أقسام قبائل العرب في الأدب الجاهلي

أقسام قبائل العرب في الأدب الجاهلي

عندما نطلع على تاريخ الأدب الجاهلي، نجد أنه تمتع بالقوة والفصاحة والبنيان، وهذه الصفات الرائعه تدل على روعة الأدب، وازدهاره في هذه الحقبة الزمنية البعيدة.

وهي التي ظهرت قبل مجيئ الإسلام بأكثر من قرنين.

وقد سمى العرب بالشعوب السامية، وذلك نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام، وقد تحدث علماء اللغة والأدب والتاريخ عن وجه تسمية العرب بهذا الاسم.

ويقول الآلوسي أنهم سُموا بالعرب لاشتهارهم بالفصاحة والبيان.

أقسام العرب في الأدب الجاهلي:

الأدب الجاهلي

قد اعتاد المؤرخون بوجه عام، أن يقسموا العرب في الأدب الجاهلي إلى 3 أقسام، ولكنهم يختلفون في تسمية كل قسم.

فمنهم من يقول بائدة أو عاربة ومستعربة وتابعة العرب، ومنهم من يقول عليها: عارية و قحطانية وعدنانية، ولكن الحقيقة هى أن الاختلاف في اللفظ فقط.

إذ أن المقصود بكل واحد من هذه الأقسام الثلاثة يدل على نفس المعنى، ونأخذ الآن في توضيح هذه الأقسام وهما عاربة ومتعربة ومستعربة، وذلك لخفتها وسهولة لفظها. 

العرب العاربة

العرب العاربة هو لفظ مشتق من العرب، كما يقصد بها في الأدب الجاهلي بالعرب المقدمة أو الفاعلة أو المتحدثة بها.

وهذا القسم يسمى أيضا بالعرب البائدة بمعنى الهالكة، لأنهم بادوا كلهم ودرست آثارهم، ولم يبق على وجة الأرض أحد من نسلهم.

ويذكر المؤرخون والباحثون في الأدب الجاهلي: أن هذا القسم يتكون من شعوب كثيرة ومنها. 

عاد

كانت مساكنهم بالأحقاف وهى مدينة تقع بين اليمن وعمان إلى حضرموت والشحر، ويقال أيضا أنهم كان لديهم دولتان عظيمتان، وهما عاد الأولي وعاد الأخر.

وكانت عاد الأولى أيام تحتمس الثالث، وهو من ملوك الدولة الثانية عشرة المصرية، ولما عظم أمرهم طغوا وبغوا وعبدوا الأوثان، فبعث الله لهم سيدنا هودًا عليه السلام.

فمنهم من آمن بة ومنهم من كفر، فأرسل الله عليهم ريحًا عاتية أهلكهم ودمرهم ملكهم، ونجى الله هودًا ومن معه ممن آمن به وهم عاد الآخرة.

فلبثوا في اليمن إلى أن غلب علي الملك يعرب بن قحطان، فاعتصموا في جبال حضرموت حتى ماتوا جميعاً. 

ومن أعظم ملوك عاد، وهو شداد بن عاد الذي تنسب الية أعمال عظيمة وفتوح واسعة، منها بناء مدينة أرم في صحارى بلاد عاد.

كما يقال أيضًأ: أنه قام بتشييدها بالحجارة الكريمة وتزينها بالجواهر.  

ولكن يقول ابن خلدون: ليست هناك مدينة اسمها أرم، وهي مجرد خرافة، وأرم قبيلة لا مدينة.

ثمود

تم ذكرهم في الأدب الجاهلي، بأن كانت لديهم ديار أو منازل في الحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام، وكانوا يسكنون في المرتفعات المدائن.

ولديهم منشآت عظيمة في البناء والنحت، وقد كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال الصخرية.

العمالقة

العمالقة كان يتميزون بضخامة الأجسام، وكان موطنهم داخل أرض تهامة في الحجاز، وهناك روايات تذكر: أنهم كانوا منتشرين في بقاع كثيرة.

وتحدث عنهم  كثير من المؤرخين، وورد ذكرهم في التوراة في سفر التكوين، ويقال أيضًا: أنه كان منهم فراعنة مصر، وجبابرة الشام الكنعانيون. 

مدين

هم القوم الذين أرسل الله إليهم شعيباً عليه السلام، ومدين اسم البلاد التي كان يسكنها قوم مدين، وموطنهم إلى الشرق والجنوب الشرقي من مدينة العقبة.

وتصل من حدود وادي عربة إلى منطقة جبال الحسمة من الشرق إلى الجنوب حتى بلدة ضبا.

حتى أنهم كانوا يعبدون الأوثان ويقطعون الطرق ويبخسون المكيال فأرسل الله إليهم شعيبًا عليه السلام، فكفروا به فأخذتهم الرجفة فهلكوا جميعًأ.

طسم وجديس 

كانت ديارهم في اليمامة، ويروى ابن هشام أنهم نزلوا في اليمامة قبل جديس، وذكر ابن خلدون: أن ملك طسم كان غشوماً لا ينهاه شئ عن هواه.

وكان مضرًا لجديس ومستذلًا لهم، وبلغ من عسفه وظلمه وقسوه قلبه، أنه أمر ألا تزف بكر من جديس إلى بعلها قبل أن تبدأ به أولاً، فآثار ذلك حفيظتهم وقتلوه. 

أميم 

اختلف المؤرخون في الأدب الجاهلي لتفسير تاريخ هذه القبيلة، فمنهم من يعدها من العرب البائدة، والبعض الاخرى يعدها من العرب الباقية.

 ويقول عنهم ابن خلدون أنهم أول من بنى البنيان، واتخذوا البيوت الآطام من الحجارة، وسَقفوها بالأخشاب. 

حضرموت 

كانت بالقسم المعروف باسمها من بلاد العرب. 

جرهم الأولى

كانوا على عهد سيدنا عاد فبادوا، وكانوا يعيشون في بلاد اليمن. 

العرب المتعربة 

هم يكونون العرب الباقية، أي الذين عاشوا وبقى نسلهم حياً، والعرب المتعربة في الأدب الجاهلي يعرفون بعرب الجنوب أو الجنوبيين أو عرب اليمن أو اليمنيين.

لأنهم كانوا يسكنون اليمن، كما يعرفون بالعرب القحطانية أو القحطانيين نسبة إلي أبيهم قحطان بن عامر ابن شالح بن ارفخشد بن سام.

ورد من الباحثين في الأدب الجاهلي أن قحطان هو أول ملك معروف عند العرب، وكان رئيس ملوك اليمن.

الذي يروي عنه أيضًا: أنه أول من تكلم بالغة العربية من العرب الباقية، وقيل أنه تعلمها من العرب البائدة الذين كان معاصرًا لهم.

ومن المتعارف أن أوائل قحطان أدركت وظهرت في أواخر عهد عاد وثمود، وكان أول من اتخذ صنعاء اليمن داراً للملك وكان ملكه حوالي سنة (۱۸٤٥ق.م).

وكانت من العرب المتعربة أيضًا بلقيس صاحبة الصرح التي وردت قصتها مع سيدنا سليمان عليه السلام في القرآن الكريم.

ومنهم أيضًا ذو نواس الذي تسمى يوسف وتعصب لليهودية، وأراد إرغام أهل نجران عليها، وقد كانوا من بين العرب يدينون بالنصرانية التي جاءتهم على يد أحد أتباع الحواريين.

فامتنع أهل نجران عن اعتناق اليهودية، فأشتعل فيها النار لهم وحرق كثيراً منهم، وكان ذلك سبباً لاحتلال الحبشة أرض اليمن.

ثم جاء من بعده الفرس، واستطاعوا السيطرة عليها، وظل حكم الفرس على بلاد اليمن إلى أن ظهر الإسلام وافتتحها المسلمون. 

العرب المستعربة

العرب المستعربة في الأدب الجاهلي هم عرب الشمال أو العرب الشماليون؛ لأنهم كانوا يعيشون في شمال بلاد اليمن في تهامة والحجاز.

كما يسمون كذلك العرب الإسماعيليين؛ لأنهم ينسبون إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، كما يقال إن أصل إبراهيم من بلاد ما بين النهرين.

ثم ذهب في وقت من الأوقات إلي الحجاز، وترك فيها ابنه إسماعيل من جاريته هاجر المصرية، فنشأ إسماعيل وتربى بمكة بين قبيلة جرهم الثانية وتزوج منهم.

وكان له أولاد كثيرون، ويذكر النسابون في الأدب الجاهلي: أنهم كانوا أثنى عشر ولداً ذكراً، وكان من ذريته عدنان، ولذلك يسمى هذا القسم أيضًا باسم العرب العدنانية.

وقد نشأ أولاد إسماعيل بين العرب فاستعربوا، ولذلك سموا بالمستعربة، كما ورثنا من تاريخ هذه الحقبة البعيدة آثارًا مهمة جدًا ومنها.

  1. البيت الحرام.
  2. بئر زمزم.
  3. مقام إسماعيل.
  4. المناسك والمشاعر التي قبلها الدين الإسلامي الحنيف.

كما تناسل من عدنان شعوب كثيرة، انتشروا في الحجاز وشبه الجزيرة العربية.

 

تعرفنا على تقسيم قبائل العرب في الأدب الجاهلي، والذي انقسم إلى 3 اقسام، وذلك من ناحية التقدم في اللغة العربية.

ولكن هذا التقسيم لم نجد له ذكرًا في كتاب التوراة أو الموارد اليهودية الأخرى، ولا حتى في الموارد اليونانية أو اللاتينية المتعلقة بهذا التقسيم.

وذلك يؤكد لنا أنه تقسيم عربي خالص، نشأ بين العرب الذين ذكر أنهم بادوا قبل الإسلام، ولكن مع الأسف لم يبقَ منهم غير ذكريات وتراث نتعلم منه الأن.

والعرب الباقين من هذه الحقبة الزمنية الرائعه من العدنانيين أو من القحطانيين، وهم انتشروا بشكل كبير في شبه الجزيرة.