أحمد هاشم يكتب.. ابدأ كتابة حياتك ولا تقل أين السبيل

أحمد هاشم يكتب.. ابدأ كتابة حياتك ولا تقل أين السبيل

إلى موهبة كبحتها في داخلك بحجة الواقع والظروف والإمكانيات ولم تمنحها ولو فرصة واحدة للحياة ولو على سبيل الهواية أو وسيلة لإسعادك، إلى نفسك التي أرهقتها بالمقارنات، لا تضيع عمرك في متابعة نجاحات الآخرين؛ بينما قصة نجاحك أنت لم تضرب فيها قلمًا ولم ترسم فيها خطًا، إلى حياتك التي ينقصها أنت، ينقصها إيمانك بنفسك، فالآخرين لن يصفقوا إلا للناجحين الذين فرضوا أنفسهم على من حولهم والواقع والحياة.

قل لأهدافك الحائرة بين الواقع والخيال، ألم يأن الأوان لكي تحققي وتسعدي ما سعى الجسد والعقل من أجله، فقط امنح لحياتك شيئًا من الفعل والتأثير والقبول، يا صديقي طريق النجاح يبدأ من داخلك أنت، هيا خض معارك الحياة وابدأ كتابة حياتك، فالشمس لا تدخل الغرف المغلقة.

واحذر أن تقلد من نجحوا في طريقة سير نجاحهم، فالناجحين ومن كتب التاريخ اسماءهم بأحرف من ذهب هم من رسموا طريق نجاهم وهم من كتبوا حياتهم بأيديهم، فقط اسع واكتب طريقتك بنفسك ولنفسك ولا تقل أين السبيل، ولا تقل لا أستطيع فلا ولن ينتهي الأمر إلا بمفارقه قلبك دقاته، واستثمر وقتك بالقدر التي تكتب فيه نجاحك، وتكسر قيود أحلامك المقيدة، ولعل بلغك ما صنع شيخ الإسلام ابن تيمية في مثل هذه اللحظات، فما الحياة إلا جهاد ولعله يلقى آثاره اليوم في قبره أسعد ما يكون.

لا ترهق نفسك بالتفكير في مواليد الغيب ومالك فيها سوى القدر والنصيب، فقط توكل على خالقك وامشي على الحبل الذي رسمته لنفسك لكي تجعله طريقك الذي تسير عليه وتكون بداية كتابة حياتك وتنتمي لطريق النبلاء أصحاب المقام الأعلى، ابدأ أنت قبل أن يبدأ الموت معك فما للمنايا من طرقٍ للباب.

واختصَر أمير الشعراء كل ما يمكن أن يقال في الدنيا ببيت شعر وهو موجز حياته وآخر ما قاله وهو
قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا
إن الحياة عقيدة وجهاد
واعلم أن الناجحين لا تعيقهم أحداث الماضي ولو كانت كبيرة، ولا توقفهم العراقيل ولو كانت كثيرة، قم ــ أيها الإنسان ــ قم لتبدأ عالمك اليوم عالم الأمل والإحلام وليس عالم الأمس عالم الأحزان، قم وأصلح الذي قد هُلِك من حياتك مع الأيام وابدأ من جديد، فالحياة أوسع من لحظة فشل وأكبر من ساعة إخفاق، قم فما زال في الوقت متسع ومازال في العمر بقية، إياك أن ياسرك الماضي بأحزانه، أو تعيقك اللحظات بأحداثها.

قم فاسمع للغزالي وهو يحادثك قائلًا “لا تعلق نفسك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بالخير، الحاضر القريب المماثل بين يديك، ونفسك هي التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكاحلة التي تلتف حولك هل وحدها الدعائم التي يتمخض منها مستقبلك، فلا مكان للإبطاء أو للإنتظار، من الخطأ ان تظن أن الحياة والنجاح صفحات لا سواد فيهما وإن كان كذلك فالأنبياء اولى بذلك البياض.

قم فانفض هذا الهم الجاثم على قلبك! قم أزح كل ثقيل عن صدرك، وابدأ خطوات حياتك من جديد، مالك والتواني والتخاذل، قم فالأرض افسح للأماني من كل قيد، قد شق طريقك، بالطريق ستوضح قواعده حين تنوي وتشد العزائم الصادقة للوصول، ومن البداية وفي النهاية أقول لك ابدأ كتابة حياتك ولا تقل اين السبيل.