تُعد كابادوكيا في وسط الأناضول كنزًا من التاريخ والتكوينات الجيولوجية الفريدة. فأعجوبة المداخن الجنية واحدة من الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا المكان التاريخي .فالتكوينات بالمداخن صخرية عميقة وطويلة ترتفع من قاعدة منطقة صخرية أو بركانية.على الرغم من وجود مداخن خرافية في أجزاء أخرى من العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو صربيا أو فرنسا ، فإن جزر Cappadocia لا تُقدر فقط بمظهرها المذهل ، ولكن لارتباطها بتاريخ طويل ومليء بالأحداث في هذا المكان.
شهرة المداخن الجنية
فالمداخن الجنية تشتهر بالقمم الصخرية المنخورة الشاهقة . كما إنها موطن لشبكة واسعة من المدن الواقعة تحت الأرض والغرف الجوفية الغامضة فالتضاريس البركانية المتآكلة تضفي عليها منظرًا قمريًا حالمًا.إضافة إلى سحر المكان الخيالي فهناك بيوت (الكابادوكيين) التي نحتوها لأنفسهم في الصخر اللين والتي تقودنا إلى المساكن المبنية في الكهوف بشكل غير متوقع، إضافًا إلى فنادق صغيرة فاخرة فهناك تسحرك إمكانية التجول سيرًا على الأقدام أو التمتع بأسلوب حياة ساكني الكهوف فذلك يرجع لأهميته التاريخية والثقافية.
بداية المداخن الخيالية
كانت كابادوكيا أرض المرحلة الأكثر استثنائية في المنطقة خلال العصور الوسطى ، عندما كانت الوديان ملاذاً للمسيحيين البيزنطيين. حيث أقامت الكنائس الدينية المستوطنات الرهبانية ، إضافة إلى كهوف جزية توراتية لمنطقة تشبه فلينستون. فهي تضم متحف جوريم وهو موقع للتراث العالمي ، والذي يُعد أفضل مجموعة من المصليات وأماكن المعيشة ، والتي يرجع تاريخ معظمها إلى القرن الحادي عشر كما تتجمع المجمعات الرهبانية الأخرى في الوديان ، حيث يتذكر الكثيرون خلفيات حرب النجوم فالأكثر شعبية للنزهة هو وادي إهلارا المليء بالخضرة على ضفاف النهر ، والطيور المعلقة وسلسلة من الكنائس تقطع قاعدة المنحدرات الشاهقة.
مدن تحت الأرض.
تقع (المداخن الجنية) تحت التكوينات الصخرية فهي شريحة حالمة من وسط تركيا تتخللها (مداخن خرافية) فلها تاريخ مميز فالانفجارات البركانية خلقت هذا المنظر السريالي فقد تشكلت تدفقات الحمم البركانية من الصخور البركانية ، والتي كانت الرياح والامطار منحوتة في الوديان الوعائية ذات الوجوه المنحنية لتكون شبكة من المدن تحت الأرض، والتي كانت تستخدم تاريخيًا كملاجئ خلال فترات النزاع حيث يمكن لأفراد المراقبة أن يصدروا صوتًا تحذيريًا باستخدام البوق إذا شوهد أي عدو يقترب من المنطقة، مما سيمكن للمدينة بأكملها سماعها بالإضافة إلى قطعانها وماشيتها أن تختفي ببساطة تحت الأرض حتى يزول الخطر، والذي يستغرق عدة أشهر.حيث تقع أكبر هذه المدن تحت الأرض على عمق أكثر من عشر مستويات، بممرات ضيقة وأنفاق تربط بين الطوابق، وتضم كنائس جوفية، ومعاهد دينية، وخزانات للمياه، واسطبلات .
التفرد الجيولوجي
المداخن الجنية في كابادوكيا هي نتيجة لآلاف السنين من التجوية الطبيعية. منذ ملايين السنين ، فقد اندلعت البراكين الضخمة في المنطقة ، وأودعت كميات هائلة من الرماد ، لتغطي المشهد بأكمله لآلاف الأميال فقد تجمد هذا الرماد في صخور قوية ومسامية تسمى tuff لتغطي طبقات من البازلت. لتعرضة للعناصر الطبيعة من خلال الشقوق في طبقة البازلت ، وتم غسل التفت اللطيف أسفلها ، تاركًا غطاءً لطبقة البازلت لحماية عمود طويل من التفتت الأكثر نعومة فلا ين النظر إلى هذا العمل المتآكل للطبيعة إلا في عدد قليل من الأماكن في العالم ، ويظهر أحد أكثر نتائجه الرائعة والمذهلة كمداخن خرافية لكابادوكيا.
السياحة بالأرض الجنية
تُعد مداخن Cappadocia الخيالية جزءًا من متنزه Göreme الوطني للتراث العالمي التابع لليونسكو ومواقع Cappadocia الصخرية منذ عام 1985. ليتوجه السائحون المغامرون إلى Cappadocia لاستكشاف التاريخ الغني للمكان ، وعادةً ما تشمل هذه الأراضي المذهلة باعتباره جزء من مساراتها.بما في ذلك المداخن الخيالية ، مذهلاً ، ويمثل الانسجام التام بين المستوطنات البشرية والتشكيلات الدرامية المنحوتة بطبيعتها لذلك هناك الكثير من التاريخ والغموض الذي يتتبعها.
أقِم في أحد الكهوف.
تعد غوريم على الأغلب أكثر وجهة شائعة في كابادوكيا، فبها العديد من الفنادق المبنية في الكهوف. وقد تم تحويل العديد من الكهوف التي كانت تستخدم كمساكن وكنائس المداخن الجنية إلى فنادق صغيرة فاخرة، حيث يمكنك تجربة أسلوب حياة ساكني الكهوف بترف. وتتضمن مميزات الفندق الحمامات الموجودة في الكهوف (الحمامات التركية)، والأقواس المنحوتة في الصخر، والجدران المزخرفة بأطياف الألوان البركانية وشرفات بانورامية مطلة على الوديان.
جولة بالمنطاد.
تتناثر عشرات المناطيد كل صباح في سماء كابادوكيا، فإذا كانت الظروف مواتية قد تشاهد ما يقرب من نصف مليون سائح في العام الماضي مناظر منطقة كابادوكيا من هذه المناطيد المميزة. حيث تطير البالونات مع شروق الشمس وتحلق بلطف فوق وبين المداخن الجنية والبساتين والكروم، عبر الوديان الرائعة، التي يتميز كل منها بتشكيلات صخرية مميزة، ثم تحلق على مدى الوديان المتموجة لمشاهدة خلابة للمناظر الطبيعية.
تجول سيرًا على الأقدام.
توفر كابادوكيا مسارات لا حصر لها لمحبي التجول سيرًا على الأقدام. قم باختيار أحد الوديان، خذ وجبة للغداء وبعض المياه، واستمتع بيومك. ستجد عددًا لا متناهيًا من الكهوف والأماكن المناسبة لتسلق الصخور. وتعتبر قلعة أوشيسار أعلى نقطة في المنطقة وتوفر إطلالة بانورامية للمنطقة الكابادوكية بأكملها. وإذا أردت بدائل أخرى، يمكنك التجوال عن طريق ركوب الدراجات الجبلي، أو ركوب الخيل أو باستخدام السكوتر عبر وديان غوريم.
الأطباق اللذيذة.
تُعد المنطقة موطنًا لعدد من المطاعم الفاخرة، التي تقدم أطباق كابادوكية فريدة، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المأكولات التركية. لا تفوّت تذوق كباب تستي وهو مزيج من اللحم والخضراوات المحشوة في وعاء أو جرة من الفخار، التي يتم إغلاقها بقطعة من عجين الخبز وتُطهى على النار والمانتي وهي فطائر صغيرة تحتوي على بعض اللحم المفروم أو البطاطا، تُلفّ في قطعة من العجين وإما أن يتم سلقها أو طهوها على البخار ويضاف إليها كمية جيدة من اللبن، والزبدة المُذابة والثوم، ثم يرش عليها قليل من رقائق الفلفل الأحمر.
عروض ليلية.
فأكثر العروض في كابادوكيا تُعرض في أماكن متعددة حيث يُسلط الضوء على الموسيقى الشعبية التقليدية والرقصات الخاصة بالسكان الأصليين لمناطق مختلفة من تركيا. ويُعد هذا الأداء المباشر نشاطًا سياحيًا شهيرًا، وهو وسيلة رائعة للتعرف على الثقافة المحلية، والاسترخاء بعد يوم من زيارة المعالم السياحية، كما يتيح هذا النشاط للجمهور فرصة المشاركة أيضًا.
تهديدات كابادوكيا.
على الرغم من أن الطبيعة قد تنفذ عمليتها المتمثلة في نحت القلنسوات أو المداخن الجنية في كابادوكيا ، فإن الإرث الكبير المرتبط بالمداخن الجنية اليوم ، وخاصة الكنائس والمنازل المنقوشة من الصخر ، والتي تمثل قرون من تاريخ الثقافات والحضارات الإنسانية ، يجب محوها إلى الأبد إذا لم تتم إدارة هذه الهياكل وحفظها بعناية. في حين أن عمليات التآكل تشكل تهديداً طبيعياً لسلامة هذه الهياكل ،فالضغوط السياحة والمبادرات التنموية المستقبلية تهدد أيضًا بإلحاق الضرر بالمداخن الجنية بالفعل ، فمن الواضح أن العديد من الكنائس المذكورة في حسابات المسافرين الأوائل قد اختفت تمامًا اعترافًا بالقيمة العالمية المتميزة لمتنزه Göreme National ومواقع Rock of Cappadocia ، لذلك قامت كل من الحكومات الوطنية والإقليمية بإشراك الدوائر المعنية في الحفاظ على هذا الموقع الفريد وحمايته في Cappadocia.