أحمد جلو يكتب: نواب الشعب.. ماذا بعد!؟

أحمد جلو يكتب: نواب الشعب.. ماذا بعد!؟

لقاءات عديدة يعقدها مرشحي مجلس النواب لحشد المواطنين للادلاء بأصواتهم في الصندوق الانتخابي، ووعود مزيفة ليس لها ولو مثقال ذرة من الصدق، يجذبون الناخبين بكلماتهم الخبيثة الممزوجة بالنفاق، ويعملون على استقبال أي مواطن في مقرات حملاتهم الانتخابية ويرحبون به أشد ترحيب، وبعد انتهاء مرحلة الانتخابات البرلمانية فيسأل المواطن عن النائب ويبوح بصوته حتى يراه، وبالفعل أصبح الآخر كما ذُكر في المثل الشعبي ” أذن من طين والأخرى من عجين “.

انطلاقًا من نظرية أن الشباب لديه حماس كبير لمن يوفر له وظيفة تليق به كخريج جامعي أو متوسط التعليم، فيقوم المرشح باستغلال هذه النظرية والاستحواذ على عقول الشباب الذين يعده بأن يُحقق له ما يتمنى، ويُوظفه في كبار الشركات بعد نجاحه في الانتخابات البرلمانية، فيعمل الشباب على قدم وساق ويقومون بحشد الناخبين إلى الصناديق الانتخابية لكي يُدلي المواطنين بأصواتهم للمرشح الذي وعدهم بذلك المطلب الذي يتمناه كافة الشباب، وبالفعل يفوز المرشح ويحصل على عضوية مجلس النواب، وبعد دخول المجلس يُنادي الشباب بأعالي أصواتهم نُريد ما وعدته لنا والآخر كأنه لم يعرف هؤلاء الشباب الذين هم السبب الرئيسي في حصوله على عضوية مجلس النواب.

“الطرق، الصحة، التعليم، توظيف الشباب”.. كلمات وعبارات مازالت تُردد على ألسنة المرشحين في مؤتمراتهم، وكأنهم يعلمون بالفعل أن المواطنين لا يُريدون منهم إلا هذا، ويعملون على جذب أصواتهم بتلك المطالب التي ستُطلب منهم بعد ذلك، ودورات تلو الأخرى ومازالت الطرق كما هي بل أسوأ، والصحة لا وجود لها من الأصل، والتعليم في خبر كان، أما عن الشباب فالوعود المزيفة ساعدت في احباطهم المتزايد دائمًا حينما يسرد لهم المرشح عبارات يحلمون بها، وبعد تحقيق حلمه هو لا ينالون منه خيرًا.

“الفلاح”.. كلمة ضخمة تتردد في ألسنتهم دائمًا حتى يجذبوا بها أصوات الفلاحين، وتزداد صيحات المرشح بأنه سيهتم بالفلاح ويُحقق له أمنياته ويوفر له متطلباته اليومية، ويساعده في توفير الكيماويات وغيرها، ولكن ككل الوعود التي قيلت، ويصبح ندم المواطن في زيادة لاختياره من وعده بالمستحيل ولم يأت له بالممكن ولا المستحيل ولا يراه إلا في الدورة الثانية وهو يترجاهم ليدلوا بأصواتهم له مرة ثانية، ولا يخشى منهم ولا يدرك أنه لم يحقق لهم ولا مثقال ذرة من خير ولكن وعودهم مزيفة وليس الكل ولكن أكثرهم كما سردناه، ومعركة قادمة وتضليل مستمر ووعود مزيفة تلحق بالمواطنين، ولكن عليهم رقيب خلق النوم ولا ينام .

انطلاقًا من الدور البارز الذي يقوم به البعض من نواب مجلس الشعب، يجب علينا أن نعطي لهم حقهم فيما يقومون به من خدمات عامة تهم المجتمع المصري، ومن واجب إعطاء الحق لهم أن نبرز هؤلاء النواب في قائمة ناصفي الشعب المصري من الطبقات تحت المتوسطة، ورغم الحديث الكثير الذي تحدثنا فيه عن سلبيات المرشحين والأعضاء الفعليين، إلا أنه هناك ايجابيات ملموسة على الواقع الذي نعيشه لما يقوم به من هم تحت قبة البرلمان.

 

وفي خاتمة هذا المقال أطرح فكرة أرجو أن تُحقق وهو إعطاء الفرصة للشباب للترشح لمجلس النواب، لأن من المعروف أن الشباب يمتلك قدرة إدراكية بما يدور وبما هو سيُحقق النفع والإصلاح لمصر، لأن لديهم أساليب وتفكير صحيح يجعل برلمان مصر أهم برلمان في العالم يهتم بالشباب ويعطي لهم الفرصة لمعايشة الحياة السياسية، والجميع يعلم أن مصر بها شباب لديهم خبرة ودراسات عليا تؤهلهم للعمل في الحياة السياسية وابتكار أفكار جديدة تُحسن الفكر المأخوذة عن مجلس النواب من الشعب المصري.