أضرحة القاهرة المملوكية.. السلوك العام لمواد وطرق البناء

أضرحة القاهرة المملوكية.. السلوك العام لمواد وطرق البناء

إن فهم السلوك العام لأعمال ومواد بناء أضرحة القاهرة المملوكية هو أمر ضروري لقراءة هذا النوع من العمارة. فتكمن القوة والمتانة الرئيسية لمواد البناء في تحمل الضغط الشديد، أما ضعفها الأساسي فيظهر في الانحناء والتقوس، وذلك على عكس الأخشاب. ولذلك يعتمد ميزان هياكل البناء على الضغط الداخلي ونقل الأوزان الذاتية والأحمال الإضافية على الأرض.

أضرحة القاهرة المملوكية

وعادة ما يكون الوزن أو الثقل الذاتي هو القوة المهيمنة التي تثقل الهيكل أو البناء، ولذلك حتى لو حدثت الشقوق فإنها تؤثر بشكل عام على المسار الذي يتبعه الوزن أو الثقل داخل البناء الذي يبدو في حاله مشوهه، ولكنها نادرًا ما تهدد استقراره.

وتكمن اللحظة المهمة في توازن مواد بناء المبنى في مرحلة التشييد، حيث يمكن ان يتأثر التوازن بسلسلة التشييد أو فاعلية الدعم المؤقت مثل القالب الخشبي أو الملاط (المونة). وقد تم اعادة بناء بعض الأساليب الممكنة المستخدمة في عملية بناء بعض القباب من خلال الاستناد على معرفة هياكل وتراكيب مواد البناء المكتسبة من خلال الكتابات في هذا الموضوع والمحاضرات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا واستعادة البيانات والصور الارشيفية.

ويكون الانهيار أكثر احتمالاً أثناء أو بعد البناء، ويحدث الفشل أو الإخفاق فيما بعد على الأرجح بسبب التشوهات المفرطة والتغيرات الجذرية في مسار التحميل، حيث تمثل الشقوق والتصدعات أو الإخفاقات الضاغطة المحلية عناصر تهديد إضافية في هذه الحالة.

ويبدو دور الملاط (المونة) غامض في عملية الاستقرار الشاملة، حيث تكتسب الصلابة والقوة والمتانة بمرور القرون، ولكن هذه الظاهرة ليس لها دور رئيسي في الاستقرار الكلي للبناء، فمن الممكن أن يكون لهذا الخليط وظيفة متصلة بالأمر خلال عملية البناء.

وبمجر الانتهاء من الهيكل أو البنية يتم انشاء مسار التحميل المضغوط بين الأحجار المربعة المنحوتة بإتقان (ashlars) ويعتمد الميزان على طريقة قطع الأحجار إلى أشكال وأحجام. ويستمر البناء أو الهيكل بعد الانتهاء في التعرض لتغيرات طفيفة مثل انكماش أو زحف المونة أو الانفتاح المتعاقب أو الانغلاق للشقوق الذي يمكن أن يحدث بسبب الاختلافات في درجة الحرارة والرطوبة.

ويؤكد رولاند مينستون (1999) على أن هناك عنصر أساسي اخر في سلوك هيكل البناء وهو عدم وجود تجانس بين العناصر مثل المقطع العرضي للركائز أو الضيق العكسي لهذه العناصر.

ويجلب هذا بدوره اعتبارات هامة تشتمل على ما يلي: –

  • يمكن أن تأخذ قوة ضغط الحِمل وتوزيعه بين مختلف الدعامات مسارات ممكنة لانهائية داخل هيكل أو بنية البناء، ومع ذلك يضيق نطاق الاحتمالات مع انفتاح ونمو الشقوق والصدوع والمسافة بين المفاصل وتدهور المواد.
  • يؤدي وجود المفاصل العمودية إلى ضعف في قوة وصلابة الهيكل او البنية.

وفي إطار هذه التحليلات توصل التحليل الهيكلي لبعض القباب المملوكية إلى النتائج التالية: –

  • لا يتماشى خط الدفع والاتجاه مع جانب القبة تمامًا.
  • الاجهاد الطولي بين الشمال والجنوب ليس كافيًا لضمان استقرار القبة.
  • هناك حاجة بالتأكيد إلى ضغوط الطوق أو القوس الذي أنشئ بعد بناء القبة وربما يظهر ذلك من خلال الانتهاء من كل حلقة.
  • إن مسار التحميل أو الحمل الأنسب في جانب هذه القباب الثلاثة متشابه جدًا على الرغم من الاختلاف في ابعادها.
  • تساعد الجدران العمودية والدرجة 4 مثل الدعامات في الزوايا السفلية للاسطوانة في اظهار السُمك والموضع لتحقيق التوازن مع الهيكل أو البنية.