أحمد علي صالح يكتب (الماء والأحياء)

أحمد علي صالح يكتب (الماء والأحياء)
أحمد علي صالح يكتب (رجب.. شهر الله الأعظم)

أحمد علي صالح يكتب (الماء والأحياء)

طالعتنا الصحف منذ فترة ليست بالقصيرة بموضوعين غاية في الأهمية عن المياه، الأول تلوث مياه النيل بالفوسفات بمحافظة الأقصر،

والثاني تحدث عن تسمم غذائي بمحافظة الشرقية يقال أنه نتيجة تلوث المياه.

النشء والشباب

ولأهمية المياه في حياتنا لابد أن تعرف الأجيال الجديدة وخاصة النشء والشباب ما هو الماء وما هي أهميته في حياتنا.

بداية فالمياه أساس الحياة ومصدرها ووسيلة أولية هامة جدَا من وسائل استمرارها،

وقد ورد ذكر الماء في القرآن الكريم في63 موضعًا

للتأكيد علي أهميته كعنصر يجب الحفاظ عليه بخصائصه التي خلقه الله عليها.

الكائنات الحية

والإنسان وغيره من الكائنات يرجع تكوينه إلي الماء يقول الله تعالي: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أفلا يؤمنون)(سورة الأنبياء: الآية 30)

والمعني أن الله عز وجل خلق جميع الكائنات النامية حيوان كان أو نبات أو إنسان من الماء.

ويذكر المؤرخ اليوناني “هيرودوت” كيف أن مصر أرض موهوبة منعمة.

فرعي النيل

وفي الأسفار القديمة تحدث آخرون عن المساحة من أرض مصر التي تقع حول فرعي النيل، فأعطوها تسمية دقيقة بالدلتا.

ودعم “هيرودوت” هذه الفكرة القديمة عندما وصف هذه المساحة من الأرض المصرية بأنها “هبة النيل“.

ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الماء ثروة لا تقبل الزيادة، لقوله تعالي: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه ينابيع في الأرض وإنا علي ذهابه لقادرون) (سورة المؤمنون: الآية 80)

والآية السابقة بيان لقوله: “وما كنا عن الخلق غافلين” وذلك أن الله سبحانه الذي خلق الإنسان ودبر شئونه هو الذي أنزل الماء بحساب وتقدير.

فلو أنه كان أقل مما هو لهلك الناس وفسدت حياتهم، ولو كان أكثر مما هو مطلوب لهلك الناس وذهب العمران (تفسير ابن كثير، جزء 5).

وإذا أمعنا النظر في تعاليم الإسلام وأحكامه نجد أنه عَنِي عناية بالغة بالحفاظ علي الثروة المائية،

وذلك من خلال عدة توجيهات مُلزمة للناس تتناول الجوانب الأخلاقية والقانونية، منها:

مقاومة الهـدر (الإسراف) بالاقتصاد فـي استخدام المياه وترشيد هذا الاستخدام (سيول– أمطار– خزانات- معالجة مياه الصرف- تطهير المجاري المائية- تقليل البخر-

التخزين في البحيرات- استخدام الطاقة الشمسية والنووية) فالفاقد يساوي ثلث الحصة.

بالإضافة إلي أننا نحتاج- بصورة ملحة- إلى نشر ثقافة التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة على الموارد المائية م

ع ضرورة المشاركة المجتمعية في إدارتها وذلك في ضوء الواقع المائي الحالي والمشاكل المرتبطة به والذي يتولد في الغالب نتيجة سوء الإدارة.

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية

كاتب المقال/ كاتب دراسات اجتماعية