هل كانت البؤساء تجسيدا لحياة ڤيكتور هيجو؟
هل كانت البؤساء تجسيدا لحياة ڤيكتور هيجو؟
البؤساء، رائعة ڤيكتور هيجو، التي ترجمت إلى كل لغات العالم، ولازالت تطبع حتى الآن، وتحولت إلى سينما ومسرح.
الرواية الأصلية تأتي في ١٦٠٠ صفحة، اختصرت كل مترجم منها الكثير، لكن هذا لم يفقدها بريقها أبدا.
الترجمة..
وسيتم الحديث حولها الآن من مراجعة وترجمة، جاء من قبل المركز الثقافي العربي، الذي اختصر الرواية في ٤٥٤ صفحة.
البؤساء..
هي رواية لا تحتاج إلى تعريف، انتقد من خلالها هيجو، أحداث الظلم الاجتماعي في فرنسا.
والتي استطاع من خلالها تخليد تاريخ فرنسا، في الفترة ما بين ١٨١٥ بسقوط نابليون، إلى ١٨٣٢، والثورة ضد لويس فيليب.
بالنسبة لي، ف البؤساء رواية نبيلة، ذات ملامح إنسانية، عرضت كيف كان الفقر دافعا للشر والجريمة.
وكيف يمكن للخير والنبل في المعاملة، أن يغيروا حياة كاملة للإنسان، ويحولوا مجرم لإنسان صالح.
حول الرواية..
رائعة فيكتور هيجو، الرواية التاريخية البائسة التي تتطابق أحداثها مع إسمها، فتصور جزء من تاريخ الحياة الإجتماعية للفقراء في فرنسا بعد الثورة ضد لويس فيليب.
من خلال ستة أجزاء، استطاع هيجو أن يصف حياة بعض من الشخصيات الفرنسية، الحقيقية والواقعية.
فالرواية تجسد صورة بؤساء الخير والشر، ولماذا هم بؤساء، كما تحسد صورة الصراع بين الخير والشر والظلم والعدالة في مجتمع حزين.
متمثلة في حياة كل أبطالها، حيث تعرض صور القهر والظلم في فرنسا، من خلال حياة شخصياتها جميعا..
جان فالجان..
لم يجسد شخصية ثابته، سواء في الشكل أو الأفعال، فقد جسد نزعتي الخير والشر، لكن في النهاية يسود الكفاح والإنسانية.
كوزيت..
رمزت للطفولة التي سحقت بعد سقوط نابليون، ومعها كذلك الأطفال الآخرين في الرواية، مثل إيبونين وأزلما وغافروش.
جيفير..
الذي جسد صورة الشر الناتج عن الفقر والظلم، ليجبرنا رغم ذلك على التعاطف معه، والحيرة نحوه، هل يجب أن نتعاطف معه أم نكرهه.
بداية الرواية..
تبدأ الرواية بجان فالجان “الهارب النبيل” وسجنه ١٩ عام لسرقته رغيف خبز، محاولا خلالهما الهرب مرات عديدة، ومطاردته من قبل جيفير.
لتتحول بعد ذلك حيات جان فالجان ويلتقي بڤانتين ومن ثم كوزيت، اللتان يمثلان صورة من صور القهر.
فقد جسدت فانتين صورة المرأة المغلوبة على أمرها، التي اضطرت للابتعاد عن ابنتها، وتركها لأسرة تتبناها، حتى تعمل وتنفق عليها.
ثم كوزيت التي استعبدها تينارديه، لينهب مالها، إلى أن قابلت جان فالجان..
لتبدأ معه رحلة جديدة من الشقاء، تتغير فيها ملامح حياتهم لأكثر من مرة، تظهر خلالها ملامح الحب والبؤس.
لتأتي مطاردات جيڤير، رجل القانون الذي لا يعرف الرحمة، لجان فالجان، إلى أن تتابع الأحداث ويصبح هو منقذه، وسبيله للهرب.
لنرى خلالها حياة ماريوس، الفتى البرجوازي العصامي، الذي كافح في سبيل فكره، والذي أحب كوزيت.
بعد ما سبق..
بعد الانتهاء من الرواية، لم يراودني سوى سؤال واحد.. وهو، هل كانت البؤساء تجسيدا لحياة ڤيكتور هيجو؟
المتأمل لحياة فيكتور هيجو سيجد أنها جاءت مشابهة إلى حد ما ببعض أحداث حياة جان فالجان..
نجد أنه تم نفيه إلى بلجيكا ١٩ عام، وهي نفس المدة التي قضاها جان فالجان في سجنه، فالجان بسبب سرقة رغيف خبز.
ثم هروبه وتمرده على الأوضاع، أما هيجو فبسبب تمرده على الأوضاع السياسية في فرنسا.
في الرواية قاسى جان فالجان من أجل كوزيت وأيضا زواجها من ماريوس، وما رأيناه في نهاية الرواية.
أما فيكتور هيجو فقد اتجه للسياسة وعزف عن أعماله الأدبية، بعد غرق ابنته وزوجها في نهر السين.
في النهاية..
نستطيع القول أنها الرواية الوحيدة التي لن تستطيع أن تملها على الإطلاق، لأنها لازالت تجسد واقع نعيشه.
كما أن هيجو لم ينسى إلقاء النظر فيها، على الجانب الديني، من حيث أهمية وجود الذات الإلهية في حياتنا.
اقتباسات من الرواية..
البؤساء لا ينظرون ورائهم، فهم يعرفون أن النحس يلازمهم، وأن الشقاء يطاردهم.
أنت تنظر إلى النجم لسببين لأنه متلألئ .. ولأنه غامض لا يرقى إليه الإدراك.
الموت ليس شيئا، الشيء الرهيب هو ألا نعيش.