سوق السحرة..كيف تُصبح جُثث الحيوانات علاج للكثير ؟؟

سوق السحرة..كيف تُصبح جُثث الحيوانات علاج للكثير ؟؟

يعكف بقلب العاصمة التوغولية “لومي”، عشرات المعالجين الشعبيين والمشعوذين القادمين من البنين على ترتيب محلاتهم لاستقبال زوار سوق “اكوديساوا” المشهور باسم “لومارشي دي فيتيش”، بسوق السحرة الذي يعد أكبر مركز للعلاجات الطبية بالأعشاب وجثث الحيوانات والشعوذة ومحاربة السحر.

سحر الفودو

فالأمر يتعلق  بسوق “سحرة الفودو” فهناك  يدَّعون علاج الأمراض والوقاية من المخاطر عبر طقوس سحرية ، حيث يعتمد السحر علي الحيوانات الميتة في تعويذاتها، فهؤلاء الأشخاص يثقوا بأن الحياة اشتقت من قوى الأرض الطبيعية كالماء والهواء والنار، وهم يدعون أن هذا المكان ما هو إلا صيدلية يقصدها الأشخاص الذين لم يجدوا حلا لمشكلتهم في المستشفيات.فالسوق يحتوي على العديد من رؤوس الحيوانات مثل رأس التمساح، والقطة، والعديد من رءوس القردة، كما يوجد أنواع مختلفة من الطيور كالنسر والبوم، وأنواع مختلفة من الثعابين والكوبرا والحربايا.

عجائب سوق السحرة

تنتشر جماجم القرود الوحشية والخنازير البرية وقواقع السلاحف وجلود القنافذ والأفاعي والثعالب والذئاب، بجانب رؤوس التماسيح والقردة المقتولة حديثا، والعظام البشرية التي تستعمل في مجموعة من التعويذات والأعمال، التي يقول عنها كريستيان إنها تهدف إلى إعادة الطمأنينة إلى نفس المريض الذي يقصد هذا المكان من أجل التداوي.

ولتحضير الدواء، يقول أحد المعالجين إنهم يطحنون الرأس مع الأعشاب، ويضعون الخليط على النار حتى ينتج مسحوقا أسود، بعدها يقومون بجرح صدر أو ظهر المريض وفركه بهذا المسحوق، ويعقب أنهم ليسوا من يقومون بقتل هذه الحيوانات، وأن الحكومة تعرف كل شيء عنهم وتعرف أماكن تواجدهم.كما يحتوي أيضًا على منتجات أخرى مثل رؤساء الضبع المجففة، وعظام ذيل الفيل والصقور وبأسعار مدروسة، وتعتبر أشهر علاجات هذا السوق الطبي، جرعة الحب شعبية وهي مزيج يجمع بين عطر شانيل وفتات حرباء الأرض وهو ما جعله قبلة للسياح الاجانب.

سوق السحرة

كيف يكون السحر علاج ؟؟

فالتوافد على السوق لتلقي العلاج بالسحر والشعوذة من أمضوا عشرات السنين في المستشفيات ليرزقوا بأطفال ولكن دون نتيجة، والرياضيون، حيث يقدم لحراس المرمى يد الشمبانزي اليسرى، ويد غوريلا مع أعشاب أخرى لعمل مسحوق يدهن به حارس المرمى جسده ليصبح سريعا، وللـعدّائين  يستخدمون رأس وقلب وأرجل الحصان الأربع، أما العظام الكبيرة فتستخدم لحماية المنزل، والتماثيل يتم بيعها للسياح الذين يأتون لزيارة أكبر سوق من هذا النوع في العالم.

في هذا السوق هناك دواء لكل داء، حتى الحب والرغبة في الاغتناء”، يقول كريستيان، الذي يؤكد أن المعالجين الشعبيين وأبناءهم لهم قدرة خارقة على علاج كل الأمراض الجسمية منها والنفسية، والتصدي لكل أنواع السحر الأسود، الذي يستهدف الناس بشكل عام. فهؤلاء المعالجون وأجدادهم أثبتوا جدارتهم وعلو كعبهم في مجال علاج الأمراض والسحر الأسود، وجلب الحظ والمال والحماية من الأرواح الشريرة، منذ عقود، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على خدماتهم هنا في سوق “اكوديساوا”، الذي أصبحت له شهرة عالمية لا تضاهى