مصر”كلمة سر”هزيمة إسرائيل بالقدس وغزة بنظرية”مسافة السكة”

مصر”كلمة سر”هزيمة إسرائيل بالقدس وغزة بنظرية”مسافة السكة”

يبدو أن عودة الدولة المصرية لريادتها بالمنطقة بات أمرا واقعا لا محالة،بعدما اعتقدت إسرائيل أن غطرستها العسكرية ضد غزة قد تخمد نيران الرفض العربى بشأن مخطط ضم القدس الذى حاولت تل أبيب تمريره بعهد الرئيس الأمريكى السابق ترامب. 

الدور المصرى بأزمة غزة كان له الأثر البالغ فى التهدئة مع الجانب الإسرائيلى، مما ساهم بحقن دماء الفلسطينيين بالقطاع،وأوقف مخطط إسرائيل بشأن افتعال أزمة مع مصر من جانب الفصائل باتجاه سيناء كذلك. 

 

حماس تضع المصيدة لإسرائيل

قيام إسرائيل بشن عدوانها على قطاع غزة قد يكلفها كثيرا بشأن صناعة تأييد دولى وعربى حقيقى تجاه إقامة الدولتين.

ذلك المصطلح الذى ظل يتردد صداها من أجل خلق حالة من التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينين،بعد ما بات وجود هذا الكيان الصهيونى على تلك الأراضى العربية كسياسة واقعية بلا مفر.

فى وجود استقواء متكرر من إسرائيل ضد حماس،فى وقت نجحت فيه حركة حماس أن تكتسب صفة المقاومة الشرعية لقضية فلسطين.

وذلك بعد موقف حماس المناهض من الممارسات الإسرائيلية ضد حى الشيخ جراح الواقع بالقرب من القدس.

استطاعت حماس أن تنظف أيديها جزئيا من تلك التهم التى تكال إليها بأنها حركة جاءت لتحقيق مكاسب سياسية فقط، وذلك عبر انخراطها بشكل مضاد ضد مخطط إسرائيل بالقدس.

مصر تتبنى سياسة جديدة بحرب إسرائيل على غزة.

على الرغم من الاختلاف السياسى بين مصر وحماس إبان أحداث يناير التى لعبت فيها الأخيرة دورا قذرا عبر اختراق السجون المصرية،إلا أن تعامل مصر مع الأزمة الأخيرة برهن على تنامى استراتيجية السياسة المصرية فى عدم تعزيز منهجية الانفصال بين القطاع والقضية الفلسطينية فى الأساس.

لم تمنح مصر إسرائيل الفرصة لتوجيه الضغط باتجاه الحدود المصرية من قبل حماس،ومن ثم استهدفت مصر تفخيخ محاولات تفجير الوضع عبر تلك المساعدات التى ذهبت إلى غزة،فى وجود نية مصرية حقيقية لحل الأزمة.

مصر تقوض مخطط إسرائيل نحو القدس بدء من غزة.

حديث الرئيس السيسي عن أبعاد أمن مصر القومى تعيه إسرائيل جيدا،فأيدى إسرائيل العابثة بملف سد النهضة ليس بعيدا عن مراقبة مصر.

وذلك لأن إسرائيل تستوعب كذلك سعى مصر لترميم أمنها القومى الذى تصدع كثيرا خلال الحقبة الماضية،ولهذا تسعى تل أبيب لحصار مصر بتلك القضايا السياسية لوضع عقبة كؤود ضد عودة قيادتها للمنطقة.

عدم الرغبة المصرية فى تمرير مشروع ضم القدس لإسرائيل ظهر جليا بالمطالبة المصرية بحل الدولتين،وسط محاولة مصرية لحفظ أدبيات الصراع بين إسرائيل وفلسطين بوجود قوة تحمل السلاح فى وجه إسرائيل.

وذلك لرؤية الدولة المصرية التى لن تتغير كون إسرائيل العدو الأول للمشروع العربى وليس حماس الذى تختلف معها مصر سياسيا وليس أيديولوجيا مثل الصهاينة.

تقويض مصر لإسرائيل بغزة يرمى إلى عدم عودة الإرهاب للمنطقة من خلال مخطط انطلاق إسرائيل نحو تهويد القدس،فى ظل القلاقل التى تموج بها المنطقة.

ولهذا سوف تسعى مصر بشكل أو بأخر نحو دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، ولكن تبقى القدس هى المعضلة الحقيقية لذلك التى بعتبرها كلا الطرفان عاصمة لدولتهما.

مصر تروض إسرائيل لعزل تهديداتها ضد أمنها القومى.

أثارت تصريحات الجيش الإسرائيلى بشأن استهداف أى قوافل إغاثية للهلال الأحمر غضب الجانب المصرى،الذى سارع بالتأكيد على أن تلك الخطوة التصعيدية من جانب إسرائيل تعد استهدافا مباشرت للقوات المصرية.

والتى تمثل تغييرا نوعيا فى العلاقلت بين الجانبين، وبوجه خاص تلك التى تتعلق بالأمن العربى الذى جاءت كثيرا بأحاديث السيسي التى أشار لها بما يعرف ب”مسافة السكة” ،والتى قد يجعل من تلك المنطقة امتدادا لسيادة الأمن القومى المصرى ضد أى مخططات قد تبدل معالم خريطة الشرق الأوسط وفقا لمصالح أطراف آخرى من بينها تركيا.

نرحب بتعليقات حضراتكم فشاركونا آرائكم.