مقهى أندريا.. قصة أول ملتقى لليونانيين في مصر

مقهى أندريا.. قصة أول ملتقى لليونانيين في مصر

مقهى أندريا.. قصة أول ملتقى لليونانيين في مصر

عندما تسأل عن المقاهي القديمة أو التراثية في مصر قد يخيل إليك بأن لا يوجد سوى مقاهي روايات نجيب محفوظ.

كالجمالية والفيشاوي وغيرهم، ولا يأت إلى مخيلتك أبدًا أن هناك مقاه كثيرة عتيقة لا تزال تنبض بالحياة.

مثل مقهى أندريا، ذلك المقهى التاريخي الأثري، الذي يقبع داخل أروقة محافظة الدقهلية، وبالتحديد بجوار مديرية أمن الدقهلية.

وعلى خطوات قليلة من نيل المنصورة، ليرى ذلك المقهى المختلف الطراز، الذي تعلو لافتته كلمة “كافتيريا أندريا”.

مقهى أندريا..

واحد من أشهر معالم مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، أنشأه الخواجة اليوناني كوستاسيوس أندريا، عام ١٩٠٧.

ليكون المقهى والملتقى الأول لليونانيين في المنصورة ومصر بأكملها.

لكن يشاء القدر ويرحل الخواجة اليوناني، ويبتاعه يوناني آخر، وبدوره يبيعه إلى الحج حسين عثمان عام ١٩٥٨.

ليكون الشاري الأخير للمقهى، والذي رفض تغيير اسمه أو معالمه، ويوصي بذلك أبناؤه من بعده، الذين بدورهم نفذوا وصية أبيهم.

تاريخ مقهى..

منذ عام ١٨٤٣ وقد بدأت أعداد كثيرة من أبناء الجاليات اليونانية في الاستقرار بمصر وخاصة بالقاهرة والاسكندرية.

لكن مع ذلك لم تخل مدينة المنصورة من اليونانيين، فقد وفد إليها واستقر بها أعداد لا بأس بها.

وقد كانت الجاليات اليونانية بها لا تقل أهمية عن الجاليات اليونانية بالإسكندرية، من الناحية الثقافية والتجارية والاقتصادية.

الخواجة أندريا..

ومنذ ذلك الوقت وقد قطن الخواجة أندريا مدينة المنصورة، واختلط بأهلها وتحدث بلهجتهم ممزوجة بلكنته اليونانية.

ومن ثم بنى مقهاه ذو الطراز الإيطالي المميز والمختلف المطل على النيل، والذي تحفه الأشجار لتعطيه منظرا أكثر جمالا.

ليعطيه مذاق تراثي خاص بالزمان والمكان، ويصبح ملتقى لتجار القطن والمحاصيل بالدلتا.

لكن يشاء القدر ويبدأ اليونانيون وجالياتهم بالعودة إلى أوطانهم مرة أخرى، ليبيع الخواجة مقهاه لخواجة آخر.

الحج حسين عثمان

ليبيعه الأخير ويعود إلى بلده، ويصبح ملكا للحج حسين عثمان، الذي احتفظ بكل ذرة في المقهى.

ومن ثم أصبح المقهى ملتقى للأدباء والفنانين المصريين، خاصة أبناء المنصورة منهم، مثل أنيس منصور وكمال الشاعر وأم كلثوم وفاتن حمامة.

وحتى الآن فالمكان لايزال ملتقى تجمع كبار السن ومحبي الهدوء، والمكان المفضل للعديد من الشباب.

أجواء من عالم آخر..

فالمقهى لا يزال محتفظا بعراقته وأصالته، فالناس فيه لا يزالون يسمعون إذاعة الأغاني على الراديو إلى جانب نشرة الأخبار.

رغم أن ما يحيط بالمقهى من هدوء قد تلاشى، لكنك عندما تدخل المقهى لأول وهلة ستجد نفسك في عالم آخر.

عالم قد تكون ظننته فنى اندثر، اللوحات القديمة على الجدران، وصوت الراديو يبث من زاوية ما، يخطفك لعالم جميل بعيد.

مقهى أندريا
المقهى والملتقى الأول لليونانيين في الدلتا

 

أنشأه الخواجة اليوناني كوستاسيوس أندريا، عام ١٩٠٧

هبة معوض تكتب.. دعهم يقرأون