وداعًا للمسكنات.. التخلص من الصداع بطرق طبيعية في المنزل
لا يوجد شخص لم يختبر في حياته إحساسه بألم ضاغط على الرأس يجعله غير قادر على العمل أو الاستمتاع بوقته، إنه الصداع وهو حالة شائعة الحدوث بين الناس، ولها أسبابها المختلفة.
ومن خلال هذا المقال، سنتناول أهم أنواعه، وأعراضه، وأنواعه المختلفة، كما سنذكر أهم الأدوية المتداولة لعلاجه، بالإضافة إلى عدد من الطرق الطبيعية للتخلص منه في المنزل.
بدايًة ما هو الصداع؟
يمثل الصداع حالة يشعر فيها الشخص بعدم الارتياح وذلك بسبب الألم الذي يضغط على الرأس أو الوجه، ويكون هذا الألم نابضًا وحادًا، ويختلف حسب نوعه، وشدته، كما أيضًا يختلف باختلاف مكان الإصابة به، ومن الجدير بالذكر أنه في كثيرٍ من الأحوال لا يشير إلى حالة صحية خطيرة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون أحد علامات الخطر لبعض الأمراض الهامة.
أنواع الصداع
يوجد أكثر من 150 نوعًا من الصداع، ويمكن تقسيم هذه الأنواع بشكلٍ عام إلى نوعين رئيسيين وهما:
الصداع الأولي primary headache: يمثل هذا النوع بصفته حالة صحية، أي الإحساس بألم الرأس لا ينتج عن الإصابة بأي مرض ولا يوجد سبب للإصابة به، فقط ينتج عن فرط النشاط الكيميائي للدماغ، مع زيادة التفاعلات ما بين الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالجمجمة، لا تشكل خطرًا ولكنها تمثل مصدرًا للإزعاج، وعدم الراحة، والتشتت، يندرج تحت هذا النوع عدة أنواع أخرى ونذكرها كالآتي:
صداع التوتر.
الصداع العنقودي.
الصداع النصفي.
الصداع اليومي المستمر.
الصداع الثانوي secondary headache: ينشأ هذا النوع بسبب الإصابة بحالة صحية معينة أو مرض معين، ولذلك يمكن اختفاؤه بعلاج الحالة الصحية المسببة له، ويشمل الأنواع الآتية:
صداع الجفاف.
صداع الجيوب الأنفية.
صداع الإفراط في تناول الأدوية.
صداع العمود الفقري.
الصداع الرعدي.
أسباب الصداع
تتنوع الأسباب ونذكر منها الآتي:
النشاط الكيميائي في الدماغ
ينتج ذلك بسبب تفاعل الإشارات ما بين الدماغ والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بمنطقة الرأس، فأثناء الصداع، تحدث عمليات مختلفة تحفز مجموعة معينة من الأعصاب، والتي بدورها تؤثر على العضلات والأوعية الدموية، عن طريق إرسال إشارات الإحساس بالألم الذي تشعر به في الرأس.
تتواجد هذه الأعصاب وتنتشر في الرأس على النحو الآتي:
شبكة من الأعصاب ممتدة عبر فروة الرأس.
الأعصاب الموجودة في الوجه، والفم، والحلق.
العضلات في الرأس، والوجه، والكتفين.
الأوعية الدموية المنتشرة على سطح وقاعدة الدماغ.
الإصابة ببعض الأمراض
يمكن أن تسبب الإصابة بالبرد أو الحمى أو بعض أنواع من الالتهابات مثل: التهاب الأذن، والحلق، والجيوب الأنفية، وقد ينشأ أيضًا بسبب حدوث إصابة أو ضربة في الرأس.
العوامل الوراثية
تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية واحدة من أهم الأسباب المؤدية للصداع، فعلى سبيل المثال، تزيد احتمالية الإصابة بالصداع النصفي لدى الأطفال لتصل إلى 70%، وذلك في حال وجود تاريخ مرضي يدل على إصابة كلا الوالدين به، وتقل هذه الإحصائية إلى 50% وذلك إذا كان أحد الوالدين فقط مصابًا.
العوامل البيئية المحيطة
توجد بعض العوامل البيئية الخارجية والتي قد تحفز حدوث الإصابة:
التدخين السلبي.
تناول المشروبات الكحولية.
الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.
تناول بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة، والأجبان، واللحوم المصنعة.
التعرض للمواد المسببة للحساسية.
استنشاق الروائح النفاذة مثل البرفانات ومعطرات الجو.
التوتر العصبي
تزيد احتمالية الإصابة بالصداع عند تعرض الشخص للتوتر العصبي والاكتئاب، إذ أنها تؤثر على اتزان الناقلات العصبية في الدماغ، وينتج عن ذلك خلل في هذه الناقلات فتؤدي إلى الإحساس بالألم في الرأس.
طرق علاج الصداع
تعتمد طرق العلاج على تحديد نوعه مع معرفة الأسباب المحفزة للإصابة به، وبذلك يستطيع الطبيب المعالج تحديد طريقة العلاج المناسبة، وعادة ما تقلل المسكنات من الآلام الناتجة عنه، وتشمل هذه الأدوية الأنواع الآتية:
الأسبرين.
إيبوبروفين.
نابروكسين.
أسيتامينوفين.
كيتوبروفين.
طرق طبيعية لعلاج الصداع في المنزل
يعلم الكثير منا خطورة الإفراط في تناول المسكنات لما لها من أثار سلبية على بعض الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الكُلى، وبناء عليه نذكر عددًا من الطرق الطبيعية الفعالة، والتي تساعد على التخلص من الصداع، ويمكن تنفيذها بسهولة في المنزل:
شرب كميات كافية من الماء
الماء سر الحياة، فهو يعزز الصحة العامة للجسم؛ فهو يحافظ على صحة الكُلى والمفاصل، كما أنه يزيد من سرعة عملية التمثيل الغذائي، ويساعد الجسم على طرد الفضلات، إضافة إلى أنه يحمي بشرة الجلد من ظهور علامات التقدم في العمر ويحميها من الجفاف، والذي يعد واحدًا من الأسباب المهمة لحدوث الصداع.
يسبب الجفاف أيضًا فقدان القدرة على التركيز مع الإحساس بعدم الاتزان وعدم القدرة على الإنتاج، مما يزيد من سوء وحدة هذه الأعراض.
وبناء على ذلك يُنصح بشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم بكمية تترواح ما بين 2-3 يوميًا للحفاظ على الجسم رطبًا، إذ أن ذلك يخفف من حدة أعراض الصداع ويقلل من فترة استمراره، أيضًا يُحرص على تناول الخضروات والفواكهة والعصائر لما بها من نسب عالية من الماء.
تناول الماغنسيوم
يعد الماغنسيوم أحد العناصر الحيوية والتي تلعب دورًا هامًا في العديد من وظائف الجسم؛ فهو يحافظ على صحة العضلات وصحة القلب، كما أنه ينظم عمل الأعصاب في إرسال الإشارات من وإلى المخ، كما أنه يضبط مستويات السكر في الدم.
وجد الباحثون أن أكثر الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي والنصفي، لديهم نقص في عنصر الماغنسيوم، وعليه يُوصى بإضافة مكملات من الماغنسيوم للنظام الغذائي لتعويض ذلك النقص.
يمكن أيضًا الحصول على الماغنسيوم من مصادر غذائية غنية بذلك العنصر مثل أسماك الماكريل والسلمون، والمكسرات تشمل الكاجو والفول السوداني، والحبوب الكاملة كالكينوا، والخضروات الورقية مثل السبانخ، يوجد الماغنسيوم أيضًا في بعض البقوليات مثل الفول الأخضر، والفاصوليا البيضاء، والشوكولاتة السوداء أو الداكنة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
ابتعد عن المأكولات التي تسبب الحساسية
توجد أنواع من الطعام تحفز من إنتاج الهيستامين، وهو مادة كيميائية توجد بشكلٍ طبيعي في الجسم، ولكن أشارت الدراسات مؤخرًا إلى علاقة هذه المادة بزيادة معدل الإصابة بالصداع النصفي، خاصًة للأشخاص ممن لديهم حساسية الهيستامين.
تُوصف مضادات الهيستامين كأحد العلاجات. وبناء عليه يجب قطع المأكولات مثل الجبن القديم، واللحوم والأسماك المدخنة، مع الاقلاع نهائيًا عن شرب المشروبات الكحولية، فإنه بدوره قد يساهم في التقليل من أعراض الصداع.
تناول فيتامين B المركب
من أهم الفيتامينات التي تحمي من الإصابة بالصداع النصفي، احرص على إدخال المكملات الغذائية المحتوية على كل من فيتامين B6 وB12 في نظامك الغذائي، هذا بالإضافة إلى المصادر الطبيعية لفيتامين B6 والتي تشمل الحمص، والتونة، وسمك السلمون، والكبدة، والسبانخ، والبطاطس.
تناول فيتامين E
يساعد على التخفيف من أعراض الصداع، خاصًة ذلك الذي يصيب النساء أثناء الدورة الشهرية، إذ أنه يساعد على اتزان الهرمونات، يتوفر فيتامين E في شكل مكملات غذائية يمكن شراؤها من الصيدلية.
يوجد فيتامين E أيضًا في عدة مصادر غذائية مثل الخضروات كاللفت، والبروكلي، والخس، والزيتون، أو الأسماك أو الحبوب الكاملة، ومن أجل تعظيم الاستفادة، يفضل تناول فيتامين E من خلال وجبة تحتوي على الدهون ليسهل امتصاصه.
احرص على النوم لعدد ساعات كافية
تسبب اضطرابات النوم العديد من المشكلات الصحية ومنها الصداع، سواء الأرق أو النوم الكثير لعدد ساعات أكثر من الطبيعي يؤدي إلى المعاناة من آلامه وأعراضه، وعليه احرص على أخذ قسط كافٍ من النوم والذي يمتد لفترة ما بين 7-9 ساعات.
ممارسة اليوجا
تعد واحدة من الطرق لتحسين الصحة العامة للجسم، إذ أنها تساعدك على التخلص من التوتر والاكتئاب، كما تزيد من مرونة الجسم و تقلل من الإحساس بالألم، وبالإشارة إلى نتائج إحدى الدراسات، والتي كشفت عن دور اليوجا الفعال جنبًا إلى جنب مع العلاج التقليدي، في التقليل من شدة ومعدل الإصابة بالصداع النصفي مقارنة بنتائج العلاج التقليدي فقط.
تناول مشروبات تحتوي على الكافيين
يوجد الكافيين في الشاي، والقهوة، والكاكاو، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وهو مادة منبهة تساعد على زيادة معدل التركيز.
كما أنها تساعد على التخفيف من الشعور بالألم، ولذلك يتم إدخالها في التراكيب الدوائية لكثير من المسكنات، إذا كنت من عشاق القهوة، فاحرص على تناولها باعتدال، إذ أنها تساعد على تقليل الألم الناتج عن الصداع مع زيادة فعالية المسكنات مثل الإيبوبروفين.
العلاج العطري بالزيوت
يمثل الزيوت الأساسية أحد الطرق الحديثة لعلاج بعض الحالات الصحية، إذ أنها تحتوي على مواد طيارة ذات تأثير علاجي، وتُستخرج هذه الزيوت من النباتات العطرية وتكون مركزة، لذلك يجب تخفيفها قبل الاستخدام.
تشير الدراسات إلى أن استنشاق زيوت اللافندر أو النعناع أو الخروع قد يسهم في تخفيف أعراض الصداع الحاد، فإذا كنت تعاني من تكرار حدوث الصداع، فقط ادهن القليل من زيت النعناع أو اللافندر على رسغ اليد أو على جانب من الرأس.
كمادات الماء الباردة
تساعد كمادات الماء الباردة على تخفيف الأعراض الشديدة للصداع وذلك عن طريق تقليل الالتهاب مع تضييق الأوعية الدموية، لعمل كمادات باردة، املأ كيسًا بالماء ولفه بمنشفة، وضع الكمادة على مناطق الرأس والرقبة لتخفيف الألم.
العلاج بالأعشاب
أثبتت أعشاب الكركمين والبابونج فعاليتها في التخلص من الصداع النصفي، وذلك وفق نتائج دراسة أجرت عام 2020، ولكن يجب أن ننتبه إلى تأثير هذه الأعشاب في حالة تناول أي أدوية، وذلك منعًا للتداخل بينهما، كما يجب التأكد أن هذه الأعشاب آمنة الاستخدام.
ممارسة الرياضة
تقلل ممارسة الرياضة من التوتر والضغط العصبي، كما أنها تحسن من كفاءة الدورة الدموية، وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة أي نشاط بدني يمكن بدوره أن يخفف من حدة ومدة الصداع النصفي، إذا كنت لا تمتلك وقتًا كافيًا للذهاب لصالة ألعاب رياضية، فقط احرص على المشي بخطوات واسعة مع الجري.
تجنب الروائح القوية والعطور
ينتاب بعض الأشخاص إحساسًا بعدم الراحة عند تعرضهم لروائح قوية مثل العطور، وعادة ما يتسبب ذلك في إصابتهم بالصداع النصفي، يُنصح هؤلاء الأشخاص بتجنب شم أي كيماويات مثل معطرات الجو.
في الختام نستطيع القول أن مشكلة الصداع يمكن حلها بطرق طبيعية سهلة في المنزل، أيضًا قد تساهم محاولة تجنب الانفعال والتوتر العصبي في الحد من الإصابة به، مع ممارسة الرياضة و تناول طعام صحي متزن، والحرص على النوم لوقتٍ كافٍ.