اعراض مرض السكري وطريقة علاجه والوقاية منه
ينبغي على الجميع الاطلاع على اعراض مرض السكري وأهم المعلومات المتعلقة بهذه الحالة الصحية، على اعتبار أنها أصبحت شائعة بشكل كبير في هذا الوقت وتؤثر على حياة الكثير من الناس.
خصوصاً في المجتمعات ذات الدخل المنخفض حيث يؤثر نمط الحياة المتبع بشكل كبير في سير وتطور هذا المرض، بالإضافة إلى العوامل النفسية والوراثية التي تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالمرض.
وسنتحدث في هذا المقال عن أهم المعلومات المتعلقة بداء السكري وأعراضه، نظراً لأهمية الوعي تجاهه من أجل التخفيف من آثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
تعريف مرض السكري
يعبر مصطلح “داء السكري” عن الاختلال الذي يحصل في أجهزة الجسم عندما يفشل البنكرياس في إنتاج الأنسولين بكميات مناسبة، أو عندما يعجز جسم الإنسان عن استعمال الأنسولين الذي تم إنتاجه بشكل فعال.
تعتبر الزيادة في مستوى سكر الجلوكوز في الدم من أكثر اعراض مرض السكري المخفية والتي تظهر بالتحاليل المخبرية، وتكشف عن الإصابة بالمرض، على اعتبار أن هذا الارتفاع يشير إلى خطأ أو عطل في آلية ضبط سكر الدم، مما يؤدي فيما بعد إلى إحداث ضرر في بعض أجهزة الجسم وبالأخص الأعصاب والأوعية الدموية.
الأنسولين هو هرمون يتم إفرازه من خلايا بيتا في البنكرياس، وظيفته مساعدة الجسم على استعمال سكر الغلوكوز الموجود في الدم وتحويله إلى طاقة.
أنواع مرض السكري
يقسم داء السكري بحسب العامل المسبب له إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
السكري من النمط (1)
يعرف أيضاً باسم “السكري المعتمد على الأنسولين” أو”السكري الشبابي”، حيث يعاني المصاب بهذا النمط من خلل في إنتاج الأنسولين، ما يحتم عليه تعاطي الأنسولين دوائياً للحفاظ على مستوى سكر الدم بشكل مضبوط.
حتى الآن لا تزال العوامل المسببة لهذا النمط من مرض السكري مجهولة، وبالتالي فإن طرق الوقاية حتى الآن غير معروفة بعد.
السكري من النمط (2)
يؤثر هذا النمط على الآلية التي يستخدم بها الجسم هرمون الأنسولين، ما يمنعه من استعمال سكر الغلوكوز بطريقة صحيحة ويؤدي إلى ارتفاع تركيزه في الدم، وعلى المدى الطويل يمكن أن يسبب ضرراً بالغاً للعديد من أجهزة الجسم وعلى رأسها الأعصاب.
تلعب العوامل الوراثية، بالإضافة إلى السمنة ونمط الحياة غير الصحي دوراً مهماً في الإصابة بهذا النمط، وبالتالي تكمن الوقاية هنا بالمحافظة على الحياة الصحية وممارسة الرياضة بشكل دوري الأمر الذي يحد بشكل كبير من تأثير اعراض مرض السكري من النمط الثاني على وظائف وحياة المصاب.
التشخيص المبكر أحد العوامل الهامة لتقليل الآثار السلبية للمرض على الجسم، قد تكون الأعراض في البداية خفيفة وغير ملاحظة، لذلك تعتبر الفحوص الدوريّة أفضل طريقة لتشخيص المرض بشكل مبكر.
السكري الحملي
ترتفع نسبة غلوكوز الدم عن الحد الطبيعي في سكر الحمل ولكنها لا تصل إلى مستوى مرض السكري من الأنماط السابقة، ويحدث في فترة الحمل عند النساء.
اعراض مرض السكري الحملي لا تدل على التشخيص، بل يشخص المرض من خلال الفحوص التي تجرى قبل الولادة، كما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المرأة ويزيد المضاعفات أثناء الولادة، كما قد يرفع نسبة الإصابة بالنمط (2) من السكري مستقبلاً.
أسباب مرض السكري وعوامل الخطورة
يوجد العديد من العوامل التي تؤهب للإصابة بالمرض ومن أهمها:
- العوامل الوراثية
- السمنة
- نمط الحياة غير الصحي والاعتماد على الأطعمة الجاهزة
- ارتفاع ضغط الدم
- قلة النشاط البدني
- ارتفاع الكوليسترول
- أمراض الأوعية الدموية
تشخيص داء السكري
يعتمد تشخيص مرض السكري بشكل رئيسي على الفحوصات الدموية، يتم إجراء هذه الفحوصات إما بعد الشعور بالأعراض والشكل بوجود المرض، أو اعتمادها كفحوصات دورية بهدف الكشف المبكر في حال وجود تاريخ عائلي سابق للإصابة. ومن أهم الفحوصات التي يجب إجراؤها:
الاختبار | الطبيعي | مقدمة السكري | داء السكري |
فحص سكر الدم الصيامي. | 100 ملغم/دل (5.6 ملليمول/لتر) | 100 حتى 125 ملل غرام/دل | 126 ملغم/دل (7.0 ملليمول/لتر) أو أكثر |
اختبار تحمل الغلوكوز. | أقل من 140 ملغم/دل (7.8 ملليمول/لتر) | 140 حتى 199 ملل غرام/دل | 200 ملغم/دل (11.1 ملليمول/لتر) أو أكثر |
اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي. | أقل من 5.7% | من 5.7% حتى 6.4% | 6.5% أو أكثر |
اعراض مرض السكري
قد لا يشعر بعض المرضى بأية أعراض، لاسيما في بداية المرض، ولكن مع تقدم الحالة تصبح الأعراض أكثر وضوحاً وخصوصاً لمرضى السكري من النمط الثاني. ومن أبرز اعراض مرض السكري:
- جفاف الفم
ينتج جفاف الفم عن نقص إفراز اللعاب من قبل الغدد اللعابية، ويشكل عرضاً للكثير من الحالات الصحية ومن بينها السكري، كما أنه يعتبر مشكلة بحد ذاته ويؤدي إلى العديد من المضاعفات غير المرغوبة مثل نخور الأسنان والتهابات اللثة.
- رائحة الفم الخلونية
انبعاث رائحة حامضية، أو تشبه رائحة الخل من الفم قد يشير إلى الإصابة بارتفاع سكر الدم، حيث تعتبر رائحة الفم الكريهة دليلاً مميزاً للعديد من الحالات الصحية الأخرى كأمراض الكلية والسمنة وأمراض الكبد.
- انخفاض الوزن دون أسباب واضحة
يحدث هذا الأمر نتيجة بقاء سكر الغلوكوز في الدم وعدم دخوله إلى الخلايا والاستفادة منه، الأمر الذي يؤدي إلى عمل الجسم على حرق الدهون لتأمين مصدر طاقة بديل لخلاياه.
- الإرهاق
يتنج الإرهاق عن عدم حصول خلايا الجسم على الطاقة الكافية، بالإضافة إلى اعراض مرض السكري الأخرى التي يمكن أن تجعل المريض في حالة من التعب الجسدي والنفسي.
- تشوش الرؤية
يحدث لدى مرضى السكري ضبابية وتشوش في الرؤية بسبب بداية تلف الأوعية الدموية الموجودة في الشبكية نتيجة لارتفاع تركيز السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة في العين إذا لم تتم المعالجة وتخفيف الأعراض.
- بطء في التئام الجروح
يكون التئام الجروح بطيئاً لدى المصابين بمرض السكري، وذلك لأسباب عديدة منها ضعف المناعة وتأذي الأوعية الدموية الصغيرة بالإضافة إلى قلة الأكسجين الواصل إلى الخلايا، الأمر الذي يؤدي إلى أحد أكثر اعراض مرض السكري شيوعاً وهي الجروح المزمنة.
الوقاية من مرض السكري
على الرغم من عدم وجود طريقة لمنع الإصابة بالسكري من النمط الأول، ولكن توجد بعض الأمور التي تسهم في تقليل احتمالية الإصابة بأنواع السكرى الأخرى، وعلى رأسها ممارسة الرياضة بشكل مستمر والحفاظ على نمط الحياة الصحي والتخلص من الوزن الزائد.
ولا ننسى أهمية التغذية الصحية، والاعتماد على الأطعمة الطبيعية كجزء أساسي من الغذاء اليومي، تساعد هذه الامور عند الالتزام بها على التخفيف من اعراض مرض السكري، والتقليل من تأثيراته السلبية على حياة الفرد.
علاج مرض السكري
في الواقع، يوجد ثلاث طرق رئيسية للسيطرة على داء السكري، وفيما يلي نستعرض هذه الطرق بشكل مبسط من الأبسط إلى الأعقد:
تغيير نمط الحياة
يشمل تغيير نمط الحياة عدة نقاط هامة، مثل الرياضة الملائمة والتي تعتبر أساسية لمواجهة المرض، كما يجب اتباع نظام غذائي صحي وسليم والابتعاد عن الوجبات الجاهزة والأغذية السكرية، كما يعتبر تخفيض الوزن من الأمور الأساسية لمواجهة داء السكري وخصوصاً في بداية تطور المرض.
الأدوية الفموية
فيما يلي مجموعة من أبرز الأدوية التي توصف للمصابين بمرض السكري، مع وجوب التنويه بأنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال تناول هذه الأدوية بدون إشراف طبي:
- الميتفورمين (Metformin)
- السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
- الثيازوليدينيديونز (Thiazolidinediones)
- ميغليتينيد (Meglitinides)
- مثبّطات أنزيم ألفا – غلوكوز (Alpha-glucosidase inhibitors)
- مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز
- أدوية الببتيدات الشبيهة بالغلوكاغون (Glucagon-like peptide-1)
الحُقن لعلاج مرض السكري
يوجد نوعان من الحُقن التي توصف لمريض السكري، وهي:
الأنسولين
رغم فعالية الأنسولين وشيوعه، إلا أنه غير متقبل من قبل المرضى بشكل كبير، نظراً لعدم رغبتهم في أخذ الحقن بشكل يومي، عموماً يوجد نوعان من الأنسولين يمكن استخدامهما في علاج مرض السكري:
- أنسولين طويل الأمد: حقن يومية تؤمن للمريض الكمية المطلوبة من الأنسولين، ويتم إعطاؤه بالتشارك مع أدوية فموية أخرى، كما أنه متقبل بشكل جيد من قبل المرضى نظراً لعدم الحاجة لأكثر من حقنة يومياً.
- أنسولين قصير الأمد: يعطى بعد تناول الوجبات خلال اليوم، ويتم ملائمة كمية الطعام في الوجبة الواحدة مع كمية الأنسولين الذي سيعطى بعدها.
البراملينيتيد
يعطى هذا الدواء بشكل مرافق للأنسولين عن طريق الحقن.
تسهم هذه الحقن وغيرها من الأدوية والعلاجات في تخفيف اعراض مرض السكري والحد من تأثيراتها، ولكنها لا تؤدي إلى الشفاء وزوال المرض نهائياً حيث يجب متابعة العلاج بشكل دائم حسب تعليمات الطبيب وعدم قطعه من تلقاء نفسك.