أطفالنا في خطر

أطفالنا في خطر

بقلم/ هبة معوض

في الفترة الأخيرة أصبح العالم عبارة عن موسوعة تكنولوجية، الكل يتسابق فيها لكي يتفوق على الآخر في ابهار العالم أنه الأمهر تقنيا وتكنولوجيا، ولا يعرفن أنهم بذلك يقضون على الأطفال، ومنذ عام 1997، وبعد إطلاق موقع Six Degrees، ونحن نعيش في ديناميكية تكنولوجية، ذلك لأنه الرائد الأول لمواقع التواصل الإجتماعي، مرورا بظهور موقع فيسبوك وظهور الثورة التكنولوجية، واختفاء ألعاب الأطفال التقليدية.

ومن الملاحظ أنه مع كل تقدم تقني في أجهزة الموبايل أو اللاب توب، سلوك الأطفال يتغير، السؤال هنا ما العلاقة بين التقدم التكنولوجي والأطفال؟ وكيف نستطيع التحكم في أطفالنا؟ وماذا بعد ذلك؟

وداعا تويز آر أص..
في سبتمبر ٢٠١٧م، أعلنت شركة تويز آر أص إفلاسها، وأغلقت أبوابها، أي بعد سبعين عاماً من تقديم خدماتها، وقد كان لهذه الشركة فروع رسمية في معظم بلدان العالم، بدأت بإغلاق مقرها بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم بقية الفروع تدريجيا، ليترتب عليها أكثر من كارثة عالمية..

حيث أن إحصائية Internet world stats, Dec 2017، صرحت بأن الولايات المتحدة الأمريكية احتلت المرتبة الثانية لأعلى نسبة تصفح للمواقع الإلكترونية عبر الإنترنت، أما مصر فقد احتلت المرتبة الأولى، بأعلى نسبة مشاهدة لموقع يوتيوب، وأكدت الدراسات أن سبب ارتفاع نسبة المشاهدة هو الأطفال، ووصلت نسبة تحميل المصريين للفيديوهات إلى 150 % والمشاهدة وصلت إلى220%.

كذلك أتت مصر في صدارة الدول العربية من حيث استخدام الإنترنت، ويقارب عدد مستخدمي الإنترنت في البلاد 37,5 مليون شخص وهو ما يعادل 40 في المائة من سكانها، بينما تأتي مصر في المركز الـ 18 من حيث عدد المستخدمين في العالم.

خبر إفلاس شركة الألعاب وإغلاقها، أحدث حينها ضجة هائلة، لكن ليس للأطفال أو ذويهم، بل لفئة أو لجيل معين، لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة تكمن عندما بدأت تظهر ملامح العودة اللي بتقودها شركة “تي أر يو كيدز براندز- Tru Kids Brands” اللي أسسها مجموعة من الدائنين اللي كانوا شايفين إن الخيار الأفضل هو إنهم يحاولوا إعادة إحياء السلسلة بدل ما يبيعوها، ولذلك وصفوا شركتهم بإنها هتكون الراعية لكل العلامات التجارية اللي كانت تابعة لـ”تويز آر أص” وأنها بتستهدف تنمية المجموعة وتقديم خدماتها للأطفال والأبوين في المحلات العادية والالكترونية كمان، أن الخبر لم يهتم به أحد، ولم يحدث أي ضجة، فما تفسير ذلك؟

وللتوثيق أنباء عودة “تويز آر أص” بدأت من أكتوبر الماضي، عندما نشرت صفحتهم الرسمية على “تويتر” تغريدة عن الزرافة جيفري الشعار المميز ليهم وإنها رجعت من السفر وإنها مستعدة إنها تلعب مع الأطفال من جميع الأعمار من تاني، لكن لم يكن فيه أي تصريحات رسمية عن تفاصيل العودة هذه ولا كيف ستتم في أي وقت.

بعد تصفح مواقع “السوشيال ميديا” ومشاهدة الفيديوهات والتعليقات ممن يصنفون تحت سن الطفولة، يجب أن نسأل أنفسنا سؤال واحد، وهو أين الأطفال الحقيقيون؟! فهؤلاء ليس منهم أطفال ولا يحق لنا أن نصفهم بالأطفال، الأطفال الطبيعيون هم من يتهافتون على المتاجر لشراء الألعاب، أو من يتشبثون بأي لعبة يرونها أو مجلة.

وعلى ضوء ذلك هناك شيء آخر، لماذا يستنكر الغالبية دور مجلات الأطفال، هل لذلك علاقة بالتكلفة أو غلاء أسعارها؟! إن كان كذلك فهناك البديل، فبدلا من ترك أبناءكم يلهون على المواقع، من الممكن أن يقرأوا تلك المجلات إلكترونيا، أما إذا كان السبب غير ذلك فلا يوجد لكم عذر تدمير أبنائكم ومن ثم البشرية.

الكارثة الحقيقية لا تكمن في الأطفال، بل في ذويهم، فأين دورهم التربوي؟! لا أحد يعرف، ولا يريدوا أن يدركوا حجم الكارثة التي قدموها للبشرية، حتى وإن علموا ذلك لن يهتموا، لأنهم لايريدوا أن يشغلهم أي شيء عن قضاء وقتهم، أما تربية أبناءهم فيحملوا مسؤليتها على من حولهم ومن بعدهم الفيسبوك، ليعيشوا هم في سلامهم النفسي، بعيدا عن تلك الترهات.