تشييد الأفغانية..قرية تعيش بالقرن 18
تشييد الأفغانية تلك القرية التي تقع على الشريط الحدودي بين طاجيكستان وباكستان فهي ليست ككل القرى فأي قرية بالعالم بها ولو قليل من الحضارة وأغلبهم يوجد فيها كهرباء ومياة في الصنابير وربما بها تلفاز وأشياء أخرى كثيرة ولو قليلة لكن تلك القرية تعيش الحياة البدائية بحذافيرها فليس بها أي نوع من التقدم فهي فقط تعيش الهدوء والسلام التام فلا تعرف الحروب ولا تعرف أي سياسات مما تحدث في أي مكان بالعالم فهي في عزلة كاملة عن العالم أجمع.
عالم أخر
فالصدفة وحدها كانت وراء اكتشاف الحياة الهادئة لأبناء قرية واخي الذين يزيد عددهم على 12 ألف شخص، فقد نجحوا في التكيف مع ظروفهم المناخية القاسية، وتضاريسهم الوعرة والمقفرة،فهم لا يعرفون الكهرباء ولا محركات الديزل، فهم فقط يعيشون وسط هدوء الطبيعة التي لا يسمعون منها سوى أصوات الرعد وبرق الشتاء ،كما أن صغار تلك القبيلة لا يعرفون شيئًا عن الألعاب والفرق الرياضية ولا يعرف كبارها أي أحداث ساسية وغيرها التي تحدث في العالم ولايدرك الجميع أن بلادهم تعرضت لغزو أمريكي قبل 14 عامًا، فجميع أفراد هذه القبلية يعيشون في عزلة كاملة على ممر واخان الجبلي الشديد والممتد على نقطة التقاء الحدود الأفغانية مع كل من طاجيكستان وباكستان.
حياة تشييد
فأبناء تلك القبيلة يتحدثون بلهجة محلية والتي تعد خليطًا بين الطاجيكية والدارية، فهم لايرغبون التعرف علي غرباء ويكتفون ذاتيًا بما تجود به أراضيهم من محاصيل زراعية، مع اعتمادهم الرئيسي على الرعي، كما أن منازلهم مبنية من الحجر والجص وليس بها إلا الأدوات البدائية جدًا و كل ما يرتبط بالتقاليد وبالروحانيات فهم محتفظون بكل ذلك ولا يتغير أبدًا فتلك القبيلة تعد متوارثة منذ أكثر من 2000 عام.
ليس ذلك فقط فرواياتهم وإشاراتهم إلى الرسوم المختلفة توضح أسلافهم على جدران الكهوف، ومن تلك الرسوم طريقة بناء منازلهم الخاصة والتي يطلق عليها اسم وبخ ففيها تشيد المنازل على 5 أعمدة ترمز إلى عدد فروض الصلوات اليومية ، كما أن كل منزل يضم مطحنة حجرية للحبوب، وفرنًا حجريًا لطهي الطعام وتدفئة الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، نظرًا لارتفاع القرية بنحو 4500 متر وسط الجبال، إضافة إلى أدوات غزل الصوف المنحوتة من الأخشاب، والتي تعتمد عليها النساء لحياكة ملابس لعائلاتهن من أصواف الماعز.
اكتشاف القرية
فالموقع الجغرافي لتلك القبيلة النائية، كان سببًا في تعمق عزلتهم عن العالم، حيث يصادف أحيانًا عددًا من الدوريات العسكرية الحدودية التي بدأ يتبادل معها بعضًا من البضائع، مثل الملابس المزركشة للنساء والأطفال وذلك يكون مقابل رؤوس الماشية، كما أنه لم يسبق أن توجه أحد من أبناء تلك قريتة للتعلم في المدارس خارج القرية، كما أنهم لا يقصدون أي مستشفى ويتداون بالطب التقليدي بواسطة حكيم القرية وبالرغم من ذلك إلا أن الحكومة بدأت تحرص علي تشجع السياحة لديهم لما لهم من طابع خاص خاصًا لمن يعشقون هذه الأجواء البسيطة البدائية وذلك عن طريق الذهاب إلى القرية من خلال طريق بدائي تم بنائة من نصف قرن من الزمان.