“أصحاب ولا أعز” جريمة أخلاقية مكتملة الأركان

“أصحاب ولا أعز” جريمة أخلاقية مكتملة الأركان

الجريمة الأخلاقية ليست فنا

تسعون دقيقة مدة الفيلم بما احتوى من رسائل سلبية وإيحاءات فكرية تهدف إلى تشويه صورة المجتمع المصري بصفة خاصة والعربي عموما.

وتصويره على أساس كونه مجتمع بلا قيم ولا مبادئ، مجتمع قائم على الإنحلال الأسرى، والسقوط الفكري.

مجتمع يلج إلى المحارم حيث يشاء، ولا يمانع في الخوض في ذمم الآخرين، شرفا وعِرضا، وكأنهم يصورون مجتمع من شياطين جن والإنس – كما صوروه.

خالي من النوازع الأخلاقية والنوايا البريئة، مجتمع قائم على الإنحلال والسفور، كل ذلك باسم الفن المستنير.

الذي يدافعون عنه، والذي لا يرقى إلى ليكون عملا مبتذلا، ومخالفا لجميع الآداب العامة والتقاليد.

بعد أزمة فيلم أصحاب ولا أعز بلاغ يتهم أبطال الفيلم بهدم قيم المجتمع

غرباء بالكامل..

فالفيلم الذي يدافع عنه صناعة هو فيلم مقتبس عن الفيلم الإيطالي ” غرباء بالكامل”.

وأيا ما كان مدى التوسع في انتشاره من خلال النسخ المأخوذة عنه، يبقى أن نقول أن الفيلم الإيطالي تم إنتاجه في قيم وأعراف تختلف عن قيمنا وأعرافنا الأصيلة.

التي قد نشأنا وتربينا عليها، والذي يرفض الإنحلال بشتى صورة، وعلى هذا فعنصر إبداع الحبكة الروائية منقوص في نسخته المصرية.

جريمة أخلاقية..

إذ يناقش الفيلم أفكارا وقضايا خارجة على مجتمعنا ولا تمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وإن كان الهدف من ذاك العمل هو التمهيد لزرع تلك الأفكار في نفوس المجتمع ووجدانه.

فعندما يقدم الفيلم شخصية الأب والمربي الفاضل على كونه لا يمانع في أن تبيت ابنته عند صديقها.

ولا يعارض حيازتها للأوقية الجنسية، فهذا يمثل إعتداء على الشخصية العربية بقيمها وتاريخها وأعرافها.

فضلا عن كون ذلك يعد محاولة لتسريب مثل تلك الآفات الضالة إلى مجتمعنا.

وعندما يصور الفيلم – مدة عرضه – الحياة الأسرية على كونها قائمة على التفكك والإنحلال والضحالة، وكفكرة محورية تدور فيها قصة شخوصه.

أليس من الداعي أن أوجه استفسارا لصناع الفيلم: ألم يصادفكم في حياتكم شخوصا محافظين على القيم والمبادئ ليكونوا جزء من نسيج عملكم.

أم أنكم غرباء عنهم وكلنا شياطين في أعينكم؟

أصحاب ولا أعز..

عندما يقدم بطل الفيلم شخصيته وهو يخون زوجته مع رجل مثله.

كفكره يتبناها صناع الفيلم، فأقول لهم هذه بضاعتكم ردت إليكم.. أنتم أولى بها، فاحملوا ما صنعته إيديكم إلى دور العرض في إيطاليا.

فنفوسنا وعقولنا تلفظكم وتلفظ بضاعتكم وأفكاركم، فالفن أبدا لم ولن يكون مرحاضا لنشر أفكاركم المريضة في نفوس شبابنا وأبنائنا وبناتنا.

فهذه الأرض تعشق الفن الذي يسمو بروح المشاهد ويرتقي بمشاعره وجوارحه ناحية السمو الفكري.

وذلك في الحين الذي ترفض فيه الفن الذي يتعامل معه صناعه على كونه مرحاضا لبث سمومهم الفكرية، وشذوذهم البدني والعقلي بدعوى الحداثة والفكر المستنير.

الفن ليس مرحاضا لنشر السموم الفكرية

فالفن المستنير الذي يدعون إليه عندما يحاول تمرير الأفكار الشاذة ويروج للإنحلال والفجور.

فهذا الفكر المستنير ينبغي ألا يتجاوز المراحيض الفكرية العالقة في أذهانهم الساقطة، وهذا الفكر المستنير الذي يدعون له.

عندما يروج لإقامة العلاقات الجنسية خارج الأطر التي رسمتها الشرائع السماوية، ويدفع القاصرات من الفتيات.

دفعا إلى إقامة علاقات مع أصدقائهم بدافع الحرية الجنسية التي تتبرأ منها الحيوانات هو في الواقع ليس فكرا مستنيرا.

وإنما دعوات شيطانية لهدم ثوابت المجتمع ودعائمه.

الفن المستنير هذا عندما يهدف بطريقة وأخرى إلى مسخ الهوية العربية وطمس شخصيتها.

من خلال إيحاءات تبعث على النفس الإشمئزاز والنفور منها، فهذا الفن المستنير لا مكان له إلا تحت الأحذية، وفي مزابل التاريخ.

فإذا كان هذا هو الفن المستنير، فأنا أقول لهم ألا فخسئوا أنتم وفنكم المستنير ، ألا فاخسئوا أنتم وفنكم المستنير.