الانسان البدائي.. شكل الحياة ونظرية تقاسم الطعام

الانسان البدائي.. شكل الحياة ونظرية تقاسم الطعام
Homo ergaster landscape. Artwork of Homo ergaster male and female hominins (right) walking across African savannah during the Pleistocene. H. ergaster is one of several extinct hominin species that form part of the human evolutionary tree. It lived between 1.8 and 1.3 million years ago. Famous fossils of H. ergaster include 'Turkana Boy' (1984), found in the Koobi Fora region, near Lake Turkana, Kenya. The animals are giraffes, an elephant, antelopes, zebra, and a hyena. For a similar scene, see C015/5358.

بماذا تخبرنا المواقع الاثرية الأولى عن السلوك البشري البدائي؟ ماذا تقدم لنا المواقع الأثرية الافريقية الأولى بعد أن نالت قبول كبير في السبعينات على انها الشاهد الأول على نشاط الإنسان البدائي؟ وفي هذا الاطار حظي التفسير الذي قدمه عالم الاثار جلين اسحاق Glynn Isaac عام 1978 بقبول واسع النطاق، وعرف باسم نظرية تقاسم الطعام. ووفقا لتلك النظرية تكون القطع الاثرية والعظام الموجودة في موقعي أولدوفاي Olduvai وكوبي فورا Koobi Fora دليل على الأسلوب المعيشي لأشباه البشر proto-human، حيث كان الصيادين وجامعي الثمار يجلبون اللحوم وغيرها من الطعام للاستهلاك.

الانسان البدائي

 

ويعد موقعي زنجانثروبو Zinjanthropus أو Flk في أولدوفاي Olduvai و FxJj 50 في كوبي فورا من الأمثلة البارزة على هذا النشاط للانسان البدائي. وتوضح نظرية تقاسم الطعام من الناحية التفصيلية أن الصيادين وخاصة الذكور منهم كانوا يتشاركون المحاجر مع غيرهم من الأفراد في المنظومة الاجتماعية من الشباب والإناث الذين شاركوا في النظام الغذائي من خلال جمع الأطعمة النباتية واصطياد الحيوانات الصغيرة. ولذلك فإن السمات المميزة للمجتمعات البشرية الحديثة مثل تنظيم الأسرة وتقسيم العمل وفقًا للنوع تمتد جذورها إلى فترات الماضي الأولى.

يعتقد علماء الاثار أن لديهم مبرراتهم حول هذا السيناريو بسبب اعتمادهم على أدلة أثرية تصل بين الحاضر والماضي. فيمكن ملاحظة تركيزات متراكمه من القطع الاثرية وبقايا الأطعمة حول المخيمات الحديثة للصيادين وجامعي الثمار. وقد تم العثور على ميزات مشابهة في سياقات أثرية حديثة نسبيًا كما هو الحال في مواقع الأمريكيين الأصليين في أمريكا الشمالية أو مواقع العصر الحجري المتأخر في افريقيا وأوروبا، ولم يتم حسم هذه المواقع الأخيرة التي تمثل المخيمات.

يشبه موقعي Dk وFlk تلك المخيمات السابقة، وقد صنفها المنقبون في البداية على أن لكلاهما نفس الطبيعة. كان من المفترض أن تكون نفايات العظام داخل المواقع بما في ذلك بقايا الهياكل العظمية لمجموعة كبيرة من الحيوانات الكبيرة والصغيرة في الأساس نتيجة للنشاط البشري. ومن ثم يبدو أن أشباه البشر هؤلاء كانو يأكلون اللحوم، وقد تجمعت بقايا الطعام وتركزت في ما يشبه أساسات المنزل، ومن المرجح انهم كانوا يتبادلون اللحوم فيما بينهم.

وجه لويس بينفورد Lewis Binford انتقادات حادة لنظرية تقاسم الطعام في بدايات الثمانيات. ودارت معظم انتقاداته ونقاشاته حول موقع FLK في أولدوفاي جورجي Olduvai Gorge حيث حفريات زنجانثربوس Zinjanthropus  التي تم العثور عليها هناك. ويعد موقع FLK من اكثر المواقع التي حظيت بالدراسة الكاملة للطبقات المعيشية الأرضية. تحدي بينفورد تفسيرات موقع FLK من جانبين؛ الجانب الأول هو أنه موقع أثري غير مكتمل بشكل عام، بالاضافة إلى أن الفترة الزمنية التي تكونت فيها حفريات ورواسب هذا الموقع ليست معروفة، ومن ثم فإن العلاقة بين القطع الأثرية والعظام غير واضحة. أما الجانب الثاني فهو التحليل الإحصائي الذي أجراه بينفورد لعظام الحيوانات اعتمادًا على البيانات الأولية الواردة في بحث ماري ليكي Mary Leakey 1971.

توصل بينفورد إلى أن تجمعات عظام الحيوانات لا تشبه ما يمكن أن يطلق عليه بنفايات أو بقايا الصيادين، وبدلاً من ذلك قال أن أشباه البشر قاموا بمسح وتنظيف مواقع القتل لغيرهم من المتوحشين للتخلي عن الأجزاء التشريحية ذات المنفعة الغذائية المنخفضة، (بينفورد 1981: 282). في الواقع قلب بينفورد نظرية تقاسم الطعام رأسًا على عقب، ووصف موقع FLK لأشباه البشر بأنه مجرد موقع لجامعي النفايات.