مجموعة البيركس بين الأهداف و المسئوليات
أنضمت مصر و بعض الدول العربية مؤخرا إلى مجموعة البيركس، بداية من عام 2024، بإعتبارها قوة عالمية و سياسية تمثل الدول الكبري في قاراتها، حيث تبلغ قيمة اقتصاديتها إلى 28.5 تريليون جنية، و تدعو المجموعة لدعم أكبر للدول ذات الأقتصاد الناشىء، بإستغلال الأقتصاد المشترك بين دول المجموعة، و الهدف الأكبر لها المساعدة على منع هيمنة بعض الدول و عملاتها على الأقتصاد العالمي، و توفير الفرص العادلة لأقتصاد كل دول العالم، و السعي نحو مستقبل أفضل للدول الصاعدة، و يعتبر البيركس منبرًا للدول النامية التي تأمل التعبير عن آرائها ومصالحها، و تحسين مستوي المعيشة لشعبها، في وجه عالم يتعرض للهيمنة الأوربية.
نشأة مجموعة البيركس
مجموعة البيركس تضم دول البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب أفريقيا، و تعتبر كلمة البيركس BRICS أختصار للأحرف الأولي لهذة الدول، و قبل إنضمام جنوب افريقيا، كان يسمي بريك BRIC قبل أنضمام دولة جنوب أفريقيا له، فتمت إضافة حرف S له بعد دخولها لتصبح BRICS، و عند دخول مصر و الإمارات و أثيوبيا و إيران من 1 يناير 2024 تقرر تغير الأسم إلى بيركس بلس، و تعتبر مساحة هذة الدول ربع مساحة الأرض، و سكانها تمثل 40% من سكان العالم، و تشكلت المجموعة لمواجهة الدول التي تستحوذ على 60% من أقتصاد العالم، و من المتوقع لهذة المجموعة أن تنافس أقتصاد العالم، و أيضا التنبؤات لهذة الدول أن تقوم بتحالف سياسي في المستقبل.
ما هي أهدف مجموعة البيركس؟
تهدف مجموعة البيركس إلى خلق نظام إقتصادي غير قاصر على دول بعينها، ، وكسر هيمنة الغرب بإنشاء أقتصاد موازى بتعاون دول مجموعة البيركس، التي أحرزت نمو متزايد على مر سنوات المجموعة منذ سبتمبر 2006، و قبل إنضمام جنوب أفريقيا للمجموعة.
و لوحظ نجاج مجموعة البيرك اقتصادياً فى تخطيها للأزمة الإقتصادية في 2008، ومن المتوقع لها أن تهيمن على الأقتصاد العالمي في 2050، وقد ظهر تفوقها على مجموعة السبع (المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية و كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي) بزيادة تصل إلى 0.7%.
و يعتبر القضاء على الفقر، و التخلص من البطالة، و تحقيق الإندماج الاقتصادي و السياسى من أهم أولويات مجموعة البيركس.
و من أهدافها تعزيز الأمن و السلام علي مستوي العالم لتعزيز الإقتصاد و الأستقرار السياسى.
وترعي مجموعة البيركس تقديم المساعدات الإنسانية للدول المعرضة للكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى قضايا الأمن الغذائي، و لم تسهي عن التطور التكنولوجي و دعم العلوم و التعليم و البحوث الأساسية، و التعاون في ترشيد الطاقة.
أنشاء مصرف التنمية في عام 2015، لتقديم بديل أخر عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، و الهدف منه الحصول علي قروض بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنية التحتية، كالتعليم و الصحة، و صندوق الإحتياطي لتوفير الحماية من ضغط السيولة العالمية و قضايا العملة.
شروط الإنضمام إلى مجموعة البيركس
تشترط المجموعة شروط للإنضمام لها؛ لتضمن المجموعة زيادة قوتها بالدول المنظمة، و تتضمن هذه الشروط الآتي:
- مقدرة الدولة علي النمو الإقتصادي السريع.
- وجود علاقات ثنائية بين الدولة المنضمة و كل دول المجموعة.
- أن يكون إقتصاد الدولة رائداً فى منطقتها.
- يجب على الدولة المنضمة توفير موقع إستراتيجي للتجارة الدولية.
- الاستقرار السياسي ضرورة قصوي للإنضمام للمجموعة.
زيارة وزير العدل المصري لتجمع البريكس
و قد شارك وزير العدل المستشار عدنان فنجري اجتماع تجمع البريكس في موسكو، ألقي فيه كلمة يؤكد حرص مصر بكل مؤسساتها في المشاركة الفعالة بتجمع البريكس، و في مجمل كلمته وضح أهمية التعاون بين دول البريكس في حماية الأمن، و التعاون القضائي بين دول المجموعة، لمحاولة التغلب علي الجرائم المتعددة الجنسيات، و تحقيق العدالة في أحسن صورها.
حرص المجموعة على إنضمام بعض الدول العربية لها
دخلت مصر و الامارات و إيران و إثيوبيا إلى مجموعة البيركس في أوائل 2024، ورغبت الارجنين الدخول للمجموعة، ولكنها تراجعت عن الطلب لبعض التحفظات علي أداء بعض دول المجموعة بالنسبة إليها، و مازالت السعودية تدرس طلب أنضمامها للمجموعة و توافقها مع أقتصادها و الأستفادة المشتركة بين مصالحها و مصالح دول مجموعة البريكس.
تمثل دخول الدول العربية للمجموعة أثراء حضاري عربي إسلامي، و تمتع بعض الدول العربية بمخزون نفطي كبير يساعد فى زيادة الميزانية الأقتصادية لها، حيث تعتبر الإمارات العربية المتحدة وإيران من أكبر الدول المصدرة للنفط، وكذلك المملكة العربية السعودية إذا قررت الأنضمام، و تمثل إنتاج هذة الدول للنفط يعادل 42% من أمدادات النفط العالمية،
و تستهدف المجموعة تنمية قارة أفريقيا، و تطوير الإنتاج الزراعي و الصناعي، و تعزيز التعاون التجاري بين الدول العربية و دول المجموعة، وأكد على ذلك وانج يومينح مدير معهد الدول النامية القائم فى معهد الصين للدراسات، موضحًا بأن الدول النامية مصرة إلا تكون على هامش الشئون الدولية، وأن حجم الدول المشاركة في المجموعة سيعزز النفوذ الدولي لها.
الدورة ال 16 لقمة مجموعة البريكس
قامت في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024 في مدينة قازان الروسية، في حضور الدول الأعضاء الجدد و مصر في مقدمتهم، تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”، و أستمرت ثلاثة أيام، بمشاركة ممثلين لعشر دول، البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، ومصر، وإيران، والإمارات، وإثيوبيا، وشاركت السعودية تحت صفة “دولة مدعوة للانضمام لمجموعة بريكس”، وشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته ضيف.
تتصدر أوليات القمة تطور الأوضاع في قطاع عزة، بالرغم من كل الجهود المبذولة في التهدئة إلا أن إسرائيل مازالت مصرة علي أعمالها الإجرامية تجاه قطاع غزة، و تمديدها الصراع لمناطق أخري، وتعتبر مسألة إيقاف و تهدئة الأوضاع الجارية فى فلسطين و لبنان و ايران من أوليات دول الشرق الأوسط.
وعلي الجانب الاقتصادي تسعى المجموعة لعمل علاقات ثنائية تجارية بين دول المجموعة، إلا أن المجموعة لم تتوصل إلى الآن لاتفاقية منظمة للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء، غير ذلك تعدد العوائق التي تقابل عمل عملة موحدة بين دول مجموعة البيركس؛ لإختلاف أقتصاديات و أنماط التجارة داخل دول المجموعة، الإ ان التوصل لأتفاق مبدئي لإمكانية أنشاء منصة دفع و تسوية مالية رقمية للدول الأعضاء يعد بداية جيدة للسير نحو ربط اقتصادى متطور بين دول المجموعة.