هل أخذنا حضارتنا عن الصين؟

هل أخذنا حضارتنا عن الصين؟

هل أخذنا حضارتنا عن الصين؟

من المعروف والمسلم به لدى العالم أجمع أن الشرق الأقصى والشرق الأدنى، أي العالم الإسلامي والصين، هم منبع الحضارات، وأن هناك تشابه كبير إلى حد ما في فنون الحضارتين.

يرى البعض أن العالم العربي والإسلامي استمد حضارته الفنية من الصين، والبعض الآخر رأى عكس ذلك.

من ثم حاول الباحث والعالم الأثري والتاريخي، زكي محمد حسن، أن يوضح لنا حقيقة صحة تلك الأقاويل من كذبها.

وذلك في كتابه الصين وفنون الإسلام، وقبل بدء الحديث عن الكتاب، لنا أن نعرف أولا من هو صاحبه، وهل هو جدير بالتصديق أم لا.

عن المؤلف.. زكي محمد حسن

زكي محمد حسن، هو عالم أثري مصري، ولد بمدينة الخرطوم سنة 1908، لكن نشأ وتعلم في القاهرة.

له العديد من الأبحاث والدراسات الأثرية والتاريخية، كما عمل مدرسا للتاريخ والآثار في جامعة بغداد.

كما أنه عين أمينا لدار الآثار العربية بالقاهرة.

من أعماله

التصوير في الإسلام عند الفرس، التصوير وأعلام المصريون في الإسلام، الرحالة المسلمون في العصور الوسطى، مصر والحضارة الإسلامية

وأيضا.. كنوز الفاطميين، الفن الإسلامي في مصر، والصين وفنون الإسلام.

في البداية..

قبل الحديث عن الكتاب جدير بالذكر قول أ، الكتاب بالفعل مختلف تماما في محتواه عن الكتب الأخرى، والكاتب يتحدث فيه بأسلوب بسيط للغاية.

كان التجربة الأولى لي مع زكي محمد حسن ومع كتب الفنون أيضا، الكتاب من إصدار مؤسسة هنداوي، يتكون من 113 صفحة.

يتضمن الكتاب ما يلي..

العلاقة بين الصين والشرق الأدنى، التحف الصينية والفنانون الصينيون في الشرق الإسلامي، إعجاب المسلمين بالتحف الفنية الصينية، مظاهر الأثر الصيني في الفنون الإسلامية.

حول الكتاب..

كتاب ممتع، يتحدث عن العلاقة بين الصين والشرق الأدنى في العصر الإسلامي، متمثلا في الغالب بتاريخ العهد الصفوي والتيموري الإيراني، من حيث إعجاب ومحاكاة المسلمين للتحف الفنية الصينية.

والذي ظهر منذ بدء تاريخ العلاقة التجارية السياسية بين الصين والشرق الأدنى، مشيرا إلى وأيضا ما أضافه المسلمون على تلك الفنون الزخرفية والتصويرية التي نقلوها عن الصين.

كذلك يوضح تأثير الفنون الصينية في الإسلام، وتأثير الإسلام فيها، ثم يوضح مظاهر الأثر الصيني في الفنون الإسلامية.

مثل الورق وتقليد التحف الصينية خاصة الخزف مثل الخزف الابيض والبورسلين، والسحنة المغولية وتجاوز الدولة الإيرانية عن تحريم التصوير.

والدقة ومحاكاة الطبيعة في رسوم الحيوان والنبات ورسم الصور الشخصية والتعبير عن الحركة والحياة في الرسم، والعديد من الآثار الأخرى.

في النهاية يعرض صور لعدة لوحات من تراث الفن الصيني، محاولا شرح كل لوحة.

نخلص من ذلك إلى..

الكاتب حاول شرح العلاقة التجارية والسياسية بين كل من الشرقين الأقصى والأدني، موضحا كيفية تأثير تلك الفنون فينا خلال الصور التاريخية.

إضافة لذلك فهو لم ينكر ما أضافه المسلمون على تلك الفنون، أثارت إعجاب الصين نفسها.

كما وضح الفوارق بين الرسوم الصينية والإسلامية والرسوم الغربية، خاصة البشرية منها.

من أهم ما ورد بالكتاب..

تأثير الفنون الصينية على الإسلام لا يدل على سيطرتهم.. بل يدل على إعجاب المسلمون بهذه الفنون.

بدأ انبهار الفاتحين العرب بالفنون الصينية في أواخر القرن الأول الهجري في مدينة فرغانة.

مدينة فرغانة التي كانت تحتوي على عدد كبير من الصينيون ومن هنا بدا اتصال الصين بالعرب.

الفن الصيني اسهم بشكلٍ كبير في تطور الفن الإسلامي من خلال ادخال الألوان ورسم الصور الشخصية والزخرفة.

أكثر الدول الإسلامية تأثرا بالصين كانت إيران، لذلك جاءت ذروة أسر الرسامين في العهد الصفوي الايراني.

الفقهاء عارضوا الإيرانيين في تحليلهم للرسم بقولهم أن هذا تنافس مع خلق الله.

رسم الغرب يختلف عن رسم دول آسيا..

الغرب يركزون على تفاصيل جسم الإنسان أما دول أسيا فيهتمون بإضافة المناظر الطبيعية للرسمة والألوان البراقة.

رسم دول أسيا يطلق عليه.. التعبير عن حركة الحياة.

من مظاهر الاثر الصيني في الفنون الاسلامية..

الورق، وتقليد التحف الصينية خاصة الخزف مثل الخزف الأبيض، ومحاكاة الطبيعة في رسوم الحيوان والنبات، رسم الصور الشخصية، التعبير عن الحركة والحياة في الرسم.

نهاية الحديث..

يمكن اختصار كل ما سبق من خلال كلمة دكتور زكي محمد حسن حول ذلك كالتالي..

أثر الأساليب الصينية في الفنون الإسلامية لا يدل على سيطرة الصين، ولم يكن مصدره سيادة عناصر ذات ثقافة صينية، وإنما يشهد إعجاب المسلمين بتلك الأساليب.

لذلك فالإجابة على سؤال.. هل أخذنا حضارتنا عن الصين؟ تكون أن حضارتنا جاءت محاكاة وإعجاب بالحضارة الصينية.

لماذا كذب موريس بوكاي الكتب المقدسة؟