مقبرة توت عنخ آمون ايقونة مصر الخالدة.. حكاية الفرعون الذهبي المحير ولغز وفاته!

مقبرة توت عنخ آمون ايقونة مصر الخالدة.. حكاية الفرعون الذهبي المحير ولغز وفاته!

دعونا نعود بالزمن إلى يوم خالد في تاريخ مصر، انه الرابع من نوفمبر عام 1922، وتحديدا الساعة العاشرة صباحًا، ها هو العالم الإنجليزي “هوارد كارتر” يعكف على اجراء مسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب الأقصر، وفجأة يعثر على عتبة حجرية تؤدي إلى مقبرة ملكية.

القفل الخاص بمقبرة توت عنخ آمون
القفل الخاص بمقبرة توت عنخ آمون

 

قادت العتبة كارتر إلى غرفة، فكان بذلك أول انسان تطأ قدمه أرض هذه الغرفة منذ أكثر من 3000 سنة، وعثر في البداية على صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وكان بداخله التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون، وتوالت الاكتشافات المذهلة لكنوز المقبرة الملكية، فعثر على القناع الذهبي الرائع والمكحلة الخاصة بالملك ومسند الرأس المصنوع من الخشب وكرسي العرش المصنوع من الخشب والمطلي بالذهب حتى انه عثر على المحتويات الكاملة للمقبرة تقريبا.

انتشر خبر اكتشاف المقبرة في جميع أنحاء العالم، فكنز الملك توت عنخ آمون أول كنز ملكي يعثر عليه بشكل كامل، كما انه ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشر، أزهى عصور الدولة الحديثة، حيث الحملات العسكرية والعلاقات التجارية، وقد أزالت هذه المقبرة الكثير من الغموض عن كيفية اعداد المقابر الملكية، من خلال تزويدها بأمتعة الحياة اليومية، والأثاث والأدوات والمعدات الحربية، والأبواق الخاصة بالملك المصنوعة من الفضة والنحاس.

كان توت عنخ أمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وحكم مصر من 1334 إلى 1325 ق.م في عصر الدولة الحديثة. وتولي الحكم وهو في سن 9 سنوات، ويرجح معظم خبراء علم الآثار أن توت عنخ آمون كان ابن أمنحوتب الرابع المشهور باسم أخناتون، وتراوحت فترة حكمه من 8-10 سنوات، وأظهرت المومياء الخاصة به أنه كان شابًا دون العشرين من العمر عند وفاته، ولكن وفاة فرعون في هذا السن المبكر، دفع إلى الكثير من التساؤلات، والتكهنات، وهنا أجريت الأبحاث والدراسات التي مازالت تكتشف الكثير من الغموض عن أعظم حضارات الدنيا.

وكان آخر ما توصلت إليه هذه الأبحاث عام 2010، هي أنه بعد تحليل الحمض النووي لمومياء الملك توت عنخ آمون، تبين أنه اصيب بطفيل الملاريا، وتوفي نتيجة المضاعفات التي نتجت عن المرض، كما اشارت الاشعة إلى إصابته بأمراض جينية ووراثية متعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وهو ما عجل بوفاته.

وعند الربط بين ما كشفت عنه الاشعة من اصابته باعوجاج في العمود الفقري والرسوم الجدارية الخاصة بتوت عنخ آمون اتضح انه كان يطلق السهام وهو جالس على العربة التي تجرها الخيل، كما ان العثور على 100 عصاة للمشي، كان أمرا مثير للحيرة، حيث اعتقد في البداية انها تمثل السلطة والقوة، ولكن اتضح أنها عكازات قديمة كان يستخدمها في السير.
وقد دحضت هذه الدراسات الفكرة التي كانت تشير إلى مقتل الفرعون الصغير، حيث تبين ان الثقب الموجود في الجمجمة كان بسبب عملية التحنيط، غير انه كان هناك كسر في عظم الساق، يرجح أن يكون له دور في وفاته.