هبة معوض تكتب.. من المسؤول؟!

هبة معوض تكتب.. من المسؤول؟!

هبة معوض تكتب.. من المسؤول؟!

لاحظت من خلال بعض الأحداث الماضية، أن الشعب المصري غالبيته، قرر أن يشترك في صفتين، توحد شخصيته، أو تقربها.

الأولى.. العلم ببواطن الأمور..

الكل يعرف كل شيء، والكل لديه حل لكل شيء، والكل لديه مصدر قال له كل شيء.

لا يوجد من يسمع أو يعرف لأول مرة، وإذا وجد ذلك الشخص، فإنه يصبح بمثابة الجاهل غير المثقف.

الغريب في ذلك.. أنه كيف لأشخاص يرون أنفسهم عارفين ببواطن الأمور، ومحقين في آراءهم دائما، وفي الوقت نفسه غير مسؤلين؟!

الثانية.. الإنكار وعدم تحمل المسؤولية

نحن شعب أكثريته اشتركت في صفات كل فرد منه صفة الإنكار، سواء لقول أو فعل، وكل همه ألا يكون السبب فيما يحدث.

فكل فرد يرى أنه ليس سبب في أي مشكلة، وأنه ليس مسؤول عن أي خطأ يحدث، فيما يخص أي شيء.

العجيب أن ذلك لا ينطبق على فئة معينة دون غيرها، بل ينطبق على الجميع، من أكبر الأشخاص مكانة حتى الأطفال.

فلو تأملنا مواقف الأشخاص من أي فئة بشكل تدريجي، بدءا من كبار المسؤولين أو عامة الشعب، أو الأطفال، سنجد أن..

كبار المسؤولين..

لو لاحظنا الأحداث في مصر، خلال الفترة القليلة الماضية، في أي قطاع من القطاعات، سواء النقل والمواصلات، أو التعليم، وغيرهم.

سنجد أن الكل يخرج لتبرئة نفسه من تحمل أي مسؤولية، ليلقي اللوم وأسباب التقصير على غيره، وأنه يجب ألا يلام.

إذا تطرقنا للتعليم..

التعليم في مصر كان في السابق على وشك الانهيار، لكن حاليا فهو انهار بالفعل..

ومن هنا إذا تحدثت في ذلك، ستجد كم من الحجج والمبررات التي تؤكد عدم مسؤولية أي من مسؤولي القطاع..

وأن هناك خطط وأنظمة نسير عليها، لننهض به، وكل ما يحدث ويراه أهالي الطلبة يؤكد نجاح ما يقال!!

النقل والمواصلات..

هذه القضية خاصة لا يمكن إلقاء لوم أحد من المسؤلين الحاليين عليها، وبالفعل بيتم العمل على تطويرها.

نقيس على ذلك كل المشاكل التي تحدث في أي قطاع من القطاعات الأخرى، ولا نهاية للحديث.

الشعب..

جميع فئات الشعب، من رجال ونساء، لديهم القدرة على تحليل كل القضايا والأشياء، جميعهم يعرفون الحقيقة.

الشعب بأكمله لديه حل لأي أزمة اقتصادية، وأي مشكلة اجتماعية، أي فتوى دينية يلقيها، والكل عالم في السياسة، حتى الطب الكل على دراية به.

وهنا خصيصا لي أن أطرح بعض الأسئلة لهؤلاء الأشخاص، أو لكل من يرى أنه أوجد الحل الأمثل لأية مشكلة..

هل تعتقد أن ما تقدمه من حلول لم يأتي ببال المتخصصين بالشأن؟!

هل ترى نفسك جدير بأن تلقي حكم على من بيدهم الشأن وأنك على علم بكل شيء؟!

بالطبع الإجابة لا، لكن الفكرة تكمن في أن لا أحد يريد أن يظهر أمام غيره من رأيه بمظهر الجاهل.

أخيرا الأطفال..

بالطبع قد يوجه البعض الانتقاد، لوضع الأطفال كمذنبين في فكرة كالسابقة، لكن مهلا..

بالنسبة لي، هذه الفئة يجب أن تصنف كالتالي..
أولا.. الأطفال الحقيقيون، الذين يتعاملون بتلقائية، وهؤلاء ليس عليهم لوم في شيء.

ثانيا.. وهم الأهم، من يصنفوا كأطفال، نظرا لعمرهم، وهؤلاء بالفعل وجدوا بيننا، ليمثلوا كارثة للمجتمع.

لا أحد يعلم هل يعاقبهم على ما يرتكبون من أخطاء، بحكم إدراكهم لما يفعلون، أم لا يعاقبوا، لتصنيفهم كأطفال.

خلاصة ما سبق..

لا يمكن الجزم بأن ذلك الحديث ينطبق على الجميع، لكن إذا تأملنا أنفسنا ومن حولنا، سنجد أن الكل لا يحمل نفسه أي خطأ أو مسؤلية، ولا يصمت في أي حديث.

وتأكيد لما سبق نجد أنه عند إلقاء السؤال.. من المسؤل؟ ستجد الكل يلقي اللوم على أي شخص، سوى نفسه، وستلاحظ أيضا أن الكل لديه إجابة للسؤال.

من ابتدع التنمية البشرية؟!