هل ليبيا على أعتاب ثورة جياع؟
تقرير: أميمة حافظ
أزمة كبيرة تعيشها ليبيا ، فى نقص رغيف الخبز في ليبيا ،أدى إلى مخاوف من اندلاع ثورة جياع.
أعلن عدد كبير من المخابز في العاصمة الليبية طرابلس، إغلاق أبوابها أمام المواطنين و حتى إشعار آخر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مكونات الخبز ، الأمر الذي أثار أزمة كبيرة وحالة إزدحام غير مسبوقة على رغيف الخبز أمام المخابز في ليبيا.
وبحسب ما نشرتة وسائل إعلام ليبية، فإن جهاز الحرس البلدي بطرابلس وعموم البلاد يواصل إغلاق المخابز التي رفعت أسعار الخبز ، وأفاد بعض المواطنين لوسائل الإعلام بأن شراء الخبز يتطلب الوقوف في طوابير تدوم لأكثر من ساعة كاملة.
ويأتي ذلك بعدما رفعت شركات المطاحن أسعارها لأعلى مستوى، من 150 إلى أكثر من 200 دينار للقنطار ، أي ما يعادل 47 دولار ، بعد ما كان يباع بـ155 دينارا فقط، أي نحو 35 دولار للقنطار، ذلك و بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات الأخرى المستخدمة في الخبز مثل الخميرة والزيت.
فقال مراقبون، أن هذا الإرتفاع أدى إلى توحيد ورفع سعر الدينار الليبي الرسمي من 4.1 دينار مقابل الدولار، إلى 48.4 دينار (كنتيجة لإجتماع مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي لأول مرة منذ ستة أعوام)، فيما قد ارتفع سعر الدينار في السوق السوداء الموازية من نحو 5.6 دينار مقابل الدولار، إلى 36.5.
ومن جانبها قالت النقابة العامة للمخابز والخبازين بطرابلس، في بيان متلفز، إن مكونات الخبز ارتفعت وأسعار المواد الداخلة في صناعة الرغيف الموجود في السوق لا تغطي تكاليف الإنتاج، مؤكدة أن المخابز ستغلق أبوابها، حتى إيجاد الحلول المناسبة.
وحمل نقيب الخبازين، سعيد بوخريص، جانبا من الأزمة لشركات المطاحن العامة والخاصة، ورفض بوخريص، تحميل أصحاب المخابز المسئولية بشكل كامل، قبل أن يلفت إلى أن اعتمادات استيراد الدقيق لم تفعّل منذ 8 أشهر، لافتًا إلى أن أسعار الدقيق تشهد ارتفاعًا منذ سنوات، “لكن هناك استغلالا واضحا للظروف الحالية من قبل الشركات المختصة”.
ونوه بوخريص، في هذا السياق إلى أن نقابة الخبازين حاولت إقناع أصحاب المخابز بالإنتظار، وعدم رفع سعر الخبز لأيام، حتى يتم إيجاد حل مع المطاحن والوزارات المعنية، لكنهم لم يستجيبوا.
و بدوره حذر رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس ،محمد بعيو، من اندلاع “ثورة جياع”، معتبرا أن تفعيل صندوق موازنة الأسعار مع تغيير إدارته خيار لا بد منه.
وقال محمد بعيو، في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: “إن دعم الدقيق ليس ترفا بل ضرورة، والخبز ليس سلعة سياسية، بل هو حاجة أساسية أيها الساسة”.
و فى نفس السياق قد أعلن مركز مراقبة الأغذية التابع للوفاق في طرابلس، عن اتفاق لإعادة سعر الخبز إلى مستواه السابق، مشيرا إلى أن القرار اتخذ لتجنب ما وصفه مراقبون بثورة الجياع التي قد تنفجر في جميع أنحاء البلاد في أي لحظة، نتيجة الغضب السائد بين الليبيين من الإرتفاع المفاجئ في سعر الخبز.
وأعلنت وزارة المالية، في حكومة الوفاق في بيان لها ، إنها بحثت مع رئيس نقابة الخبازين ،أوضاع المخابز بعد ارتفاع أسعار الدقيق، وخصص الإجتماع لمناقشة عملية الإنتاج في المخابز ومدى توفر الدقيق والقمح في المطاحن والمخابز وإمكانية الإسراع في توفير المخزونات الكافية.
وأوضح البيان أن الجانبين شددا على أهمية التزام المخابز بضوابط تصنيع الخبز والأسعار التي تحددها الوزارة، وإشراف الجهات الرقابية على المخابز.