حقائق وأسرار الدفن السماوي

حقائق وأسرار الدفن السماوي

تعددت أشكال طقوس التعامل مع الموتى في العديد من الأديان والمعتقدات والقبائل حيث يختلف طقس وطريقة الدفن. ففي بعض الأديان نجد أن الدفن في الأرض هو الطريقة الأكثر شيوعاً في العالم. وفي الهندوسية  نجد أن حرق أجساد الموتى تقوم مقام الدفن. أما في البوذية والزرادشتية فإن الدفن السماوي هو الطريقة الرئيسية  للتعامل مع الميت ، فمراسم الدفن لديهم  تُعد أغرب طقوس دفن الموتى في العالم. فهذه الطقوس القديمة  يمارسها سكان هضبة التبت الذين يعتنقون الديانة البوذية.ولكن يبقي التساؤل هنا ما هو الدفن  السماوي ؟؟ وما هي  الطقوس الغريبة ؟؟

ماوراء الدفن السماوي

فعندما يموت شخص قبل حوالي 40 عامًا ، كانت تضيء الأسرة المصابيح بجانب المتوفى بينما يصلي الرهبان ويباركوا الجسد لفترة تمتد من ثلاثة إلى خمسة أيام. فخلال هذا الوقت لا يتم لمس الجسد. حيث أن الجثة يتم تركها سليمة على أحد أبراج الصمت المكونة من عدت حلقات دائرية متحدة المركز وبعد تحديد يوم الجنازة من خلال العرافة يأخذ القرويون الجثة إلى موقع الدفن في السماء بواسطة حصان أو سيارة.

أغرب طقوس الدفن

يعد الدفن في السماء ممارسة مفضلة لتلك القبيلة فعندما يموت أحد الأفراد. وبصرف النظر عن الدين، هناك بعض العوامل الأخرى التي تلعب دورًا هامًا في ذلك الأمر. فعلى سبيل المثال فالتربة في التبت عبارة عن طبقة من الصقيع بعمق بضعة سنتيمترات فقط،  لتغطي الصخور الصلبة، مما يجعل من الصعب حفرها. كما يصعب أيضًا الحصول على الخشب، حيث أن معظم التبت فوق خط الأشجار، لذا فإن حرق الجثث عملية صعبة.

فقبل إجراء عملية الدفن في السماء ، كان الرهبان يرددون تعويذة حول الجسم ويحرقون البخور.فهم يشاركون أيضًا في تفكيك الجسم.، بشكل أساسي عن طريق (قواطع الجسم). وبمجرد انتهاء الرهبان مع الهتافات ، يتم إعطاء الجسم للنسور لتلتهم اللحم والأعضاء الداخلية. ليتم بعد ذلك تفتيت العظام وتقطيعها وتخلطها مع تسامبا ، تلك النوع يُعد من دقيق الشعير ، ثم يُعطى للطيور التي تنتظر نسفها، ففي بعض الحالات ، قد يتم تقطيع كامل الجسم إلى أجزاء ، أو سحقه ، أو خلطة مع تسامبا قبل إعطاء النسور.

طقس الدفن السماوي

لذلك تقام حلقات دائرية حيث يكون الحلقة الخارجية لأجساد الرجال والوسطى للنساء والداخلية للأطفال. حيث يتم  إبقاء الجثة في وضع الجلوس لمدة يومين أو أكثر حتي تقام الصلوات اللازمة وعندما تقوم الشمس بتبييض العظام، ، يتم كسر العمود الفقري للجثة بحيث يمكن طيها ونقلها إلى موقع الدفن في السماء، وهذا الأمر قد يستغرق عامًا ليتم جمعها وتذويبها في الجير في حفرة عظام وسط البرج، ثم تصفيتها بالفحم والتخلص منها في مياه الأمطار.

كما يرافق أفراد العائلة الموتى في هذه الرحلة، بقرع الطبول على الوجهين وترديد الأناشيد. بمجرد وصولهم إلى الموقع يحرقون البخور أولاً لجذب النسور. ثم يتم وضع الجثة على الحجارة ووجهها لأسفل، وإزالة شعرها، ثم البدء في تقطيع الأطراف بالفؤوس أو المطارق الثقيلة، وأحيانًا يُسلخ اللحم من العظام، ويتم رميها إلى النسور المنتظرة.

فبعد خروج روح الميت يجتمع الاهل حول الجثة ليقوموا بعمل مجموعة من الشعائر الدينية ثم يحملون الجثة إلى قمة الجبل المخصصة للدفن وهنا المراسم التي تتبع تختلف باختلاف قدرات اهل الميت المادية ومكانته وسط قومه.

فإن كان  الميت ذا قيمة وأهله لهم القدرة المالية يتم دفنه طبقًا لمراسم خاصة حيث يقوم فيها المسئول عن الدفن بتقطيع أجزاء الميت وإلقائها على قمم الجبال حتى تلتهما الطيور الجارحة وخاصة النسور لتحلق بها في أعالي السماء، ثم يقوم المسئول بجمع ما تبقى من عظام واشلاء من الميت ويسحقها ثم يعجنها ويخبزها إلى طعام ليعاود إلقاءها للطيور الجارحة مرة أخرى وبهذا يضمن أهل الميت أن فقيدهم بكامله قد صار في السماء.

وتعد طريقة الدفن السماوي هذه الأعلى تكلفة حيث يتقاضى المسؤول عن الدفن فيما يعادل ثلاثة رواتب شهرية. بينما يتم دفن الميت ذو الإمكانيات المادية الضعيفة وأموات الفقراء بإلقاء الميت من على قمم أحد الجبال المخصصة للدفن السماوي لتقوم الطيور بالتهام جثتة وبهذا يكون قد تم دفنه في السماء.

طقس الدفن

أغرب المعتقدات

يعتقد البوذيون أن الجثة ليست سوى قذيفة مهملة، فقد انتقلت روح الميت بالفعل، من خلال الموت ونحو تجسد جديد، وذلك بالنسبة للبوذيين في التبت أو منغوليا، فإن تقديم أجسادهم للنسور أو الطيور هو آخر شيء عظيم ومشرف يجب القيام به. إنه تقديم الكرم إلى الأرض التي أعطتهم الحياة ،لذلك ليس هناك حاجة لتعكير صفو الأرض لدفن الجسد. هذا أيضًا يعبر عن قيمة لحماية البيئة.

كما أنهم يعتقدون أن الانسان بعد مماته لا قيمة لجسده ويجب أن يكون مفيدًا لروحة وتابعًا لها، لهذا يتم إطعام جسده للطيور وإذا أكلت النسور الجسم بالكامل، فهذه علامة جيدة. حيث تؤمن العادات الشعبية هناك أنه حتى النسور لن ترغب في أكل جسد الإنسان إذا ارتكب أفعالاً شريرة في الحياة.