرة  المضيئة ؟؟ وما لون الضوء الناتج منها؟؟ ولماذا تضيء هذه الخنافس؟؟  ومن الأكثر طاقة ضوئية المصباح الكهربي الذي اكتشفه العالم أديسون أم الخنافس المضيئة ؟؟

عظمة الخالق

فتلك الحشرة غالبًا ما تعيش في المناطق الإستوائية والغابات، حيث يتكون جسم اليراع من ثلاثة فالقسم الأول يتكون من الرأس وفيه زوجين من العيون المركبة، وزوج واحد من قرون الإستشعار، ولها فم قارض لافتراس الحشرات الصغيرة، وافتراس البزاقات والقواقع وديدان الأرض ، أما القسم الثاني فهو يتكون من الصدر ويتألف من ثلاث حلقات في كل حلقة رجلين، وفي كل من الحلقتين الثانية والثالثة زوج من الأجنحة، والقسم الثالث هو البطن ويتألف من إحدى عشرة حلقة.

الإضائة بالخنافس

كيف تحدث الظاهرة ؟؟

تحدث ظاهرة الضوء نتيجة تفاعل بين صبغة في جسم الخنافس تسمى لوسيفيرين مع الأكسجين  ومصدر للطاقة وهو مركب ثالث فوسفات الادينوسين فينتج من هذا التفاعل مركب يسمى  Oxyluciferen فيظهر الضوء، وكلما ذادت كمية الأكسجين الداخلة في التفاعل زادت فترة الضوء، وهذا الضوء الصادر من هذه الحشرات يسمى الضوء البارد حيث اكتشف العلماء أن هذا الضوء عبارة عن 100% طاقة ضوئية و صفر% حرارة، وهذا يدل على قدرة الله تعالي  حيث لو أن هذا الضوء به كمية ضئيلة من الحرارة ما استطاعة الخنفساء تحمله.

مكان تواجد الضوء

فتلك الضوء المنبعث يتواجد على جانبي السطح البطني  ، فالمنطقة  الخاصة بالبطن تحمل  عددًا  من الخلايا تسمى الخلايا الضوئية وهذه الخلايا غالبًا ما توجد في الحلقات الأخيرة من البطن سواء للأطوار الكاملة أو يرقاتها، وتتوقف كمية الضوء المنبعثة من الخنافس على كمية الأكسجين الداخلة في التفاعل فعندما تريد الخنافس إنتاج وميض طويل لفترة طويلة فان المخ يعطى تيارًا عصبيًا إلى نهايات الجهاز التنفسي لإنتاج كمية كبيرة من الأكسجين إلى داخل الخلايا الضوئية فيصدر ضوء بكمية كبيرة ، وفي بعض الأنواع تصدر الخنافس وميض متقطع وفى هذه الحالة يتوقف التيار العصبي لثواني حيث يتوقف الوميض ثم يحدث التيار العصبي مرة أخرى ويصدر الضوء من جديد.

الإضائة بالخنافس

لماذا تعتمد الخنفساء علي الضوء ؟؟

فتلك الخنافس تعتمد علي تلك الضوء المنبعث نظرًا لصعوبة الحياة في الغابات نهارًا حيث الحرارة العالية والرطوبة الكبيرة في الصباح لذلك  تقوم الخنافس المضيئة بالخروج ليلًا بحثًا عن الغذاء ، وفي فترة الليل يحل ظلام دامس فلا يكاد يري أحد نفسه هناك في هذه الغابات حيث تستخدم الضوء المنبعث منها لتري فرائسها وتجذبهم إليها ليس ذلك فقط بل  تستخدم الخنافس الضوء في تخويف وترهيب بعض الحيوانات الأخرى التي تقوم بافتراسها فهذه وسيلة الدفاع الوحيدة لها.

استخدمات الخنفساء

وبالرغم من صغر تلك الحشرة إلا أنها تستخدم في العديد من الأشياء حيث قام علماء الطب  بعملية لاستخراج كلًا من صبغة luciferin  وأيضًا إنزيم luciferase من أجسام الخنافس المضيئة لاستخدامها في علاج الأورام السرطانية وأمراض تصلب الشرايين والقلب وأيضًا لإنتاج أمصال ضد السل الرئوي.

ليس ذلك فقط فقد قام علماء ناسا للفضاء باستخراج تلك المواد من الخنافس والحيوانات الأخرى المضيئة للتعرف على وجود أو عدم وجود حياة على الكواكب الأخرى التي تم اكتشافها  وذلك من خلال أخذ عينة من الكوكب المراد معرفة وجود أحياء عليها أم لا ويضعوا عليها تلك المواد المستخرجة من الخنفساء ومع وجود مصدر للأكسجين فإذا انبعث من العينة ضوء فيدل ذلك على وجود مركب ثالث فوسفات الادينوسين والذي لا يتواجد غير في العينات الحية فقط ويكون هذا دليل على وجود كائنات حية على هذا الكوكب أما في حالة عدم انبعاث الضوء من العينة فيدل ذلك على عدم وجود هذا المركب وهو مصدر الطاقة الذي يتواجد فقط في أجسام الكائنات الحية وبالتالي عدم وجود كائنات على هذا الكوكب.

الضوء بالخنافس

دراسات العلماء

فقد أكد العلماء أن الخنافس المضيئة تتعرض لمخاطر على مستوى العالم مع ازدياد المخاطر المعروفة مثل فقدان الموائل، والمبيدات الحشرية، وعوامل خطر أخرى مثل الأضواء الإصطناعية الليلية التي تحدث تشويشًا خطيرًا لعملية التزاوج التي تتم ليلا ، كما وجد الباحثون أن بعض أنواع هذه الخنافس التي يوجد منها ما يزيد على 2000 نوع حول العالم، قد يواجه خطر الإنقراض بينما تعيش أنواع أخرى بشكل جيد.

وبتحليل تقديرات من 350 خبيرًا في الخنافس المضيئة حول العالم رأى الباحثون أن الخطر الأكبر يتمثل في فقدان الموائل الناجم عن عوامل مثل التحضر والصناعة والزراعة المكثفة ، بينما يتمثل العامل الخطر الثاني في التلوث الضوئي إذ تتباهى الخنافس المضيئة بأعضاء متخصصة باعثة للضوء وعادة ما تكون أسفل البطن وتسمى الفوانيس.