أهلي قرية “الزوامل” يقضون 15 يوماً بحثاً عن جثة الشاب الغريق

أهلي قرية “الزوامل” يقضون 15 يوماً بحثاً عن جثة الشاب الغريق

تقرير: محمد ممدوح

انتظر محمد السيد دياب، 24 عاماً، طالب بالهندسة، اليوم الذي يعقد قرانه على حبيبته، وسط فرحة الأهل والأصدقاء والمباركة والتمنيات للزوجين بالخير على الدوام، لكن القدر حال دون هذه الفرحة، لتتحول زغاريط الأهلين إلى بكاء وعويل، ومحاولات من البحث الشاق عن جثة الفقيد.

قرر محمد دياب بالاتفاق مع أهله وأهل العروس في إحضار ما يسمونه بـ “العزال” يوم الجمعة الموافق 8/1/2021، وأثناء عودته بفرش العروسة، ووسط فرحة الأهالي، انقلبت سيارة ربع نقل التي كانت يستقلها العريس ووالده في ترعة الإسماعلية من أعلى كوبري “الزوامل”، لتتحول الزغاريد إلى صراخ.

تلقت غرفة شرطة النجدة بالشرقية بلاغًا يفيد سقوط سيارة بترعة الإسماعيلية، وعليه انتقل رجال الإنقاذ النهري ورجال المباحث إلى محل الواقعة، وتبين اختلال عجلة القيادة من يد السائق ما أسفر عن سقوطها بترعة الإسماعيلية ومصرع والد العريس، ونجا 3 آخرين من الموت.

وتمكنت فرق الإنقاذ النهري من استخراج جثة الوالد المتوفي بعد فترة قصيرة من غرقه، وتواصل البحث حتى الآن عن الشاب العشريني، محمد دياب، ابن قرية “الزوامل”، محافظة الشرقية، والذي توفى غرقًا منذ أكثر من 15 يوماً.

كل يوم يمر على والدة الفقيد يزيد من حرقة قلبها شوقاً وغضباً، لتتقلص أمانيها وتقتصر على العثور على جثة نجلها ودفنه، حيث قالت والحزن يعتريها: “محمد كان زينة الشباب في أدب وأخلاق كنا بنحلم بيوم فرحه ويكون مهندس قد الدنيا”.

وتابعت: “انا منتظره منذ وقوع الحادث ولسة ماخرجش لحد دلواقتي واستعوضت ربنا وكل اللي انا عايزاه أن اعثر على جثته واشوفه للمرة الأخيرة”.

وتضيف” قبل أن أعلم بوقوع الحادث شعرت برجفة تغزو قلبي بأن مكروه حدث لابنائي واتصلت على هاتفه لكنه لم يجيب، وما هي إلا ثواني وجادني الخبر الاليم فهرعت إلى الترعة بحثا معهم لأعلم أن أحدهم تم انقاذه والآخر يبحثون عنه”.

وطالبت والدة الغريق بزيادة عدد الغواصين لسرعة العثور على ابنها ودفنه، وزيادة الدعم من القوات البحرية، كما طالب عم الفقيد عبدالعزيز دياب بدعم من الضفادع البشرية للبحث عن الشاب حتى ترتاح أسرته وتتمكن من أخذ العزاء من أهالي القرية.

وأوضح أن أهالي القرية في بحث على طول شريط الترعة على أمل ظهور الجثة طافية على المياه، مؤكداً أن قوات الإنقاذ النهري لمحافظة الشرقية تبذل أقصى جهدها، مشيراً إلى أنها تعمل وفق إمكانياتها والتي اعتبرها “محدودة”.

في وقت سابق ناشد أهالي القرية بالمسؤولين بالمحافظة بأن كوبري الزوامل شهد وقوع عدة حوادث، مطالبين بتطوير الكوبري خاصة وأن المصدات الحديدية على جانبي الكوبري متهالكة، لكن لم يحدث تغيير.

من جانبه دفعت الإدارة العامة للحماية المدنية، برئاسة اللوء أسامة فاروق مدير الإدارة، بعدة فرق من الإنقاذ النهري بإدارات الحماية المدنية من محافظات: “الشرقية والقليوبية والإسماعيلية والمنوفية والغربية”، بالإضافة إلى فرقة من الإدارة، بإجمالي 32 غواصًا و8 ضباط، بحضور العميد محمد عدلي مدير الحماية المدنية بالشرقية، والمقدم شريف بكر وكيل الحماية بالشرقية للبحث عن الشاب الفقيد.

وتمكنت فرق الإنقاذ خلال الأيام الماضية أثناء مباشرة عملها من انتشال جثة طفل عمره شهرين وجثة شاب كان محرر محضر بغيابه منذ 10 أيام من محافظة القليوبية، كما عثر على جثة رجل آخر يشتبه في وفاته جنائيًا.

وأثارت وفاة الشاب حالة من الحزن بالقرية، وكتب وائل شاهين، خال الشاب الفقيد على صفحته بموقع “فيسبوك”: “اللهم يا من رددت يوسف على يعقوب، ويا من أخرجت يونس من بطن الحوت، ويا من أنقذت حبيبك محمد بخيط العنكبوت. ياجبّار السماوات والأرض، ويا من أمرك بين الكاف والنون إذا قلت للشيء كن فيكون، رده إلينا إنك على كل شيء قدير”.

وانهالت التعليقات التي تضمنت عبارات الدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم الله عز وجل أهله بالصبر والسلوان، وأن يسهل العثور على جثمانه وانتشاله.