هناك العديد من العادات والتقاليد التي تشهدها كل قبيلة علي حدا ودائمًا تكون متوارثة مُنذ عقود طويلة ومن ضمنها قبيلة (الكايان) والتي تقع بين بورما وتايلاند،والتي يبلغ عددها 200 ألف نسمة، فهناك عمليات تُحدد من خلالها معاير الجمال لدي النساء وتكون الأغرب حول العالم ولكن لماذا ؟؟
ماوراء عمليات التغير
فقد عُرف نساء تلك القبيلة باسم ( سيدة الزرافة ) حيث يضعون الحلقات النحاسية الملتفة حول أعناقهن والتي تصل إلى 25 حلقة ترتديها النساء مدى الحياة ، لذلك أطلق الزوار عليهن اسم (النساء الزرافات) من شدة طول رقبتهن ، فتلك العادة تُعد أغرب العادات التي تحدث لتغير حجم الجسم ولكن بطرق قد تكون مؤذية وغير إنسانية.
طُرق التغير
فتلك العملية تكون لتطوير الرقبة عن طريق إضافة حلقات معدنية تسمى (خاتم العنق) أو كما يُطلق عليها (لفائف الثعبان النحاسية)، حيث يتم وضعها حول رقاب الفتيات الصغيرات، ومع مرور الوقت تتم إضافة حلقات جديدة لتطويل رقاب الفتيات كي تصل إلى 40 سم ، حيث تبدأ عملية التطويل عندما تبلغ الفتاة الخامسة من عمرها، وعندما تصل الفتاة إلى عمر البلوغ تكون قد امتلكن رقبة طويلة كالزرافة، لكن تلك العملية تؤدي إلى إضعاف رقاب النساء فقد تنكسر لدى القيام بحركة فُجائية أو عنيفة.
اعتقدات القبيلة
فقد اعتقد نساء قبيلة كايان أن العنق الطويل يزيد من جمالها وجاذبيتها ، فعندما تكون أكثر طولاً ، تصبح الفتيات أكثر جمالًا وإغراًء حيث يتم وضع حلقات حول الرقبة لتضغط عليها وتشدها إلى أعلى وكلما استطالت وضعن حلقات جديدة.
فتلك الحلقات تُصنع وتوضع أول لفافة عندما تبلغ البنت الخامسة من عمرها، فتضع 5 – 10 حلقات عندما تبلغ من العمر العاشرة، وبعد ذلك تضاف حلقة كلما كبرت الفتاة عامًا بعد عام، وعلى الرغم من الانزعاج، الذي تسببه الحلقات، إلا أن الأمر يستحق العناء فذلك يزيدها جمالاً، والعديد منهن اعتدن وجودها.
فهذا التقليد له جذور قديمة لدى أهل المنطقة، إذ كانوا يعتقدون أن هذه الحلقات تمنع هجوم الحيوانات المتوحشة على المرأة، أو لحمايتها من تجارة الرقيق، أما الآن فأصبحت من عاداتهم وتقاليدهم الأساسية الخاصة بأنوثة وجمال المرأة.
فنساء تلك القبيلة لا يستطعن التخلي عن هذه الحلقات أبدًا، إلا إذا اتهمت المرأة بالخيانة، وهو أحد أنواع العقاب لأنها بذلك ستلقى حتفها إذ قد تتعرض رقبتها للكسر لأتفه الأسباب وتصاب بعدها بالاختناق فورًا، غير أن خلع هذه الحلقات أمر شاق جداً، ويحتاج إلى وقت طويل.
تفسيرات العلماء
فبعض علماء الأنثروبولوجيا يعتقدون أن السبب وراء انتشار تقليد حلقات النحاس الصلبة حول أعناق سيدات كايان يعود لاعتقاد قديم بأن ذلك يجنب عضات النمر، في حين يعتقد آخرون أن ذلك يعود لرغبة الأهالي في منح النساء مظهر التنين والذي يمثل رمزًا مقدسًا في ثقافة الكايان، ولكنك عندما تتحدث إلى النساء سيتضح لك أن الجمال هو السبب الرئيسي لاتباع هذا التقليد.
ففي الواقع، هذه الحلقات لا تعمل على تمديد الرقبة ولكنها تغير اتجاهها، إذ أن الضغط الذي تسببه هذه الحلقات أسفل الرقبة يؤدي إلى تراجع القفص الصدري والأكتاف إلى الأسفل، فتعطي مظهرًا وكأن الرقبة ممدودة ، كما أظهرت صور أشعة أن تركيب الحلقات يجعل الكتفين تهبطان، حيث يتم إزالة اللفائف المستخدمة في إطالة العنق مرة كل 10 أعوام ، وعلي الرغم من صعوبة تلك العادة إلا أن نساء القرية مازالو يتبعونها مما جعل السياح تأتي من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعناق نساء القبيلة التي تشبه أعناق الزرافات.