أعداد غير مسبوقة من الأرامل حول العالم تأثرا بجائحة كورونا

أعداد غير مسبوقة من الأرامل حول العالم تأثرا بجائحة كورونا

تقرير : أمانى أنور

 

 

تسبب فيروس كورونا المستجد في قصص حزينة حول العالم، بعدما فقد آلاف الأشخاص مقربيهم وأحبابهم وأفراداً من عائلاتهم، وكانت الولايات المتحدة من أكثر بلدان العالم تأثراً بالوباء، خاصة فيما يتعلق بالنساء اللاتي فقدن أزواجهن، وأصبحن بسببه أرامل.

حيث نقلت صحيفة نيويورك تايمز قصص نساء أميركيات، اجتمعن في صفحة على فيسبوك، لاقتسام أحزانهن، والحديث عن تجاربهن خلال هذه الفاجعة التي تسبب فيها كوفيد 19

وتوفي أكثر من 340 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب كورونا، ولكن عدد الرجال المتوفين فاق عدد النساء، وعزى بعض الباحثين السبب في ذلك، إلى أن “صحة الرجال بشكل عام، كانت الأكثر سوءاً.

ومع نهاية ديسمبر الماضي، كان الفيروس قد أودى بحياة 163 ألف رجل على الأقل، مقابل ما لا يقل عن 138 ألف امرأة في أميركا.

حيث قالت المؤرخة سارة ريتشاردسون في جامعة هارفارد ومديرة مختبر GenderSci التابع للجامعة، إن الرجال ماتوا بسبب فيروس كورونا بأعداد أكبر من النساء، وكان تأثيره مرتفع نسبياً على الرجال من ذوي البشرة السمراء، وهذا ما جعل النساء أكثر عرضة للترمل من الرجال.

مأساة مشتركة :

واتفق عدد من النساء على إنشاء مجموعة على موقع فيسبوك، لمشاركة مأساتهن، ومواساة بعضهن البعض. وعانت النساء بسبب الأزمة الوبائية، وتراكمت على عواتقهن مسؤوليات أسرية وأعباء مالية، ومخاوف بشأن تأثير الصدمة على أطفالهن، وشعورهن بالخسارة الفادحة.

وتواجد أرامل فيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وبأعمار متباينة. وفي أكثر من 10 مقابلات مع نيويورك تايمز عبرت هؤلاء النسوة عن شعورهن بالأسى من هول الصدمة، حتى بعد مضي أشهر على وفاة أزواجهن.

ساندرا ماكجوان واتس، وزوجها ستيفن في حفل زفافهما في عام 2007

دعم الأرامل :

وروت الطبيبة ساندرا ماكجوان واتس البالغة من العمر 46 عاماً والتي تقطن في إحدى ضواحي شيكاغو، كيف انضمت إلى مجموعة دعم الأرامل في فيسبوك، لتروي فيما بعد قصة زوجها ستيفن، عبر منصة زووم.

فيما قالت جينيفر لو، التي مات زوجها ماثيو في نوفمبر الماضي، بعد سنوات من الخدمة مع جيش بلاده في العراق، إنها “تجربة صادمة للغاية، بسبب ما تنطوي عليه من مفاجأة غير متوقعة.

جينيفر لو وزوجها ماثيو في حفل زفافهما في عام 2008

وبدت بعض الأرامل غير مصدقات لما حدث، إذ قالت باميلا أديسون التي فقدت زوجها مارتن، أحد الأخصائيين الطبيين “كان الأمر شاقاً علي، وشعرت أنني وحيدة تماماً، لو لم يكن الفيروس هنا، لكان أزواجنا جميعاً هنا.

حيث تمكنت أخريات من العثور على بعضهن البعض، عن طريق الانضمام إلى مجموعات أخرى على فيسبوك، وبعضهن فقدن رجالهن في ظروف مشابهة للجائحة، بما في ذلك زوجات العسكريين وأرامل هجمات 11 سبتمبر 2001.

كما سردت أرامل فيروس كورونا، وفق “نيويورك تايمز”، مجموعة مؤلمة من القواسم المشتركة، مثل تجربة رعاية أزواجهن عندما أصابهم المرض، والقلق عليهم، ومشهد أزواجهن يموتون في عزلة تامة عمن يحبون.

أعداد غير مسبوقة :

وكان الصندوق العالمي للأرامل وهو منظمة غير ربحية تتخذ من نيويورك مقراً لها،  نشر في مايو الماضي، تقريراً عن فيروس كورونا، وصفه بأنه “ماكينة صناعة الأرامل” والتفشي الذي يمكن أن يسفر عن أعداد غير مسبوقة من الأرامل في الدول النامية.

وبالنسبة لأرامل الجائحة الأصغر سناً، كانت مهمة تربية الأطفال الصغار بمفردهن أحد أقسى اختبارات هذا الوباء. فبعد موت زوجها خوان في أبريل الماضي، باعت ديانا أوردونيز بيتها في نيوجيرسي، لشراء بيت أصغر وأقرب إلى أصدقائها وأسرتها، واصفة زوجها بأنه ودود وخفيف الظل.

ديانا أوردونيز وزوجها خوان في حفل زفافهما في عام 2012

ديانا أوردونيز وزوجها خوان في حفل زفافهما في عام 2012

كما أضافت أن لديها رغبة في أن تكون نموذجاً يحتذى لابنتهما مايا 5 سنوات ولتثبت لها أنها يجب أن تعيش حياتها كاملة، كما فعل والدها.

من جانبها، أشارت مارا فوجان، من تكساس، والتي فقدت زوجها بريان، بسبب كورونا في أبريل الماضي، إلى الرئيس دونالد ترمب، واستخفافه بأزمة فيروس كورونا، خاصة في بدايتها، عندما أصاب المرض زوجها، وبات من الصعب عليها أن ترى الناس في مجتمعها، لا يزالون غير ملتزمين بـارتداء الأقنعة، وبنصائح السلامة والتباعد الاجتماعي.

وتابعت فوجان وهي أم لثلاثة أطفال “تخيل أن تفقد عزيزاً بسبب الوباء، ثم تكمل حياتك بمفردك، لن أنعم بالسلام، ولن أطوي صفحة وفاة زوجي .